غضب روسي من أغنية “1944” للمطربة الأوكرانية “جمالا” !

تحكي الأغنية مأساة (230) ألفا من تتار القرم الذين شردهم القيصر ستالين قسراً من منازلهم في شبه الجزيرة باتجاه آسيا الوسطى، وقضى أكثر من ثمانية آلاف منهم بسبب الجوع والعطش والمرض، بعدما كدستهم القوات السوفيتية فوق بعضهم البعض كالذبائح في صناديق العربات وأخرجتهم من ديارهم قسرا.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/10 الساعة 01:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/10 الساعة 01:22 بتوقيت غرينتش

غضب روسي من أغنية "1944" للمطربة جمالا !

حتى الأغاني باتت تخوّفهم ، ولايستطيعون تجاوزها أو إجازتها واعتبارها فضاء واسعاً للتعبير عن الروح الديموقراطية التي يريدون إشاعتها قسراً عن دولهم فيما هم في واقع الأمر استبداديون لا يتورّعون عن إظهار حقيقة التسلّط بداخلهم عندما تمسّهم أدوات التعبير ووسائل الإعلام ، ويظهرون معاداتها ترسيخاً لمبدأ الفكر واللون الواحد الذي تعشقه تلك الديكتاتوريات .

في نهاية الشهر الماضي ؛ أعرب الكرملين الروسي ( برلمانهم ) عن غضبه واستيائه وتحفظه على أغنية – مجرّد أغنية – رأوا فيها أنها تشكّل إساءة لروسيا رغم أن الأغنية تتحدث عن وقائع تاريخية ثابتة لم يجر إنكارها ونفيها .

الأغنية حمِلت عنوان "1944" للفنانة الأوكرانية جمالا، واسمها الأصلي هو "سوزان جمالدينوف"ا ، تبلغ من العمر (32) عاما ، وتعود أصولها إلى شبه جزيرة القرم التي انطلقت منها فكرة أغنيتها – محل غضب الساسة الروس .

تحكي الأغنية مأساة (230) ألفا من تتار القرم الذين شردهم القيصر ستالين قسراً من منازلهم في شبه الجزيرة باتجاه آسيا الوسطى، وقضى أكثر من ثمانية آلاف منهم بسبب الجوع والعطش والمرض، بعدما كدستهم القوات السوفيتية فوق بعضهم البعض كالذبائح في صناديق العربات وأخرجتهم من ديارهم قسرا.

هذه الأغنية رشحتها أوكرانيا لتمثيلها في مسابقة يوروفيجن للأغاني : Eurovision Song) Contest) ) ، وهي مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ العام 1956وتشارك فيها (43) بلداً ويُقدّر – بحسب موسوعة ويكيبيديا – عدد مشاهديها بين 100 مليون إلى 600 مليون شخص حول العالم.

الهجوم الروسي على أغنية "جمالا" تضمن اتهام الإدارة الأوكرانية ومنظمي المسابقة باختيار "جامالا" وأغنيتها بهدف الإساءة إلى روسيا ، وتوجيه رسالة سياسية "لا يجب أن تمر في منافسة عالمية كهذه ".

لكن الفنانة أنكرت ذلك وقالت أن أغنيتها تتناول قصة جدّتها الكبرى "نازلي خان" التي وضعت في سيارة مع أبنائها الأربعة وابنتها وأبعدوا عن ديارهم مع آلاف النساء والأطفال والمسنين ماتوا في رحلة التشرّد بطريقة بشعة مؤكدة أنها كتبت أغنيتها في صيف العام 2014 بعد أشهر على احتلال الروس شبه جزيرة القرم مجددا، واعترفت بأن هذا الاحتلال أثار في قلبها جراح الماضي.

وعلى العموم ستستضيف المرحلة النهائية لمسابقة يوروفيجن للأغاني العاصمة السويدية ستوكهولم خلال الفترة من 10 إلى 14 مايو المقبل ، ولاندري ماذا سيكون ردّ الفعل الروسي لوحصلت أغنية الأوكرانية جمالا ( 1944) لقب أفضل أغنية ؟! أم أنها ستواجه ضغوطاً وتصعيداً و( فيتو) روسياً يمنع وصولها ستوكهولم؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد