لاقنديل منطقة محررة ولاقامشلي

إذا كان المقصود من النظام فإن سلطة النظام نافذة في معظمها وتتشارك سلطة (ب ي د) في الأمن والإدارة وتدار عبر أدوات القمع واضطهاد واعتقال المخالفين لنهجها وأيديولوجيتها، وقد تم تفريغ المناطق الكردية، فحوالي 65% من المواطنين الكرد وغالبيتهم من الجيل الشاب نزحوا أو هجروا، وهناك ملاحقات واعتقالات يومية لكل من لا يوالي سلطة الأمر الواقع،

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/24 الساعة 05:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/24 الساعة 05:15 بتوقيت غرينتش

إلى كل من يعتبر عن قناعة أو سهو (أن كردستان سوريا أو المناطق الكردية السورية أو جزء روزئافا سمّه ما شئت) محرراً كما إقليم كردستان العراق نقول: إن كل سوريا في حالة استثنائية غير مستقرة وآخر إحصائية منشورة تشير إلى أن سلطة النظام تراجعت إلى 11% من مساحة البلاد وسلطة (ب ي د) وجلها مشتركة مع سلطة النظام، وصلت إلى 14%، وسلطة داعش وصلت إلى 40%، ومناطق نفوذ الجيش الحر وقوى الثورة كمناطق محررة قرابة 12% وسلطات أمر واقع أخرى من ميليشيات حزب الله العراقية تتحكم بأجزاء واسعة متداخلة كما مناطق نفوذ (ب ي د) مع سلطة النظام، أما المناطق التي تسيطر عليها قوات (ب ي د) فهي بالواقع وبمفهوم غالبية الكرد السوريين محتلة، ولست أدري محررة ممن؟

إذا كان المقصود من النظام فإن سلطة النظام نافذة في معظمها وتتشارك سلطة (ب ي د) في الأمن والإدارة وتدار عبر أدوات القمع واضطهاد واعتقال المخالفين لنهجها وأيديولوجيتها، وقد تم تفريغ المناطق الكردية، فحوالي 65% من المواطنين الكرد وغالبيتهم من الجيل الشاب نزحوا أو هجروا، وهناك ملاحقات واعتقالات يومية لكل من لا يوالي سلطة الأمر الواقع، كما أنها تعادي إقليم كردستان العراق المتمتع بالنظام الفيدرالي والانجازات القومية الأخرى بكل السبل، بما في ذلك التآمر على شنكال والتحالف مع قوات الحشد الشعبي والأطراف الكردية المغامرة المناوئة للديمقراطية والعملية السياسية.

هناك من يدعو إلى استراتيجية مشتركة بين (الجزأين المحررين) من كردستان، ويقصد إقليم كردستان العراق الحر الفيدرالي، وبين سلطة الأمر الواقع في المناطق الكردية السورية، نعم هناك ضرورة قصوى ليس للحوار السلمي الأخوي بين جزئي العراق وسوريا، بل بين الأجزاء الأربعة، ولكن كيف وبين مَن ومَن؟ وبأي شكل وعلى أية أسس؟ ومن أجل أي هدف؟

إذا كان القصد من التحاور بين قيادة إقليم كردستان العراق المنتخبة من الشعب وبين قيادة (ب ي د) كسلطة أمر واقع تسلمت الإدارات من سلطة نظام الأسد وفرضت نفسها بقوة السلاح والقمع والتهديد، فهذا لن يؤدي إلى نتيجة، وقد جربت قيادة الإقليم وتحت إشراف السيد رئيس الإقليم مباشرة عبر اتفاقيات هولير ودهوك، ولكن الطرف الآخر لم يلتزم ولم يحترم التعهدات؛ لذلك يجب البحث عن طرف كردي سوري محاور موثوق وشرعي، وهو في الوقت الحاضر مغيب وغير جاهز، ويمكن ظهوره عبر مؤتمر وطني كردي سوري يشارك فيه ممثلو تنسيقيات الشباب والمستقلون ومنظمات المجتمع المدني والبعض من مناصري الأحزاب من القواعد، ويتمخض عن المؤتمر قيادة منتخبة وبرنامج سياسي واضح حول الكرد والثورة ومصير البلاد واستراتيجية سليمة قوامها وحدة الصف الكردي ونصرة الثورة السورية والشراكة الكردية العربية والتنسيق والتعاون مع الأشقاء، وخصوصاً قيادة إقليم كردستان العراق.

بإيجاز شديد إذا كانت مناطق "قنديل وهفتاوين والزاب" في كردستان العراق التي تسيطر عليها قوات (ب ك ك) محررة فيمكن القول إن القامشلي محررة أيضاً!

وبالنسبة للحرب على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) فإن أي تناول لهذا التنظيم الإرهابي سيبقى ناقصاً وغير موضوعي، بل مبتوراً بمعزل عن الرؤية العلمية الموضوعية لظهوره والبيئة التي أفرزته وصانعيه من أنظمة الاستبداد والظلامية المذهبية وعوامل انتشاره واحتلاله للأراضي، فالحراك الثوري الذي هب ضد نظام الأسد ودولته الإرهابية سبق "داعش" بأعوام، واستنجد هذا النظام الذي بدأ يتهاوى أمام ضربات الثوار السوريين والجيش الحر بشركائه الإيرانيين ومراكز القوى المذهبية في بغداد الذين شاركوا جميعاً في صنع "داعش"؛ لذلك فإن محاربة "داعش" التي تحولت إلى (موديل) دارجاً من دون التصدي لإرهاب الدولة والديكتاتورية ستبقى من غير مضمون وطني ثوري ديمقراطي.

إن محاربة "داعش" ليست مقتصرة على بيشمركة كردستان العراق وقوات (ب ي د) في سوريا، فالثورة السورية وقواها الحية تواجه إرهاب الدولة السورية منذ أكثر من خمسة أعوام، وتواجه إرهاب داعش والنصرة منذ ظهورهما على الأراضي السورية في الوقت ذاته بعد أن جيء بقادتهما من سجون سوريا والعراق وإيران كرديف لنظام الأسد وضد التغيير الديمقراطي في سوريا.

ثم إن وضع بيشمركة كردستان العراق وقوات (ب ي د) في سلة واحدة ليس عادلاً، وظلم كبير للبيشمركة الذين تربوا تحت شعار (كردستان أو الشهادة) وفي كنف قيادة وطنية ديمقراطية منذ ثورة سبتمبر/أيلول بقيادة البارزاني الخالد، ويسيرون على نهج الدفاع عن الشعب والوطن، بعكس الآخرين الذين يرفضون مبدأ حق تقرير المصير، ويخدمون أجندة أجنبية إقليمية ويسيرون في الخط السياسي لحلف الممانعة الإقليمي بزعامة جمهورية إيران الإسلامية ونظام الأسد المستبد، فالبيشمركة يواجهون داعش للحفاظ على مكتسبات شعب إقليم كردستان والفيدرالية وتحرير المناطق الكردستانية وإعادتها إلى حضن حكومة الإقليم، أما الآخرون فيواجهون داعش لمصلحة حزبهم، ومن دون أية آفاق واضحة وخدمة لنظام الأسد وضد الثورة السورية، ومن أجل أن يتأهلوا أكثر لتشكيل الخطر على مكاسب إقليم كردستان العراق من الداخل أو عبر سنجار، وبالتعاون مع التيارات المغامرة الأخرى.

نعم هناك نوع من التعاون الاستراتيجي الواضح بين التحالف الدولي للحرب على داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وبين رئاسة إقليم كردستان العراق على أسس معروفة تشمل كل العراق الاتحادي، وهناك أيضاً تقدير ملحوظ لدور الرئيس بارزاني الوطني والقومي واحترام كبير لقيادته الموثوقة، في حين ما زال الحزب الأم لـ(ب ي د) في قائمة الإرهاب، أما نوع التعاون العسكري بين التحالف الدولي وقوات (ب ي د) فيقتصر على الجانب الأمني باعتراف مسؤوليهم أيضاً؛ حيث التحالف بحاجة إلى قوات برية لتنفيذ خطتهم، ولم يجد أفضل من تلك القوات المدربة من دون أي اتفاق سياسي على وضع الكرد ومصير سوريا ونظام الأسد، ومن دون تلبية طلب (ب ي د) حتى المشاركة في مباحثات جنيف حول سوريا حتى اللحظة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد