عندما تختارين شريك حياتك.. فليكن هو من يلبي كل تطلعاتك.. الروحية والإيمانية والجسدية والعلمية والمادية والفكرية والعائلية.
ليس عيباً أبدا أن تختاري من يوافق قناعاتك.. ليس جرماً أن ترفضي شخصاً جيداً لكنه لا ينسجم وما تتخيلينه في زوجك المستقبلي .
الرجل عادة لا يجد حرجاً في أن يذكر شروطه على الملأ وبصوت عالٍ، وهو حقه.. أريد زوجة محجبة متدينة أو غير محجبة.. أريدها جميلة.. أريدها مثقفة.. أريدها ابنة الحركة الإسلامية.. أو أو أو.. وهو أمر طبيعي وواقعي يتماشى مع الطبيعة البشرية المتطلبة. وهو لا يخجل أبداً من ذلك ويبحث عن تلكم التي تنسجم وقناعاته.. ونحن نتقبل الأمر ونجده عادياً.
أما إن حصل وطالبت الأنثى بنموذج معين.. أو أعطت مواصفات محددة.. فالدنيا تقوم لها ولا تقعد وكأنها جاءت بكفر مبين. في حين أنها لا تطالب سوى بما تمليه عليها رغبتها المشروعة.. هناك من تريد زوجاً لا يدخن.. وهناك من لا مشكل لديها.. وهناك من تريده على مستوى علمي معين ليتوافق مع مستواها.. أو.. وكلها طبعاً أمور ثانوية إذا ما قورنت بعمق الشريك وروحه وإيمانه وورعه وتربيته لكن لها أهمية كبيرة جداً، خاصة بعد الزواج.. فلا يمكن لحياة زوجية أن تستمر وتزهر وأنت تكرهين شكل زوجك أو طباعه.. أو تريه أقل شأناً منك وأقل ذكاء ومستوى.
لكن المجتمع لا يتقبل أن تضع الفتاة شروطها وتحدد المواصفات التي ترغب بها.. ويرحب بذلك عند الرجل.. ويتحججون بالحديث النبوي الشريف: إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. متناسين أنه إن دل الدين على شيء فإنما يدل على العلم والعمل والقوة والمسؤولية ورجاحة العقل وسليم الطباع.. فلا دين يرتبط بجهل، ولا دين يرتبط بضعف، ولا دين يقترن بلامبالاة.. أما الخلق فهو كل ما يسر الزوجة أن تراه من زوجها، وقد يدخل فيه المحبة والعرفان والمودة.. قولاً وفعلاً وطبعاً.
وقد ورد عن صحابية أتت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – تطلب منه أن يطلقها من زوجها وذكرت أنها لا تعيب عليه في خلق ولا دين ولكنها تكره الكفر في الإسلام، إنها لم تحبه، ولم يألفه قلبها، وتخاف أن تكفر حقه فتقصر فيه.. ولم ينكر عليها النبي.
وكذلك بريرة – رضي الله عنها – فقد كان زوجها يطوف وراءها في طرقات المدينة ويريدها أن تعود إليه ويبكي وهي تأبى وحين شفع الرسول – صلى الله عليه وسلم – له سألته :إن كان لك أمر؟ فلما لم يكن كذلك قالت: لا حاجة لي فيه.. ولم ينكر عليها عليه السلام !
الزواج مؤسسة تبنى على القناعة، الروحية والجسمية والفكرية، تؤسس أركانه على المحبة والعشرة والعرفان والكلمة الطيبة.. وهو ما يضمن استمرارها .
ضعي أولوياتك أمامك وأنت تقررين رهن حياتك بشخص ما، حتى لا تبكي في ليال البرد القارس نادمة ويائسة لأنك قمت بالخيار الخطأ.
والله ولي التوفيق.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.