كالعادة، تستيقظ في الصباح الباكر لتتصفح الأعداد الورقية للصحف المصرية، للإطلاع على الأخبار وآخر التطورات، فتثير انتباهك بعض العناوين و"المانشتات" التي اعتادت أن تحتل مكانتها في صدارة الصفحات الأولى، أخبار وأحداث بطلها رجل من رجال الأمن المصري، يُقال إن رتبته "أمين شرطة"، لكن كل هذه البطولات يمكن نسبها لرتبة أعلى من ذلك بكثير.
عزيزي المواطن.. كم مرة قرأت خبر عنوانه يبدأ بـ"أمين شرطة" وينتهي بمقتل مواطن؟ هل قرأت مثلي ما جعلك تنظر إلى مستقبل مظلم لا يسوده سوى الخوف والقلق وعدم الطمأنينة؟
سيادة المواطن.. هل لديك حقاً سيادة؟
لنتذكر معاً إنجازات الحاصلين على رتبة "أمين شرطة"..
– "أمين شرطة يقتل شابين.. ويصيب 3 في الإسكندرية".
– "أمين شرطة من قوة مديرية أمن بني سويف أطلق النار على زوجته من سلاحه الميري داخل غرفة النوم".
– "أمين شرطة صفع ممرضة عندما شاهدته يصورها بهاتفه".
– "أمين شرطة يصفع امرأة في المترو رفضت ركوب رجل عربة السيدات".
– "أمين شرطة يسحل مواطنًا مصريًّا في محطة مترو أمام المارة".
– "أمين شرطة يحول حفل زفافًا بالإسكندرية لـ"بركة دماء".
– "القبض على أمين ومندوب شرطة مفصولَيْن يقودان عصابة لسرقة المواطنين".
وتتالى الإنجازات وتستمر في طريقها إلى مستقبل مخيف، أحياناً يسعدنا قراءة خبر بعنوان "حبس أمين الشرطة المتهم بالتعدي على ممرضة بمستشفى كوم حمادة بالبحيرة"، ويضحكنا دمعاً ومراراً في اليوم التالي حينما نقرأ خبر بعنوان "إخلاء سبيل أمين الشرطة المتهم بالاعتداء على ممرضة بمستشفى كوم حمادة"، ولا نجد في مثل هذه الأخبار صدمة، فقد تعوّدنا على هذه النتائج، وما الذي تنتظره بعد هذه الجريمة، تخيل أن "مادة نظرية الجريمة".. طالب يؤدي امتحانها بدلاً من أمين شرطة في كلية الحقوق بجامعة بني سويف، "ولو عايز تعرف" إنجازات أكثر عن أمناء الشرطة، ادخل على مواقع البحث واكتب أمين شرطة وانتظر النتائج التي لن تخرج عن سياق أعمال العنف والأفعال الإجرامية.
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.