أديس أبابا التي رأيت 2/5

حين اقتربنا من الهبوط في مطار بولي بأديس أبابا كانت السحب الداكنة تغطي سماء العاصمة، ولذلك كانت هناك صعوبات نوعاً ما في الهبوط رغم ضخامة الطائرة، ومياه الأمطار كانت تغطي مدرجات المطار؛ حيث استقبلنا العاصمة بأجوائها الجميلة منذ الوهلة الأولى.

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/14 الساعة 02:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/14 الساعة 02:29 بتوقيت غرينتش

وقفنا في التدوينة السابقة عند نبذة تعريفية عامة عن جمهورية إثيوبيا، رأيت أن أقدمها لكم أعزائي؛ لقلة المعلومات المتوافرة عن هذا البلد الجميل، خاصة في المصادر العربية، ربما لأن مواطنيه لا يتحدثون اللغة العربية عدا قلة منهم.

اليوم سأدخل في الحديث عن تجربتي الخاصة في زيارة تلك الديار الرائعة؛ حيث أخذت في جمع معلومات عن السكن والإقامة وأماكن الجذب السياحي، خاصة المناطق الطبيعية، فكان أن حدثني أحد الأصدقاء عن صديقنا المشترك الذي التقينا به في إحدى الفعاليات الإعلامية في دولة الإمارات قبل حوالي ثلاثة أعوام تقريباً، عرفت من زميلي أن هذا الصديق يعمل حالياً في بعثة الاتحاد الإفريقي التي ذكرنا أنها تتخذ من أديس أبابا مقراً لها.

قمت بالاتصال بهذا الصديق للاستعانة به في رحلتي، فرّحب بشدة واستفسرني عن موعد وصولي المتوقع لأديس أبابا، عندما أجبته قال لي إن فترة زيارتك ستشهد قيام المنتدى الاقتصادي الذي تقيمه وزارة الاستثمار الإثيوبية، إلى جانب فعالية أخرى متعلقة بسد النهضة الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، فقلت في نفسي إنها ستكون فرصة مناسبة للتعرف على هذا البلد الجميل عن قرب في أكثر من جانب. ولم يُقصر صديقي في توفير المعلومات اللازمة عن العاصمة بشكل عام وأماكن الإقامة المفضلة وغيرها من الأشياء التي يحتاجها الزائر.

بعد ذلك قمت بالاطلاع على الخطوط الجوية التي تُسير رحلات إلى العاصمة أديس أبابا، فوجدت أن معظم شركات الطيران الخليجية لديها رحلات منتظمة إلى إثيوبيا، ولذلك لم أجد صعوبة في الحصول على تذاكر طيران بسعر مناسب، خاصة أن الأجواء آنذاك لا تزال ربيعية في دول الخليج، ولذلك لا يوجد ازدحام في السفر إلى جمهورية إثيوبيا لا من قبل السياح ولا حتى مواطنيها المقيمين في دول الخليج.

وقع اختياري على شركة طيران الإمارات، وكانت الرحلة تتطلب المرور بمطار دبي (ترانزيت) لمدة 3 ساعات، بعدها استقللنا طائرة ضخمة انطلقت بنا متأخرة عن موعدها بدقائق، وعند دخولنا إلى الأراضي الإثيوبية لاحظت من خلال النظر إلى النافذة والشاشات المتوافرة على مقاعد الطائرة، الطبيعة الخلابة والخضرة التي تكتسي بها الجبال على مد البصر، رغم أن موسم الأمطار الغزيرة لم يبدأ بعد؛ حيث إن الفترة من شهر فبراير/شباط وحتى مايو/أيار تشهد أمطاراً خفيفة متفرقة، بينما تبدأ الأمطار الغزيرة في الهطول اعتباراً من يونيو/حزيران وحتى أكتوبر/تشرين الأول.

حين اقتربنا من الهبوط في مطار بولي بأديس أبابا كانت السحب الداكنة تغطي سماء العاصمة، ولذلك كانت هناك صعوبات نوعاً ما في الهبوط رغم ضخامة الطائرة، ومياه الأمطار كانت تغطي مدرجات المطار؛ حيث استقبلنا العاصمة بأجوائها الجميلة منذ الوهلة الأولى.

اللافت أن مطار أديس أبابا يضم مبنى الركاب 1 ومبنى الركاب 2، الأول مخصص لشركات الطيران الأجنبية، أما الثاني وهو الجديد فهو مخصص فقط لشركة الطيران الوطنية (الخطوط الإثيوبية). وفي كلا المبنيين تجد الاستقبال الحافل للقادمين من قِبل الموظفين وسلطات الجوازات، مما يخفف عنك عناء السفر ورهبة الوصول إلى بلد جديد مجهول بالنسبة لك.

أود الإشارة إلى أنه في بعض المرات قد يُطلب من مواطني الجنسيات العربية في مطار أديس أبابا معلومات عن مكان الإقامة في البلد والمدة المتوقعة للزيارة والغرض منها، وهو أمر ناقشت فيه مسؤولة الجوازات وحدثتها أن هذا يعطي الضيف انطباعاً بأنه غير مرحب به، وقلت إن هذا الإجراء لا معنى له طالما أن المسافر قد حصل على تأشيرة دخول بصورة مسبقة من إحدى سفارات الدولة بالخارج، فاستمعت إليّ في تهذيب شديد قبل أن تعتذر في لطف، مبررة بأنها إجراءات أمنية روتينية.

أختم هذه الجزئية بأن تأشيرة الدخول مطلوبة عند زيارة إثيوبيا لحاملي جوازات الدول العربية، عدا مواطني الكويت إضافة إلى السودانيين القادمين لمهمة عمل، وهؤلاء يمكن لهم الحصول على تأشيرة فورية عند الوصول إلى مطار أديس أبابا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد