الرقة برلين القرن 21

أصبحت المدينة هدفاً يتسابق الجميع نحوه بين الأميركيين وحلفائهم من جهة والروس وحلفائهم من جهة أخرى، هذا السباق يذكر بسباق آخر خاضته نفس الدول الكبرى قبل أكثر من 60 عاماً من أجل الدخول إلى العاصمة الألمانية (برلين) إبان الحرب العالمية الثانية عام 1945.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/24 الساعة 05:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/24 الساعة 05:32 بتوقيت غرينتش

منذ أن بدأت الثورة السورية في عام 2011 لمعت أسماء عدد من المدن السورية التي لم تكن معروفة من قبل، مدن ليست كدمشق ولا حمص ولا حلب، مدن على جهل الناس بها إلا أنها كانت وستكون من ستقرر مصير سوريا بأكمله.

الرقة، مدينة سورية شمالية شرقية ذات غالبية عربية مع وجود مكونات أخرى تسكنها مثل الأكراد، اكتسبت هذه المدينة شهرتها بعد أن دخلها تنظيم داعش الذي حولها إلى معقل كبير له ولأنصاره الوافدين من مختلف دول العالم للقتال إلى جانب التنظيم المتطرف.

اليوم وبعد مرور 3 سنوات على سيطرة التنظيم على المدينة يبدو أن الأمور بدأت تتغير من جديد، فالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها على الأرض (قوات سوريا الديمقراطية) على ما يبدو عازمون على إنهاء سيطرة التنظيم على المدينة.

الأمر لا يتوقف على قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فقد دخلت على خط المواجهة في الشهر المنصرم قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي، فأصبحت المدينة هدفاً يتسابق الجميع نحوه بين الأميركيين وحلفائهم من جهة والروس وحلفائهم من جهة أخرى، هذا السباق يذكر بسباق آخر خاضته نفس الدول الكبرى قبل أكثر من 60 عاماً من أجل الدخول إلى العاصمة الألمانية (برلين) إبان الحرب العالمية الثانية عام 1945.

ذلك السباق الذي خاضت غماره القوات الروسية من جهة والقوات الأميركية من جهة، والذي انتهى بسقوط برلين بيد القوتين وقتل الزعيم النازي (هتلر)، وعلى أثر ذلك تم تقسيم مدينة برلين إلى قسمين إداريين؛ الأول تحت السيطرة الروسية (برلين الشرقية)، والثاني (برلين الغربية) وكان تحت السيطرة الأميركية.

اليوم نفس السباق يتكرر من جديد، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ولكن بظروف وحيثيات مختلفة، وهناك تخوف حقيقي لدى الكثير من المتابعين والخبراء أن يكون نتيجة هذا السباق دخول المدينة وتقسيمها كما حدث في برلين، خصوصاً أن الفصائل الكردية المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية لا تخفي نيتها فصل وعزل المناطق الكردية في المدينة واتباعها للحسكة الكردية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب حرب حقيقية بين الفصائل الكردية والعربية.

إن الأهمية الكبرى التي تحظى بها الرقة اليوم تكاد تضاهي أهمية (برلين) قبل 70 سنة، الأمر الذي جعلها (بيضة الميزان) في نظر بعض الخبراء، فإذا ما تمت السيطرة عليها وبقيت كتلة جغرافية وسياسية واحدة، فإن ذلك سيؤدي إلى بقاء سوريا موحدة، وإذا حصل العكس وتقسمت الرقة أو حدثت معركة بين أي من الأطراف المتصارعة داخل المدينة، فإن ذلك سينعكس على كامل الجغرافيا السورية ويهدد وحدة التراب السوري بالكامل.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد