مع بداية كأس العالم في نسخته الـ22، المقامة في دولة قطر، وهي المرة الأولى التي ينظم فيها هذا الحدث الكروي العالمي على أرض عربية، اختلفت أسباب وجود الناس في مدينة الدوحة، فمنهم من جاء باحثاً عن فرصة عمل، ومنهم من سافر من أجل تشجيع منتخب بلده، والبعض الآخر جاء للاستمتاع بالمباريات مباشرة من المدرجات.
لكن بعض هؤلاء الأشخاص الذين حطوا الرحال في قطر من أجل المونديال، وجدوا أنفسهم مشاهير عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وحديث الجماهير، ليس فقط العرب منهم، بل من عدة دول عبر عالم.
مجومبا.. جلب الحظ السيئ للمنتخبات حوله لنجم في السوشيال ميديا
يمكن القول إن العماني محمد الحجري المعروف باسم "مجومبا" على حسابه بإنستغرام، من بين أكثر الشخصيات التي اشتهرت في الوطن العربي، ولدى بعض جماهير المنتخبات المشاركة في كأس العالم، بفضل مونديال قطر.
إذ إن مجومبا الذي حط الرحال في مدينة الدوحة، من أجل مشاهدة بعض المباريات خلال الدور الأول من المونديال، عرف بأنه جالب للحظ السيئ لكل فريق يقوم بتشجيعه في المونديال، عن طريق ارتداء ملابس تشير إليه.
وكان أول فريق شجعه مجومبا هو منتخب قطر في أول مباراة له ضد منتخب الإكوادور، لكن منتخب الدولة المستضيفة لم يتمكن من تحقيق الفوز، وبعد ذلك جاء الدور على الأرجنتين، التي خسرت أمام منتخب السعودية، ليصبح كلما لبس ملابس للمنتخب الذي يريد تشجيعه يخسر.
لكن مباراة المغرب وإسبانيا، خلال دور الـ16 من مونديال قطر، كانت سبباً في شهرته بشكل كبير، بعد إقصاء إسبانيا، التي كان يرتدي ملابس منتخبها، في دور الـ16 من المونديال ضد منتخب المغرب.
ومن هناك أصبحت الجماهير، خصوصاً المغربية والعربية، تطلب من مجومبا ارتداء ملابس المنتخب الخصم الذي سيقابل المغرب، وهما البرتغال وفرنسا.
كما أنه لبس زي المنتخب البرازيلي، والهولندي، والإنجليزي، وهي المنتخبات التي تم إقصاؤها في دور الثمانية، إضافة إلى البرتغال.
لم تتوقف شهرة مجومبا عند مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم نشر صوره وقصته على نطاق واسع، إذ تم استضافته في الكثير من البرامج التلفزيونية، من أجل الحديث عن تجربته الغريبة، والمضحكة في مونديال قطر.
فيما نشر الحساب الرسمي للسفارة الفرنسية في سلطنة عمان، فيديو لنائب السفير يطلب من محمد الحجري عدم ارتداء القميص الفرنسي، في المباراة ضد المنتخب المغربي، خوفاً من جلب الحظ السيئ لمنتخب الديوك في نصف النهائي، الأمر الذي زاد شهرته بشكل أكبر، إذ أصبح حديثاً بين مختلف وسائل الإعلام.
رجل المترو الذي كانت مهنته المملة سبباً في شهرته
عند بداية المونديال في قطر، كان الكثير من المشجعين في مدينة الدوحة يشاركون تفاصيل يومهم، من بينها تلك اللحظات التي توثق عودتهم من الملعب، وهم في طريقهم إلى محطة المترو، ومن هنا بدأت قصة شهرة الشاب الكيني أبي بكر عباس.
وكان أبو بكر من بين آلاف الشباب الذين قدموا للوظائف التي وفرتها قطر خلال فترة كأس العالم 2022، فكان من نصيبه واحدة من بين الوظائف التي يمكن أن يراها البعض مملة، وهي الجلوس في كرسي بالقرب من محطة المترو، وإرشاد المشجعين إلى طريق المحطة، من خلال ترديد جملة واحدة وهي "Metro This Way"، لمدة 8 ساعات متواصلة.
ومن أجل عدم الشعور بالملل خلال ساعات العمل الطويلة، قرر الشاب الكيني إضفاء لمسته الخاصة، في طريقة إرشاده الناس للمترو، وهي تلحين الجملة التي عليه قولها، مع تحريك يده، التي يرتدي بها قفازاً كبيراً مخصصاً لهذه الوظيفة، الأمر الذي لفت إليه الأنظار من طرف الأشخاص العائدين من الملاعب بعد انتهاء المباريات.
إذ كان كل من يمر بجانبه يقوم بتصويره ونشر الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قرر بعض المشاهير وصانعي المحتوى تصوير فيديوهات وصور إلى جانبه، من بينهم الشيف التركي بوراك، الذي قام بتحضير الطعام إلى جانبه.
وبعد الشهرة الكبيرة التي حصل عليها أبو بكر عباس، وانتشار الفيديوهات التي توثق تفانيه في العمل، وتأدية مهمته بطريقة مرحة، ما زاد فرصة استمتاع الجماهير الكروية بالمونديال، قررت دولة قطر منحه تأشيرة لمدة سنتين، واستضافته على أرضية ملعب البيت في الدوحة، خلال مباراة أمريكا وإنجلترا، حيث قام بتحية الجماهير، التي وصل عددها إلى 60 ألف شخص، والتي كانت سبباً في شهرته، ليس فقط لدى الجماهير العربية، وإنما في جميع دول العالم.
لحظة غضب حولت ابن وزير قطري إلى نجم تيك توك
لم يكن يتوقع الشاب القطري عبد الرحمن بن فهد بن جاسم آل ثاني أنه سيصبح نجماً في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال حضوره مباراة افتتاح مونديال قطر 2022، التي جمعت منتخب بلاده بمنتخب الإكوادور.
إذ إن هذا الشاب البالغ من العمر 16 سنة، وهو ابن وزير التجارة القطري الراحل فهد بن جاسم آل ثاني، تمكن من لفت الأنظار إليه بعد أن ظهر على شاشة التلفاز لأربع ثوان فقط، وهو يقوم بإعادة الغترة التي يضعها على رأسه إلى الخلف، وهو غاضب من تسجيل الإكوادور هدفاً ضد قطر.
ومباشرة بعد ظهوره السريع عبر الإعلام، قام البعض بتشبيه عبد الرحمن بتميمة مونديال قطر، ما جعل التركيز عليه منصباً من طرف الجمهور الصيني، الذي قام بتقليد حركته عبر "تيك توك"، ما جعله مشهوراً بشكل كبير، وأطلقوا عليه لقب "الأمير الحزين".
وخلال تلك الفترة، تمكّن الشاب القطري من الحصول على عدد متابعين فاق 200 ألف عبر حسابه على إنستغرام، فيما وصلته رسالة خاصة عبر البريد الإلكتروني، من طرف إدارة "تيك توك"، تطالبه بفتح حساب رسمي له، وهو الأمر الذي حصل بالفعل، ما جعل هذا الحساب حديث الولادة يصل إلى أكثر من 10 ملايين متابع خلال يوم واحد فقط.
وفي تصريح له عبر قناة الكأس القطرية، قال عبد الرحمن إنه لم يكن ينوي الشهرة، وما حصل هو عبارة عن صدفة، إذ إن السبب في حركته الشهيرة هي حماسه خلال التشجيع فقط لا غير.
ذرف الدموع بمباراة المغرب فتحول إلى شخصية مشهورة
من بين الأشخاص الذين تحولت رحلتهم إلى قطر من أجل الحصول على فرصة عمل، إلى شهرة ونجومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نجد الشاب المغربي فخر الدين درويش، الذي شغل منصب رجل أمن في مدرجات الملاعب التي تقام بها مباريات المونديال.
لكنه دون بقية زملائه، الذين حصلوا على الوظيفة نفسها، تمكن فخر الدين من التحول إلى نجم بسبب حركة عفوية قام بها خلال مباراة المغرب وإسبانيا في دور الـ16 من البطولة.
فقد تم تصوير فيديو للشاب المغربي، من طرف أحد مشجعي منتخب الأسود، خلال المباراة، وهو جالس في مكانه المخصص بين المدرجات، إذ كان غير قادر على الالتفات في اتجاه الملعب لمشاهدة المباراة، كون الأمر ممنوعاً لجميع رجال أمن المدرجات.
وبعد تعادل منتخبي المغرب وإسبانيا، ووصولهما إلى ضربات الترجيح، خرق فخر الدين أحد القوانين التي تؤطر عمله، وهي الالتفات إلى الملعب، من أجل مشاهدة آخر ضربة مغربية في الشباك الإسبانية من طرف أشرف حكيمي.
وبعد تسديد الهدف الذي ضمن تأهل منتخب الأسود إلى دور الثمانية، وهي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب عربي وإفريقي إلى هذه المرحلة في المونديال، عبر رجل الأمن المغربي عن فرحه بطريقة عفوية، وانهار باكياً، دون الانتباه إلى ما إذا كان أحدهم يقوم بتصويره.
وبعد انتشار هذه اللقطات الخاصة بالشاب فخر الدين درويش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح حديث وسائل الإعلام، الذين أشاروا إلى وطنيته العالية، التي دفعته إلى خرق قوانين عمله، والبكاء فرحاً متأثراً بلحظة التأهل إلى الدور التالي.
وفي وقت قصير تمكن من الحصول على ما يقارب 20 ألف متابع عبر حسابه على إنستغرام، وزاد التفاعل عبر حسابه، إذ أصبح حريصاً على نشر صوره من الملعب بعلم المغرب، ومشاركة يومياته عبر خاصية الستوري بشكل مستمر.