القراءة وحدها هي التي تفك الحصار عن النفس، أقصد حصار الوهم وغياب الوعي، وتعيد التوازن إلى من يفقد ذاته وتغيب عنه.. متعة الحياة هي أن تقرأ وتحب أن تقرأ لأنك ستجد نفسك "إنسانيًّا" قبل كل شيء.. تعبر الحكايات التي لا تعنيك من جانبك وكأنك لا تعرفها أو تهمك.. ما تسمعه سيكون أقصي ما تريد سماعه لأن كل شيء هنا يرتبط بإرادتك وبوعيك الذي اكتسبته من القراءة.. ستتحمل مسؤولية أن تكون قارئاً.. لأن الجزء الأهم في القراءة هو المسؤولية.. واتساع الرؤية.. وتعلم الأدب وأخلاقيات التعامل مع الآخرين!
إن عادة القراءة لن تتكون لدى الإنسان إلا عندما يشعر بشيء من المتعة واللذة عندما يقرأ، وهذا لن يكون إلا حين تكون القراءة عبارة عن نوع من الاكتشاف، ونوع من تنمية العقل، وتوسيع قاعدة الفهم،
والوعي، وفي هذا المقال سنقوم بترشيح خمسة كتب تتكلم عن العدل والحرية يجب أن تقرأها حتى لو اختلفت مع بعض أفكارها..
الكتاب الأول: القرآن الكريم
القرآن الكريم استعمل "العدل" في مقابل الظلم والبغي والجور، واستعمله كذلك في مقابل الفسق والفجور، ومن هنا استعمله الفقهاء في هذين المعنيين..
أحدهما: العدل في الحكم والعلاقات، وهو بهذا المعنى يتعدى معناه إلى الغير، فيُقال: عدل بين الناس، أو بين النساء، أو عدل في أمرهم أو نحو ذلك، فالعدل بهذا المعني صفة لها علاقة بذات الشخص ولكن تتجاوز آثاره إلى الغير.
ثانيهما: العدالة الذاتية، بأن يكون المتصف بها مستقيماً غير فاسق وفاجر، وبهذا المعني يستعملها الفقهاء في باب الشهادات ونحوها.
الظلم الذي ضد العدل، حيث تكرر لفظ "الظلم" ومشتقاتها في القرآن الكريم (289) مرة، تحدث فيها القرآن الكريم عن خطورة الظلم وآثاره المدمرة على الأمم الماضية، والحضارات السابقة.
إن كلمة الحرية لم ترد في القرآن الكريم، وإنما وردت مرادفاتها ومشتقّاتها كحرّ، وتحرير، ومحرر، وعتق، وما شابه ذلك.
وأمّا الآيات التي وردت في القرآن الكريم، ويمكن الاستدلال بها على الحرية في المفهوم الإسلامي، فيمكن تقسيمها إلى عدة مجموعات.
منها الآيات التي تدل على حرية الاعتقاد وأن الناس لا يجبرون على اعتناق أي عقيدة، ولا يُكرهون على اتخاذ الدين، وهي آيات عديدة أبرزها:
1ـ ﴿لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فقد استَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾ البقرة256.
2- ﴿وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَميعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُوا مُؤْمِنين﴾ يونس99.
ما أجمل القرآن! وما أحوجنا اليوم إلى فهم عصري يعيد للقرآن مكانته التي يستحقها.
الكتاب الثاني: أفكار ضد الرصاص للكاتب محمود عوض
الكتاب الثالث: وُعّاظ السلاطين للدكتور علي الوردي
الكتاب الرابع: رحلة البحث عن جسد للكاتب يوسف السباعي
الكتاب الخامس: مقال في العبودية المختارة للكاتب إتين دي لابويسيه
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.