“يوم الأرض” … لن تبددها سنين البعد والغربة

إن إحياء ذكرى "يوم الأرض" ليسى مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هي معركة متواصلة في حرب لاستعادة الحقوق الفلسطينية، عبرت عنها وقفة الشعب الفلسطيني من عرب 48 أمام محاولات تشويه الهوية العربية في الداخل، وأثبت أنه جزءاً من التاريخ الفلسطيني، وسيبقى متشبثاً بهويته العربية الفلسطينية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/28 الساعة 04:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/28 الساعة 04:18 بتوقيت غرينتش

يستعد الشعب الفلسطيني بعد غد في 30 مارس/آذار, كما يفعل كل عام، داخل فلسطين وفي دول اللجوء لإحياء ذكرى "يوم الأرض"..

هذا اليوم الوطني الذي هبَّ فيه الشعب الفلسطيني احتجاجاً على قرارت حكومة الاحتلال الصهيونية عام 1976، رافضاً مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الجليل ضمن (برنامج الأراضي).

قام الشعب الفلسطيني يومها رغم إعلان حظر التجول على قرى سخنين، عرابة، دير حنا، طمرة، طرعان، بحملة إضرابات واسعة النطاق للمرة الأولى منذ النكبة عام 1948، فكان الرد الصهيوني عنيفاً للغاية، حيث احتلت الشرطة والجيش بالدبابات القرى الفلسطينية، وسقط على أثر ذلك ستة شهداء فلسطينيين هم: الشهيد "محسن طه" من قرية كفر كنا، والشهيد "رأفت علي زهدي" من قرية نور شمس، والشهيد "رجا أبو ريا"، والشهيد "خضر خلايلي"، والشهيدة "خديجة شواهنة" من قرية سخنين، والشهيد "خير أحمد ياسين" من قرية عرابة، إضافة إلى إصابة العشرات من المواطنين الفلسطينيين.

واصل الشعب الفلسطيني من مختلف المدن والقرى الفلسطينية تظاهراته الغاضبة في الشوارع للدفاع عن النفس والأرض..

هكذا ظل الشعب الفلسطيني في الداخل وفي دول اللجوء يحيي هذه المناسبة يوم 30 مارس/آذار من كل عام، يجددون انتماءهم لهويتهم، ووفاءهم لأرضهم، من خلال الاحتفالات والنشاطات باسم "يوم الأرض" في إشارة إلى أن الأرض الفلسطينية ستبقى محور صراع مفتوح مع الكيان الصهيوني، وستزيد من وحدة وصمود الشعب الفلسطيني، وفي الدفاع عن حقوقه المشروعة.

لقد شكلت ذكرى "يوم الأرض" منذ أربعين عاماً رمزاً للتمسك بالأرض، وبقيت تلعب دوراً مهمًّا في حياة الفلسطيني أينما وجد، بل باتت حاضرة في وجدانه ومتوارثة من جيل إلى آخر، وستبقى كذلك رغم الصعاب التي تمر وتحيط به، لأنه لن يكون هناك حلٌّ لقضيته إلا بالعودة إلى أرضه ودياره التي هجر منها.

تتكشف حقيقة هذا الكيان الغريب في كل مناسبة وتظهر أكاذيبه التي طالما روج لها في خطاباته، وهي خروج الفلسطينيين طوعاً من ديارهم، في محاولاته تغطية جرائمه بحق الأرض والإنسان، وتناسى أن مفهوم الأرض عند الفلسطينيين هي الوطن والهوية والوجود، فلا قيمة ولا وجود لأي شعب دون أرض يعيش عليها.

إن إحياء ذكرى "يوم الأرض" ليسى مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هي معركة متواصلة في حرب لاستعادة الحقوق الفلسطينية، عبرت عنها وقفة الشعب الفلسطيني من عرب 48 أمام محاولات تشويه الهوية العربية في الداخل، وأثبت أنه جزءاً من التاريخ الفلسطيني، وسيبقى متشبثاً بهويته العربية الفلسطينية، وسيفشل كل محاولات محو الهوية الفلسطينية، ومؤكداً أنه امتداد لشعبه الفلسطيني ولأرضه الفلسطينية المحتلة وللاجئين الفلسطينيين.

ستظل ذكرى "يوم الأرض" حية في ضمير الشعب الفلسطيني في الداخل وفي دول اللجوء ولن تبددها سنين البعد والغربة.

ستظل ذكرى "يوم الأرض" ساكنة في وجدان الشعب الفلسطيني متجاوزاً الامتحانات الصعبة طوال السنوات التي تلت النكبة، محطماً إرادة الاحتلال الصهيوني، رغم كل أعمال مصادرة الأراضي وتغيير معالمها وتهميش أهلها وتحويله إلى أقلية لا نفوذ لها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد