وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا

لم تحرق النارُ إبراهيم بل كان يومًا على الكافرين عسيرا، وأتى اللهُ آل إبراهيم الكتاب والحكمة والمُلك وخيرًا كثيرًا، وجاء البشير فألقى بالقميص على وجه يعقوب فارتد بَصِيرا، ومكث يوسف في سجنه دهرًا ثم خرج فصار وزيرا!

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/10 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/10 الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش

في أرض الرافدين قال إبراهيمُ "يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا" قرآن كريم سورة مريم الآية 42، ومضى يبث في قومه إيمانًا ووعيًا، ثم كاد أصنام الوثن كيدًا، فقالوا اقتلوه أو حرّقوه وألقوه في النار حيًّا، وفي ذات الديار بعد قرون أطل ابن أبي وقاص فأطفأ نارهم فأوقدوا حقدًا وثأرًا ما زال منذ قرون يسعُرُ ويحيا، وجمعوا حشدهم تحت راياتٍ سُود وجاءوا بأبناء العلقمي يسعون سعيًا، وذبحوا الصبي وقتلوا الكبيرَ وساقوا السبايا، ومزقوا الكتاب وهدموا البيت فأذاقوا الناس ويلا، واستباحوا الحرمات وكتبوا في أحفادِ أبي بكرٍ وعُمرَ نعيا.

وفي أرضِ كنعان قالوا "يا مَرْيَمُ لقد جئت شيئا فريا"قرآن كريم سورة مريم الآية 27، وجاءوا على قميص يوسف بدم كذب فكان فعلهم منكرا وشقيا، وفي غزة حاصروا شعبًا أبيًّا، فما هان وما كان ربك نسيا، ودمروا أنفاق حياة وأغرقوا شبابًا حرًّا زكيًّا تقيًّا، رفضوا الدنية، وما باعوا الكرامة لمن سموه فقيهًا ووليًّا.

وفي أرض الكنانة أكلتْ سبعُ بقراتٍ عِجافٍ سبعا أخرى سِمان، ونادى فرعون في قومه قال أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي وتلك الجنان، وذبحوا الأحرار ضُحىً في رابعة والميدان، وساقوا آلافا فباتوا في قبضة السجان، وجار القضاة وحكموا بما أراد به هوى سفاحٍ نادى بنفسه سلطان، واستخف قومه فأطاعوه فضاعت كرامة الإنسان، وسكت العلماء والحكماء وزعموا أنها فتنةٌ تحيل الحليم حيران، وقام شيخهم فاعتلى المنبر وألقى خطبة الشيطان، وقال للجند اضربوا بيد من حديد وبالمليان، فداسوا سنابل خُضرٍ وما حصدوا سوى سنابل يابساتٍ وبؤسٍ وحرمان.

وفي ديار بني أمية اغتالوا ابن عبدالعزيز وتآمروا على مروان، وذبحوا أحفاد عثمان، وأسقطوا دولة امتدت حتى حدود أصفهان، وجاء ابن أبي سليمان فأحرق البشر والبنيان، وقتلوا الكبار والصغار والغلمان، وبان الحق والباطل فكان بينهما برزخٌ لا يبغيان، وتخلى القريبُ والرفيقُ وإخوة الدين والإيمان، وهانت على الدنيا أمة عدنان، فصاروا أذل بني الإنسان.

فلم تحرق النارُ إبراهيم بل كان يومًا على الكافرين عسيرا، وأتى اللهُ آل إبراهيم الكتاب والحكمة والمُلك وخيرًا كثيرًا، وجاء البشير فألقى بالقميص على وجه يعقوب فارتد بَصِيرا، ومكث يوسف في سجنه دهرًا ثم خرج فصار وزيرا، وعاد موسى بالنبوة بعد أن توجه تلقاء مدين خائفا وهاربا وفقيرا، وفي المهد نطق عيسى فكان كرامة لأمه وبيانا وتفسيرا..


"وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا" قرآن كريم – سورة الأحزاب آية 27

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد