إذا وجدت نفسك يوماً تقول لشريك حياتك "أنا متعب يا عزيزي، ليس الليلة، فاعلم أنك لست وحدك، فقد كشفت دراسة صدرت في العام 2010 من قبل مؤسسة النوم الوطنية الأميركية أن 1 من كل 4 أميركيين مرتبطين بعلاقة عاطفية يشعر بتعب شديد من ممارسة الجنس مع شريكه!
ومع ظهور التكنولوجيا الحديثة التي تبقينا مستيقظين حتى وقت متأخر للعبث بالهواتف الذكية والقراءة في الفراش وإدمان تصفح البريد الالكتروني والشبكات الاجتماعية، يمكننا القول أن هذا العدد آخذ في الازدياد.
وفي سبيل البحث عن فهم أفضل للعلاقة المعقدة بين النوم والجنس، تعاونت النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست" مع شركة سليب نمبر لمعرفة ما إذا كان عادات النوم السيئة تفسد حياتنا العاطفية.
اضطراب الحياة الجنسية يفسد النوم
الحجة الشائعة اليوم للتهرب من ممارسة الجنس ليست أن "لدي صداع"، يقول د. مايكل بريوس الحاصل على الدكتوراه في علم النفس السريري ويحمل دبلوماً من المجلس الأميركي لطب النوم، بل "أنا منهك" حسبما يقول.
خلصت دراسة أجريت في العام 2014 إلى أنه بالنسبة للنساء، كلما طالت مدة النوم، أدى ذلك لزيادة الرغبة الجنسية في اليوم التالي. وقد وجدت دراسات متعددة أن الحرمان من النوم يخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
ويقدر بريوس أن ما بين 30 إلى 40 في المئة من الأميركيين الذين يعانون من انحسار في الرغبة الجنسية، يمكنهم أن يعزوا ضعف الرغبة الجنسية إلى الحرمان من النوم.
يقول بريوس "هناك الكثير من البيانات التي تظهر أن توقف التنفس أثناء النوم يخفض من الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء"، (وهو يرتبط أيضاً بانخفاض عدد الحيوانات المنوية في الرجال).
يضيف عالم علم النفس السريري إنه يعالج بانتظام مرضى من الذكور يعانون من قصور الغدد التناسلية – انخفاض انتاج هرمون تستوستيرون – ويبحثون في نفس الوقت عن حلول لنوم أفضل، "فبمجرد أن يتم علاج المشكلة التي تسبب اضطراباً في النوم، فإنهم لا يحتاجون إلى تحفيز لهرمون [التستوستيرون] لأن نسبته ترتفع بشكل طبيعي". والسبب؟ أنهم يحصلون على راحتهم كاملة.
اضطرابات النوم.. تخفض الرغبة الجنسية؟
لست بحاجة إلى أن يجري تشخيص اضطراب النوم لديك حتى تدرك أن اضطراب النوم لمدة أسبوع يمكن أن يسبب لك خمولاً في الرغبة الجنسية، فهذه الآثار النفسية للحرمان من النوم – سواء كانت عرضية أو على المدى الطويل – يمكن أن تؤثر على حياتك الجنسية أيضاً.
قال بريوس "هناك مستوى من القلق يسير جنباً إلى جنب مع الحرمان من النوم، وخاصةً إذا كنت تعاني من الأرق. يسهم القلق في انخفاض مستوى الرغبة الجنسية، ما يؤثر سلباً على الأداء الجنسي كذلك."
ما مدى قوة العلاقة؟ لا يزال الخبراء غير متأكدين. تقول بريتني بلير الحاصلة على دكتوراه في علم النفس، والمعالجة النفسية المعتمدة في مركز طب النوم في كلية الطب بجامعة ستانفورد، إن هناك حاجة إلى بحوث أكثر دقة لتحديد حجم تأثير نقص النوم على الهرمونات العاطفية.
آثار البرود الجنسي قد تتسبب في اضطرابات النوم
نحن نعلم أن "اضطرابات النوم يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية لشخص ما أو الرغبة في ممارسة الجنس، وبشكل عام، رغبته اتجاه شريكه في الفراش"، تقول بلير. ولكن هذا البرود في الرغبة الجنسية يمكن أن ينتقل أيضاً إلى شريك الحياة.
"إذا كان شريك حياتك يشخر، أو لديه [اضطراب حركة الأطراف الدورية] ويركلك في منتصف الليل، فقد يخلق هذا حالة من القلق، ما يبقيك مستيقظاً. هذا ليس شعوراً جذاباً ويمكن أن يؤثر سلباً على رغبتك الجنسية" كما تقول بلير.
وقد تمتد العواقب إلى الليلة التالية، وهلم جراً. تنطوي ممارسة الجنس على مجهود بدني، كما تشير بلير، لذلك فإن الشعور بالإرهاق والتهيج بعد ليلة من نقص النوم فضلاً عن يوم عمل طويل قد يجعل الجنس آخر شيء ترغب فيه ليلاً.
هل حياتك الجنسية في خطر؟ اضطراب النوم يحكم!
هناك عدد من الطرق لمعرفة ما إذا كنت تعاني الحرمان من النوم، يقول بريوس؛ إحدى المؤشرات هي إذا ما كنت تغفو في غضون 5 دقائق من وضع رأسك على الوسادة، ومؤشر آخر هو إذا ما وجدت نفسك تتوق للنوم بضعة دقائق إضافية في الصباح.
بيت القصيد؟ للحصول على أفضل أداء، احصل على الراحة الكاملة.
إذا كان هذا هو حالك – أو أنك لم تنم بما يكفي الليلة الماضية – لا تفزع. فاضطراب النوم لليلة أو ليلتين لن يكون له تأثير كبير وطويل المدى على حياتك الجنسية، حسبما يقول بريوس.
لكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب مزمن في النوم، فقد يستغرق الأمر حوالي 3 إلى 4 أسابيع لاستعادة طاقاتهم الجنسية الطبيعية.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.