لم تعد زوجتك تهتم بك كالسابق، وشغلها عنك رضيعها الجديد، بل لم تعد تهتم بجمالها وأنوثتها وأصبحت تقضي معظم الوقت في خدمة ومداعبة طفلكما.
قد تشعر بالغيرة من هذا الشريك الصغير وتحاول نسيان ذلك الشعور، ولكن شيئاً ما تغيّر في حياتكما وسط فوضى الحفاضات والألعاب ومتعلقات ابنك، كلها أمورٌ قد تشير إلى تعرضك لما يسمى بـ "اكتئاب ما بعد الولادة للأباء".. نعم للأباء!
تشير دراسة أمريكية أن واحداً من بين 10 آباء يصابون بالاكتئاب بعد ولادة أطفالهم بأشهر قليلة، حيث يتولد لدى الأب شعور بالإحباط واليأس ورغبة في الانسحاب من التواصل مع الآخرين، خاصةً بعد السعادة والفرح الئي انتابته فور ولادة طفله.
وترجع الدراسة هذه الحالة إلى وقوع عبء كبير ومسؤوليات مفاجئة على عاتق الأب تجاه ابنه، بينما يفتقد الشعور بالاهتمام والحنان من قبل الأم.
أعراض اكتئاب الآباء
إذا شعرت باضطراب في النوم وفقدان للشهية، وأحسست بعدم أهميتك للمحيطين بك – خاصةً زوجتك -، فضلاً عن إحساسك بالتقصير المستمر تجاه طفلك، فاحذر! أنت على أعتاب مرحلة اكتئاب ما بعد الولادة.
وربما يلعب الجانب المادي دوراً في إحباط الأب وشعوره بالعجز والخوف من المستقبل، وتضيف الدراسة أن الاكتئاب معدٍ، وقد يكتسبه الأب من الأم حديثة الولادة.
تغلب على الاكتئاب بالحب
قبل أن يغلبك الشعور بالاكتئاب تجاه طفلك، عليك أن تواجه المشاعر السلبية بالاستسلام إلى طوفان عواطفك تجاه المولود الجديد، فأنت غير مقصر نحوه كما تظن، و هو في انتظار أي وسيلة للتعبير لك عن حبه.
يكفيك أن تتسبب في رسم الابتسامة على وجهه لتصبح بطل حياته، حيث يؤكد الأطباء أن الأطفال الرضع يمكنهم الضحك في عمر 6 أسابيع ويمكنهم التجاوب مع الآخرين في عمر 8-10 أسابيع.
يستطيع طفلك التعرف عليك في الأشهر الأولى من عمره من خلال رائحتك، فاقترب منه واحتضنه لدقائق يومياً.
شارك زوجتك في تحمل مسؤولية طفلك بمساعدتها في اللعب معه وتحميمه وتغيير الحفاض له ومتابعة تطوراته اليومية.