أدوية الاكتئاب تضرّ حياتك الجنسية.. هكذا تتجنب آثارها الجانبية

رغم أن أدوية الاكتئاب تساعد صاحبها على استعادة مزاجه، فإن لبعضها تأثيراً صامتاً على حياته الجنسية؛ قد تسعد مَن يتناولها بعض الشيء خلال النهار، لكنها قد تعكر صفو حياته الزوجية خلال الليل. ومن هنا اشتهر مؤخراً دواء "ويلبترين" أو "بوبروبيون هيدروكلوريد"، الذي تلجأ إليه النساء على وجه التحديد. وغالباً ما يتم وصف مضادات للاكتئاب مصنوعة من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي لها تأثير المنوّم على الرغبة الجنسية في نفس الوقت، بعكس دواء " ويلبترين".

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/10 الساعة 02:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/10 الساعة 02:02 بتوقيت غرينتش

رغم أن أدوية الاكتئاب تساعد صاحبها على استعادة مزاجه، فإن لبعضها تأثيراً صامتاً على حياته الجنسية؛ قد تسعد مَن يتناولها بعض الشيء خلال النهار، لكنها قد تعكر صفو حياته الزوجية خلال الليل.

ومن هنا اشتهر مؤخراً دواء "ويلبترين" أو "بوبروبيون هيدروكلوريد"، الذي تلجأ إليه النساء على وجه التحديد. وغالباً ما يتم وصف مضادات للاكتئاب مصنوعة من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي لها تأثير المنوّم على الرغبة الجنسية في نفس الوقت، بعكس دواء " ويلبترين".

وأشارت إحدى الدراسات التي أُجريت في العام 2015 إلى أن 9% من سكان المملكة المتحدة تناولوا أحد مضادات الاكتئاب، كما أشارت الإحصائيات الصادرة من مركز معلومات الرعاية الصحية والاجتماعية إلى أن عدد وصفات الاكتئاب تضاعفت في السنوات الشعرة الماضية، حسب تقرير نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية.

لكن أدوية الاكتئاب الأشد شهرة في المملكة المتحدة تنتمي لمجموعة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية. هذه العبارة الصغيرة المكتوبة في نشرات الأدوية تجعل كلا الجنسين أقل رغبةً في الجنس.

فبحسب تجربة ديبورا (أم لطفلين) في استخدام دواء "سيتالوبرام" – أحد أدوية هذه المجموعة -، "يبدو الأمر وكأنه مزحة سخيفة. صحيح أني أكون سعيدة وفي مزاج أفضل حين أتناول الدواء، لكني في المقابل لا أفكر في العلاقة الحميمية على الإطلاق، وهو ما يثير استغراب زوجي. وحتى لو قمت بالأمر، فإنه ليس ممتعاً. أشعر بأنني مخدرة عاطفياً وجسدياً، وكأن هذا الجزء داخلي توقف".

ما السبب؟


تمنع مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية إعادة امتصاص السيروتونين، وهو الناقل العصبي المسبب للسعادة، ما يعني مستوياتٍ أعلى من السيروتونين في الدماغ وبالتالي شعور أقوى بالسعادة، لكن هذا الأمر لا يأتي بلا ثمن، فمستويات السيروتونين المرتفعة تعني شعوراً أقل بالرغبة الجنسية.

من هنا تأتي شهرة دواء "ويلبترين"، وهو دواء الاكتئاب الأكثر انتشاراً في كندا والولايات المتحدة.

ينتمي "ويلبترين" لمجموعة أدوية معروفة بمثبطات امتصاص النورإبينفرين – دوبامين، وتعمل هذه المجموعة من الأدوية بنفس الطريقة، إلا أنها تمنع إعادة امتصاص النورإبينفرين والدوبامين بدلاً من السيروتونين.

تعمل هذه الناقلات العصبية على زيادة الشهوة وتثبيط الشهية، ما يجعلها خياراً مثالياً. هذه المادة لا توجد في المملكة المتحدة إلا في دواء آخر يدعى "زايبان" للإقلاع عن التدخين.

بدورها امتنعت GlaxoSmithKline، الشركة المسؤولة عن تصنيع هذا الدواء، عن إصدار أي تعليق بشأن تسويقه كدواء مضاد للاكتئاب. وقال متحدث باسم الشركة إن قرار التقدم بطلب تسويق هذه المادة الفعالة في المملكة المتحدة وغيرها من البلدان الأوروبية يعتمد على عدة عوامل مثل أنماط وصف الأدوية ومتطلبات الهيئات التنظيمية وتوافر خيارات العلاج الحالية للمرضى.

لكن العديد من الأطباء يحذرون المرضى من تعليق آمالهم على هذا الدواء باعتباره دواء الأحلام، إذ يؤكد الطبيب توم وايلد أن التوجيهات الطبية الصارمة في المملكة المتحدة إنما تتواجد لسبب ما، "فعلى النساء أن يفكرن جيداً قبل تناول أي علاج دون العودة للطبيب المختص. (زايبان) مرخص به للإقلاع عن التدخين فقط، ونتائج الدراسات المتعلقة بتأثير الأدوية على الرغبة الجنسية للمرأة غير حاسمة".

والحقيقة أن قائمة الآثار الجانبية للبوبروبيون طويلة وتماثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية التي تتضمن الغثيان والأرق والصداع.

ويضيف د. وايلد "إن فقدان الرغبة في العلاقة الحميمية أثر جانبي مؤسف بالفعل، لكنه ثمن زهيد مقابل الهدف الذي نعمل من أجله كأطباء، وهو مساعدة الشخص لاستعادة حياته الطبيعية والتوقف عن تناول الدواء في النهاية".

أما بيتي دودسون، استشارية الصحة الجنسية الأميركية، فتقول إن معظم النساء اللائي يستشرنها بسبب معاناتهن من فقدان رغبتهن الجنسية يستخدمن مضادات الاكتئاب، سواء تلك التي تنتمي لمثبطات امتصاص السيروتونين أو النورإبينفرين والدوبامين.

كما تؤكد أن توقف العلاقة الحميمية في حياة أي شخص كفيل بإطالة فترات المزاج السيئ، وبينما يبدو التحذير من "تراجع أو انخفاض القدرة الجنسية" بسيطاً وسط الآثار الجانبية الأخرى التي قد تسببها مضادات الاكتئاب، إلا أنه قادر على تحويل الحياة لجحيم.

فإذا كنت تعاني من هذا الأثر الجانبي لمضادات الاكتئاب، إليك بعض النصائح:

مارس الرياضة بانتظام


تعزز ممارسة الرياضة بانتظام في الهواء الطلق من إفراز الإندورفين، بالإضافة لفيتامين د نتيجة التعرض للشمس، ما يؤدي لحالة عامة من السعادة، تساعد في التغلب على أعراض الاكتئاب.

تحلّ بالصبر


بعض الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب مؤقتة، فبحسب نصيحة د. وايلد "امنحها بعض الوقت وستمرّ". يمكنك أيضاً استشارة طبيبك بشأن تقليل الجرعة أو اختيار نوع آخر من الأدوية.

غيّر نظامك الغذائي


بحسب طبيب التغذية جون بريفا فإن "الأشخاص الذين يتناولون القليل من أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الزيتية هم أكثر عرضة للاكتئاب".

مارس الجنس


فبحسب الكاتبة وأخصائية الجنس، تريسي كوكس، "حين تصبح الأمور مملة، عليك البحث عن الحافز والقيام بالأمر كما يمكنك أن تجرب أشياء جديدة. أفضل الطرق لزيادة الرغبة في الجنس هي ممارسته".

تحدث بحميمية مع شريكك


تحدّث مع شريكك عن هذا الأمر بصراحة، كن صادقاً بخصوص أثر هذا الدواء عليك وعن أن الأمر ليس له علاقة به، قد يكون هذا الوقت هو الأكثر مناسبة للتواصل، وربما يقود لعلاقة أكثر سعادة على المدى الطويل كما ترى ترايسي كوكس.

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد