سأصنعُ طاغيةً من طيٍن
وأصلبُهُ على عمودين من خشبٍ
ثم أتسلّى بالثورةِ عليه
كلّ يومٍ في فِناء البيتِ
وأترُكُه للغِربان بعد ذلك
ثم أُعيد بناءَه في الصباح كما كان
وإلا .. كيف أقضي وقتَ فراغي
بعدما وضعَت الثورةُ أوزارَها
صنعْتُ تمثالي
فغافَلني الطاغيةُ الطينيّ
واستوطنَ دولاباً في الحائطِ
لكنّني لم أعثْر عليه
قيل لي: إنّ خشباً تناثرَ من شُرفتي
وغمرَ السماءَ
وقيل : لم يعُدْ في الغابةِ شجرٌ يكفى لإطعام العصافير
وإن النّار التهمَت كلّ ما لدى الملائكة من قمحٍ فقير
وقيل إن تمثالاً كان يجولُ
وفي القرية يغنّي لجمع الحطب
فيأتي الفقراء طواعيةً ويتبعون الصّدى
حتى آخرَ فاصلةٍ في الإيقاع
لم يحفظْها الرواةُ في السِّيَر الشعبية
ولم تأتِ القيامةُ بعد في دولابِ غرفتي
ولا الشرفةُ عادت قريةً مصغّرةً برائحةِ النّعناع
ولا الطاغيةُ انتهى من صَفيرِهِ في الحقول
ولا العصافير عادت تُغني في نحيبِ القبور
ولا الشهداءُ عادوا من رقصةِ الأبد
أغلقْتُ دولابي على ظلِّ القيامة
وبدأتُ الغناء..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.