هل كتب مسلمو أميركا نهاية مسيرة دونالد ترامب الانتخابية؟

كما أنها ليست المرة الأولى التي يخرج ترامب ليهاجم المسلمين، فمنذ أسبوعين أرعد وأزبد، وهدد بإصدار هوية خاصة للجالية المسلمة، وبناء قاعدة بيانات خاصة بهم، وبتشديد المراقبة على المساجد، ولم يتعرض لمثل هذه الحملة التي يواجهها حالياً، فهل ما كان حلال عليه منذ فترة قصيرة أصبح حراماً، رغم أن البعض حاول تبرير كلامه بأنه ناتج عن ردة فعل بعد الهجوم الذي وقع في كاليفورنيا وأدى إلى مقتل 14 شخصاً.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/10 الساعة 02:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/10 الساعة 02:44 بتوقيت غرينتش

يبدو أن المسيرة السياسية لدونالد ترامب، الساعي الى نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، قد أوشكت على الأفول، بعد الضجة التي افتعلها في الأيام الأخيرة.

ترامب، قطب العقارات البارز والملياردير المثير للجدل، حاول جاهداً الاستفادة من اعتداء سان برناردينيو في ولاية كاليفورنيا للتصويب على المسلمين في الولايات المتحدة، وجاء خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ليفتح شهيته أكثر في تصعيد هجومه، وصولاً إلى دعوته منع المسلمين مهاجرين كانوا أو سياح من دخول البلاد.

شيء ما تغير في غضون يومين، فالإعلام الذي واكب الساعي الى نيل ترشيح الحزب الجمهوري، وسلط الأضواء على أخباره وتصريحاته ونشاط حملاته، يقف الآن في موقف معادٍ لترامب، ويكفي قراءة الصحف الأميركية الشهيرة لمعرفة التحول الكبير الذي حدث تجاه قطب العقارات، فبعدما كان الأخير يشكو من صحيفة "نيويورك تايمز" ويصف تقاريرها بالمتحيزة، بات اليوم في مواجهة مع أشهر المواقع والشبكات التلفزيونية.

هل تسبب هجوم ترامب على المسلمين بقلب الإعلام الأميركي ضده؟ أم أن خطابه العنصري بلغ حداً لا يطاق؟ فالرجل الذي يحاول تسويق نفسه على أنه سيعمل على استعادة عظمة أميركا، اتخذ من هذا الخطاب مرتكزاً أساسياً لحملته الانتخابية، ولم يوفر المكسيكيين، ولا الصينيين، ولا العرب، ولا المهاجرين بصورة غير شرعية، علماً بأن الإعلام لم يتناوله بالطريقة التي يُعامل بها اليوم.

كما أنها ليست المرة الأولى التي يخرج ترامب ليهاجم المسلمين، فمنذ أسبوعين أرعد وأزبد، وهدد بإصدار هوية خاصة للجالية المسلمة، وبناء قاعدة بيانات خاصة بهم، وبتشديد المراقبة على المساجد، ولم يتعرض لمثل هذه الحملة التي يواجهها حالياً، فهل ما كان حلال عليه منذ فترة قصيرة أصبح حراماً، رغم أن البعض حاول تبرير كلامه بأنه ناتج عن ردة فعل بعد الهجوم الذي وقع في كاليفورنيا وأدى إلى مقتل 14 شخصاً.

الأكيد أن المواجهة بين الإعلام وترامب بدأت منذ فترة، فالرجل لم يعد يوفر شيئاً إلا ويبدي رأيه السلبي به، هاجم المرشحين الجمهوريين، وأكمل باتجاه الديمقراطيين، وانتقد السلطات، وبكل تأكيد كان للرئيس أوباما حصة الأسد من انتقادات الملياردير، ولم يبخل بانتقاداته على وسائل الإعلام، وهاجم المسلمين، ثم صعق المانحين اليهود بالتصريحات التي وجهها إليهم، عندما قال: "أعلم أنني لن أحصل على دعمكم، وأنا لست بحاجة الى دعمكم المادي، فأنتم تريدون السيطرة على سياسة أي مرشح تريدون دعمه"، ومشككاً في الوقت نفسه "في نية إسرائيل بعقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين".

بعد كل هذه التصريحات والمواقف تغير كل شيء تقريباً، فمشكلة ترامب أصبحت مع الجميع، وكان لافتاً إقدام معظم وسائل الإعلام على استخراج أرشيف تصريحاته الصحفية، لعرض مواقف وصور سابقة له، تدينه أحياناً، وتظهره مغفلاً في أحيان أخرى.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد