الفلسطينيون “هاري بوتر” والإسرائيليون “أكلة الموت” فكيف يتعايشون؟! :شابة فلسطينية لمؤلفة هاري بوتر

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/29 الساعة 16:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/29 الساعة 16:32 بتوقيت غرينتش

هل تلومين الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء لعنفهم المشترك وتطالبينهم بالتعايش والنسيان؟ لماذا إذن لم تطبقي ذلك على "هاري بوتر" بطل كتبك الذي جعلته يثور ضد الظلم في هوغوورتس؟!!

هذه خلاصة جدل تعرضت له كاتبة السلسلة الشهيرة بعد توقيعها بيانا في بريطانيا يدعو إلى دعم "ثقافة العيش المشترك" ويشجع علي عدم مقاطعة إسرائيل.

الكاتبة الإنجليزية جي كي رولينغ وقعت على الوثيقة التي أصدرتها صحيفة الجارديان البريطانية مع 150 شخصية بريطانية أخرى وتضمنت عبارة تقول إن "المقاطعة الثقافية لإسرائيل تحمل عنصرية وتفرقة ولا تفضي إلى التوصل للسلام".

ولكن شابة فلسطينية تعمل مدرسة للموسيقى في أسكتلندا رأت في الرسالة الموقعة احتيالا على الواقع ومساواة بين القاتل والضحية، واستخدمت نفس مصطلحات وأحداث سلسلة الروايات الشهيرة لتذكر الكاتبة أن ما وقعت عليه لم يكن هو اختيارها عندما جعلت من بطل القصة ثائرا ضد الظلم والفساد لا متعايشا معه.

الشابة العشرينية واسمها ميا عودة ردت على رولينغ قائلة عبر صفحتها على فيس بوك: "إن الممارسات التي تفرضها إسرائيل والموجودة في ثقافتها وممارساتها اليومية هي التي تشجع العنصرية والتفرقة" وأضافت أنه لن تبنى جسور ثقافية بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبارة "لوم الطرفين" التي احتوت عليها الوثيقة التي قمتِ بالتوقيع عليها ولا يمكن تطبيقها، لأنه لا يوجد هناك طرفان أصلاً".

وحظيت رسالة الفتاة باهتمام من الصحف البريطانية حيث نشرتها صحيفة Herald Scotland كاملة، وذكرت ضمن مقالها أن مي نشرت الرسالة على أمل أن ترد الكاتبة عليها.

Dear J. K. Rowling,I am an avid fan of yours, and have continuously read your Harry Potter books non-stop since the…

Posted by Mia Oudeh on Friday, October 23, 2015

وفي إسقاط لأحداث سلسلة هاري بوتر على واقع العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية، قالت ميا:

"أكلة الموت" Death Eaters تفوّقوا في حربهم لامتلاكهم القوة، ولديهم جيش بقوى خارقة مؤذية يدعمهم عمالقة، واستقووا بكل هذا على تمرد "بوتر" بسبب جبروتهم.

أضافت "بينما الإسرائيليون مسلحون بالبنادق ورشاشات ال ف 16 والدبابات والأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً، والطائرات بدون طيّار ويرتدون الخوذات، يخوض الفلسطينيون الحرب ويكافحون الاحتلال بحجارة أو أسلحة يدوية الصنع"، مذكرة رولينغ بالضرر الذي ألحقته الطائرات أو الفوسفور الأبيض بالفلسطينيين، والتي لا تقارن بالأضرار التي تحدثها صواريخ حماس، "عبارة الإعلام المفضلة" لتنهي بالتأكيد، أن إسرائيل وفلسطين ليسا "طرفين" وإنما ظالم ومظلوم.

ودعت ميا المؤلفة إلى سحب توقيعها، مشددة على أنها ليست ضد الحوار، لكنه بات أسلوباً قديماً، وينبغي أن يقترن بالعمل، فالتوصل إلى "التعايش" يفترض التعامل مع حياة كل شخص بكرامة واحترام، مشككة في إمكانية أن يفعل الجيش الإسرائيلي أو المستوطنون ذلك، لأنهم لا يحترمون حياة الفلسطيني، بفعل ما يتعرضون له من غسيل مخ وثقافة عسكرية غلبت على سلوكهم.

رسالة الفتاة حصلت على اهتمام كبير، وتم إعادة نشرها آلاف المرات على شبكات التواصل الاجتماعي، بينما التزمت رولينغ الصمت، ولم تعلّق عليها إلى الآن.

تحميل المزيد