طالب وزير المالية الفرنسي برونو لومير، الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالتحقيق فيما وصفه بـ"السخرية المقيتة" التي تعرض لها المهاجم الفرنسي كيليان مبابي من قبل بعض مشجعي الأرجنتين، في خضم احتفالات جرت في بوينس آيرس، للترحيب بعودة المنتخب الفائز بكأس العالم لكرة القدم.
وتُوج منتخب الأرجنتين بلقب النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، التي أقيمت في دولة قطر، في الفترة ما بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني، و18 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وخلال استقبال منتخب الأرجنتين لدى عودته للبلاد، أشعلت مجموعة من المشجعين غطاء نعش مقلّد مزيّن بصليب وصورة لمبابي.
كما أمسك حارس المرمى إميليانو مارتينيز بطفل رضيع عليه وجه مبابي، خلال موكب للحافلة المكشوفة التي حملت لاعبي الفريق عبر العاصمة. وانتشرت صور الواقعتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، سيتقدم الاتحاد الفرنسي للعبة وجمعية مناهضة للعنصرية بشكاوى قانونية ضد الأفراد الذين وجهوا إهانات عنصرية لمبابي وزملائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد هزيمة فرنسا في نهائي كأس العالم بركلات الترجيح.
ورداً على سؤال حول رد فعله على الإهانات التي وجهتها جماهير الأرجنتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، لمحطة سود الإذاعية، إن المشاهد كانت "مهينة"، وتساءل صراحة عما إذا كان يتعين على الفيفا النظر في تلك الأحداث.
وقال لومير: "ما الذي يفعله الفيفا؟ الرياضة تعني اللعب النظيف.. إنها تُظهر الاحترام للآخرين، كما تُظهر الاحترام لأولئك الذين فقدوا".
وقاد مبابي، الذي أكمل 24 عاماً في اليوم الذي خرج فيه الملايين إلى الشوارع في العاصمة الأرجنتينية لاستقبال الأبطال بقيادة ليونيل ميسي قائد الفريق، عودة فرنسية جريئة في النتيجة بتسجيله لهدفين في 90 ثانية، ليدفع المباراة نحو وقت إضافي.
وقوبل هو وغيره من اللاعبين المنحدرين من أصول إفريقية، والذين يشكلون غالبية لاعبي المنتخب الفرنسي، بوابل عنيف من الإساءات العنصرية من قلة قليلة من المشجعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقامت منظمة (أنقذونا من العنصرية)، وهي جمعية فرنسية مناهضة لكافة أشكال العنصرية، بتضمين لقطات شاشة لأكثر من 100 تعليق بغيض، في شكوى جنائية ضد أولئك الذين يقفون وراء تلك التصريحات.
كما قام الاتحاد الفرنسي بفعل الشيء نفسه.
قال هيرمان إيبونج، الأمين العام لمنظمة (أنقذونا من العنصرية): "إنه تعبير عن أيديولوجية يمينية متطرفة تقول إنه لا ينبغي اعتبار هؤلاء الأشخاص من الفرنسيين".
وأضاف أن اللاعبين الاثنين اللذين أهدرا ركلتي ترجيح، وهما كينجسلي كومان وأوريلين تشواميني، تعرضا لأكبر قدر من الإساءة، وأن بعض اللاعبين ألغوا تفعيل التعليقات على حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
والعقوبة القصوى للإساءة العنصرية على الإنترنت هي السجن لمدة عام واحد وغرامة قدرها 45 ألف يورو (47839.50 دولار).
وكانت منظمة (أنقذونا من العنصرية)، قد طلبت بالفعل من الفيفا اتخاذ إجراءات ضد مشجعي الأرجنتين الذين أنشدوا أغنية عنصرية عن مبابي والمنتخب الفرنسي قبل بدء البطولة، كما تدرس الصور القادمة من الأرجنتين الآن بحثاً عن أية إشارات عنصرية.