رحلة كتاب 1 | دراسة في سوسيولوجيا الإسلام لـ علي الوردي (3-1)

وتكلم عن طبيعة الصراع في الإسلام، وهي ما يسمى بـ معضلة الكنيسة، وأن هذه المعضلة لا تختص بالمجتمعات الدينية فقط، بل بغيرها كذلك، وأن السبب الرئيسي للمعضلة هو أن الصراع يكون غالباً بين الأشخاص الذين يشددون بصورة رئيسية على التكامل المجرد الذي يتوجب صياغة المجتمع الإنساني على ضوئها وبين الأشخاص العمليين الذين يتبعون النزعات الواقعية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/26 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/26 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش

((كتاب علي الوردي هو رسالة ماجستير باللغة الإنجليزية ترجمة رافد الأسدي من إصدارات الوراق للنشر))

قمت بعرض الكتاب فيما كتبه علي الوردي، أما ما كتبه ماجد شبر فلم أتعرّض له، وكذلك مقدمة الدكتور حسين الهنداوي، التي تكلم فيها عن علي الوردي ومنهجه وعلاقته بابن خلدون ونظرته في ابن خلدون وفي السفسطائية وتمجيده لها وتأثره بالفلسفة الهجلية.. وغير ذلك، أعرضت عنها وجعلت عرضي لما قاله الوردي لا غير.

أما عن الترجمة فقد تصفحته قبل الاطلاع على مقدمات الكتاب، فما كنت أظن إلا أنها قلم الوردي حسب قراءتي لعدة كتب من قبل للوردي نفسه هذه الترجمة التي لا تخلو من أخطاء إملائية وحتى إعرابية، ولكنها لا تختلف في طبيعتها ونفسها عن كتابة علي الوردي بقلمه العربي.

المقدمة
قدم توطئة تبين طبيعة هذه الدراسة بأنها تحاول دراسة بعض النظريات الاجتماعية للإسلام ليس بوصفها أفكاراً منطقية موجودة في فراغ بل كونها أيدلوجيات في تفاعل مستمر مع الظروف الاجتماعية التي ظهرت فيها
وهو معني بجانب من جوانب الإسلام، وهو معضلة الإسلام أي الصراع بين المثالية والواقعية ويحاول دراسة أسباب وجودها وتطورها.

وقبل الدخول في الدراسة، فقد نبه إلى أنه يستخدم مصطلحين متكررين، هما المثالية والواقعية، ولكنه لا يستخدمهما بمعناهما الفلسفي، وإنما بالمعنى الشائع
فالشخص المثالي هنا تعني:

1/ الشخص الذي يعيش بمطالب ومعايير أخلاقية وجمالية ودينية سامية (وعليه تكون المثالية هي العيش بمطالب ومعايير أخلاقية وجمالية ودينية سامية)

2/ الشخص المثالي هو القادر على رؤية ومناصرة خطة أو برنامج لم يوجد على الأرض بعد (وعليه تكون المثالية أيضاً القدرة على رؤية ومناصرة خطة أو برنامج لم يوجد على الأرض بعد)
أما الواقعية فتعني الحرص على الحقائق والتفاصيل دون الخيال.

****
المقدمة

تكلم في هذه المقدمة عن الإسلام وطبيعته وطبيعة المنتمين إليه، فذكر كلمة ستروثمان أن الإسلام ظاهرة سياسية دينية.
وذكر المؤلف في أن طبيعة المنتمين إليه كانوا من الأقل تأثراً بثقافة المتع الحسية يقصد السابقين منهم.
أما البدو فتبعوا الإسلام حين أصبح نظاماً سياسياً ظافراً.

وتكلم عن طبيعة الصراع في الإسلام، وهي ما يسمى بـ معضلة الكنيسة، وأن هذه المعضلة لا تختص بالمجتمعات الدينية فقط، بل بغيرها كذلك، وأن السبب الرئيسي للمعضلة هو أن الصراع يكون غالباً بين الأشخاص الذين يشددون بصورة رئيسية على التكامل المجرد الذي يتوجب صياغة المجتمع الإنساني على ضوئها وبين الأشخاص العمليين الذين يتبعون النزعات الواقعية.

وذكر أن هذه المعضلة أي الصراع بين المثالي والواقعي، كلما زاد الفارق بينهما، زادت المشكلة وزاد التقدم، فالتقدم والمشكلة يسيران يداً بيد.
وما يهم ذكره أنه أشار في فصل الصراع بين الظالم والمظلوم، إلى أنه من معاني الواقعي والمثالي في هذا المبحث، هي أن المثالية تعني النزعة الدينية والواقعية النزعة الدنيوية.

*****

الفصل الأول الخلاف السني الشيعي

في هذا الفصل تحدث عن الخلاف السني والشيعي في عدة مناحي

1/ لا يوجد خلاف جوهري في قضايا الدين بينهما.

2/ استحسان السنة للتطور الفعلي للإسلام، فقد ذهبوا بعيداً إلى حد التبرير للأعمال التي تقوم بها الحكومات، بغض النظر عن وحشيتها وظلمها للآخرين، بينما الشيعة كانت حياتهم ثورية ونظرتهم للخلفاء أنهم طغاة ظالمون، وأن السنة أعانوهم على ذلك.

3/ السنة يرون أن الشيعة أهل بدعة لأنهم شقوا عصا الطاعة، والشيعة يرون السنة أنهم ظالمون لأنهم أطاعوا الخلفاء المغتصبين للخلافة.

تكلم عن سبب المثالية الشيعية بأن السبب هو كونهم محل اضطهاد، وأن الشيعة كونهم مضطهدين؛ فقد تطرفوا في التفسيرات الغيبية وغير العملية فيما يتعلق بالخلافة.

ذكر أن الشيعي أكثر ذكاء من السني؛ بسبب دراسته للفلسفة وتفكيره التجريدي، فقد كانوا أذكياء جداً في إظهار انحرافات التطور الفعلي للإسلام عن مبادئه الأصلية في كشف كثير من التناقضات المشينة، التي انحرفت عنها الحكومة بعد موت النبي عليه السلام.

ثم ذكر أن الباحثين الإسلاميين يبحثون في هذا الصراع حول مبدأ من هو على حق ومن على باطل وليس الأمر كذلك، بل كل منهم على حق وباطل

نظرة السنة للحكم

يرى الوردي أن السنة يرون أن الإسلام مشروع سياسي مقدس، وهذه النقطة تعترضها فقرة في الأبحاث القادمة بقوله إن السنة نظرة دينية والشيعة نظرة سياسية أو للدولة

وذكر أيضاً أن السنة في ثلاث درجات من الواقعية..

الأقل واقعية وهم المتصوفة الذين يحاولون الدفاع عن الحكومات غير المتدينة لداعي الضرورة ويمثلهم الغزالي.
الأكثر واقعية هم الذين يقولون إن القوة هي السبيل الوحيد التي يمكن من خلالها أن ترسخ أركان الحكومة ويمثلهم ابن خلدون بنظريته العصبية.
المتوسطون وهم جمهور السنة الذين يرون أن الشريعة مستحيلة التطبيق في عامة الظروف ويؤمنون بالإجماع الذي هو يمثل أكثر مظاهر الواقعية.

انتهى الجزء الأول ونلتقي في الجزء الثاني من العرض

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد