الشباب الفلسطيني بين تحديات الواقع وآمال المستقبل

إن الشباب الفلسطيني في الداخل ودول اللجوء هي طاقة متفجرة، وقدرة هائلة على التغيير، وإن إهمال هذه الميزة التي يتمتع بها الشباب الفلسطيني يعني إهمال المجتمع ككل، وإن أي قيادة لا تعي معنى الشباب، فإنها قيادة غير مؤهلة لإدارة مجتمع!

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/12 الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/12 الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش

رغم كل الظروف المعقدة والتحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في الداخل ودول اللجوء، ولا سيما فئة الشباب، أثبتت التجارب والمحن أن الشباب الفلسطيني قادر على أن يتعايش مع المعاناة، وباستطاعته تقديم المبادرات التي تسهم في النهوض بالواقع الفلسطيني وبالأوضاع العامة للاجئين الفلسطينيين، وهو صاحب الأفكار الإبداعية والمؤهل لصناعة التغيير.

ما بين تطلعات الشباب الفلسطيني وعزمه على تفعيل دوره وإشراكه، إشراكاً حقيقيًّا في العمل الوطني، لتحقيق أرضية مشتركة له، من خلال وضع أولويات لجموع الشباب الفلسطيني، والتي عبر عنها الكثير منهم ليبرهن أن الشباب الفلسطيني حاضر بقوة، وأن لديه القدرة على الإبداع والعمل والتقدم بكل ما يملكه من طاقات بشرية وفكرية، وجعل هذه الخطوة بداية حقيقية لغد أكثر إشراقاً ومستقبل مفعم بالأمل والإصرار على المضي قدماً نحو مستقبل مشرق، واعتبار هذا المؤتمر نقطة تحول في الحياة السياسية الفلسطينية.

وانطلاقاً مما سبق فقد التقى الشباب الفلسطيني في مؤتمر شباب فلسطين الدولي، تحت عنوان "إبداع وعمل" الذي عقد يومي الجمعة والسبت 4 و5 آذار (مارس) 2016، في العاصمة اللبنانية بيروت، برعاية الوزير حسن منيمنة ممثلاً بالدكتور زهير الهواري، ومشاركة الشباب الفلسطيني من مختلف دول اللجوء العربي والأوروبي، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الفلسطينية واللبناينة.

عقدت قبل انعقاد المؤتمر عدة جلسات عمل تمهيدية لإخراجه بشكل يليق بالشباب ومكانتهم، وللتأكيد على اعتماد الأمة في نهضتها على الشباب الواعي والمثقف والمنظم والقادر على أداء دوره الإيجابي في الحياة السياسية الفلسطينية، وكذلك الاجتماعية والاقتصادية.

وقد أثبت أن باستطاعته التغلب على الصعوبات لو أعطيت له المبادرات، وهذا كان واضحاً من خلال عملية التنظيم، واستقبال الضيوف والتعاون فيما بينهم، ومشاركته وتفاعله مع الورشات والندوات وعرض التجارب الإبداعية للشباب، وحرصه على الخروح بأفكار ومشاريع تسهم في سد الفجوة في مجتمعنا على كافة الصعد، متجاوزاً الانعكاسات السلبية، ومشكلاً قوة حقيقية وخط دفاع عن الحقوق الفلسطينية، وذلك من خلال عزمه الوصول إلى أهدافه في النهوض بواقع الشباب الفلسطيني في الشتات، وتأسيس مرحلة تمكين الطاقات واسثمارها بالشكل الأنسب، ووضع إستراتيجيات عمل تعكس روح الانتماء والمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، وتحقيق حلم حق العودة.

توصيات ومقررات خرج بها مؤتمر الشباب الفلسطيني كانت نموذجاً راقياً يعبر عن شباب لديه كفاءات وقدرات في تغيير الصورة النمطية، وذلك من خلال الانفتاح على الآخرين بعيداً عن أي تجاذبات سياسية، وتشكيل نواة إطار فلسطينيي وطني شبابي جامع تحت اسم "التجمع الوطني لشباب فلسطين"، والعمل على تنسيق الجهود الشبابية الفلسطينية والتشبيك فيما بينهم، ومتابعة المقررات والتوصيات الصادرة عن المشاركين في مؤتمر شباب فلسطين، والإعلان عن اختيار مجموعة من الشباب المجتمعين وتشكيل هيئة تأسيسية للتجمع الوطني لشباب فلسطين من مختلف البلدان العربية والأوروبية.

الشباب الفلسطيني – مستقبل الأمة المشرق

إن الشباب الفلسطيني في الداخل ودول اللجوء هي طاقة متفجرة، وقدرة هائلة على التغيير، وإن إهمال هذه الميزة التي يتمتع بها الشباب الفلسطيني يعني إهمال المجتمع ككل، وإن أي قيادة لا تعي معنى الشباب، فإنها قيادة غير مؤهلة لإدارة مجتمع!
وإن القضية الفلسطينية لا تتقدم إلا على أكتاف شبابها.
وكذلك التحديات الهائلة التي تواجه شعبنا الفلسطيني لا يمكن تجاوزها إلا بهمة الشباب.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد