هذه التدوينة باللغة المصرية العامية.
اليوم بدأ بدموع د. حسين خيري نقيب الأطباء ود.منى مينا عضو مجلس النقابة لما اشتغل السلام الجمهوري، دموعهم خلتني انا كمان أدمع وأحس أد إيه هما مخلصين والبلد دي فارقة معاهم فعلا.
لحظات كتير كانت عظيمة..
لحظة لما نقيب إحدى المحافظات سأل: "هوا فين وزير الصحة؟ مجاش؟ مش هيجي طبعا".. وبعدها إقتراح إقالة وزير الصحة وتحويله للّجنة التأديبية لتقصيره وتقاعسه، والحماس والتصقيف اللي ملا القاعة، وكل الكروت الخضرا اللي اترفعت.. كانت لحظة عظيمة..
لحظة لما نقيب الاقصر فكرنا بمين الجدعان اللي فضلوا في الشارع يأدوا واجبهم ويعالجوا المرضى ومين اللي استخبوا من يوم 28 يناير!
والنقيب الصعيدي اللي قال : "لو بالبلطجة فاحنا فينا صعايدة"!! وقال إن دكتور "مؤمن" اللي أمناء الشرطة اعتدوا عليه أصلا صعيدي، وكان يقدر يرد البلطجة ببلطجة، بس إحنا محترمين ومش أمناء شرطة!
لحظة دكتور حسين خيري لما بيزعق في المايك: "إحنا في الآخر مش هنعاقب أهلنا اللي بيدعمونا، المريض الغلبان، خناقنا أصلا مش معاه عشان هوا الي يدفع التمن"!!
لحظة اقتراح إن المستشفيات تكون زي المنشآت العسكرية، اللي يعتدي عليها يتحاكم عسكري! ولما الرد كان: "الرفض"! علشان مبدأ "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين".
ولحظة الاجماع على اقتراح تحويل جريمة الاعتداء على المنشآت الطبية أو الأطباء من جنحة لجناية والكروت الخضرا تاني ارتفعت في القاعة كلها من غير ولا كارت احمر!!
.. إحساس الاجماع على مبدأ كان عظيم
لحظات الخناق انه بلاش "هتافات سياسية".. وإنها "مهنية مهنية" والناس ترد بهتاف "الداخلية بلطجية" .. بصوت عالي ..
وأنا بهتف مع الهتافين في نفس الوقت، باهتف "مهنية مهنية" علشان تنجح الجمعية وما تتحولش لخلافات، وباهتف "الداخلية بلطجية" علشان الداخلية بلطجية فعلا
لحظات الخناقة لما اختلفت الأراء بين "الاضراب" أو "الامتناع"..
عرض اقتراح الامتناع عن العمل بأجر واللي كسب بأغلبية، والتأكيد إن الخناقة مع الوزارة مش مع المريض، مش المريض الي هيدفع التمن، الوزارة تدفعه.. بأن الكشف والعلاج يكون مجاني فمفيش عائد يرجع للوزارة!!
***
أنا حظي سيء إني مكونتش في مصر غير في آخر 2013.. ملحقتش أي أحداث في الأيام الحلوة للمرحلة الأولى للثورة.. وكان جوايا إحساس دايما إني بحسد كل الناس اللي عاشوا الثورة!
وكان نفسي أحضر يوم من أيامها، وكنت مستبعدة إنه يجي يوم ثوري تاني في الظروف الي إحنا فيها دي!
يوم الجمعية العمومية للأطباء بحشده، بهتافاته، بكل الناس اللي حضرت، وكان منها ناس مسافرة من أماكن بعيدة جداً عشان كرامتها، آلاف كلهم جايين عشان محدش يقول إنه يقدر يحط الجزمة على رقبتهم!
اليوم ده كان فيه حاجة حلوة من الايام اللي كان نفسي أحضرها.
وأنا ماشية كنت حاسة بفخر.. إن دي النقابة اللي أتمنى إنتمي ليها.. وإن ودول الدكاترة الي نفسي أكون زيهم.. وحسيت كمان ان القصر العيني واحشني جداً ، ووحشتني المذاكرة.
..من يوم ما اتحبست "إسراء"* تقريبا منزلتش الكلية ولا ذاكرت، يقيت أحس إن المكان غريب وبخاف أروح له.
حقيقي النهاردة حاسة إني بحب الكلية جدا، وواحشني أكون في المكان ده وعايزة اكون دكتورة ويكون معايا كارنيه النقابة.
حاجة كمان.. أنا مدينة لدكتورحسين خيري باعتذار كبير لسوء ظني فيه ..!!
انا أعرف دكتور حسين خيري من قبل لأنه كان عميد الكلية، الراجل ده حياته حرفيًا هي "الطلبة والمرضى".. راجل مهني لأقصى درجة، لما كنت بنزل الكلية الساعة 6 الصبح كنت ألاقيه موجود هناك..وكمان كان لازم يمر على العيانين الساعه 12 بالليل قبل ما يروّح.
طول الوقت بيلف في الكلية والمستشفى عشان الطلبة والعيانين، مالوش في الخناقات السياسية، لما عرفت إنه اترشح وكسب منصب نقيب الأطباء كنت بقول انه مش هينفع!! المنصب دا مش عايز حد مهني وطيب عايز حد يعرف يتخانق ويجيب حقوق الناس، عايز حد يعرف ألاعيب السياسة عشان يسلك معاهم. النهاردة عرفت إني كنت عبيطة!
فضلت واقفة أصور في دكتورة منى مينا ودكتور حسين خيري.. وفرحانة بالكام صورة اللي صورتهم اوي بصراحة.
شكراً د. حسين خيري.. د. منى مينا، وشكرا نقابة الاطباء
#ادعم_نقابة_الاطباء
تصوير: آلاء الطويل
________
*المقصود هنا "إسراء الطويل" أختي، الطالبة المصرية التي اختفت قسريا في مصر في 1 يونيو 2016 ثم بعد اسبوعين أعلنت السلطات المصرية إلقاء القبض عليها ثم محاكمتها، وحبسها ستة أشهر، ثم الإفراج عنها لاحقًا على ذمة اتهامات بنشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة محظورة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.