أحرزت الأرجنتين لقب كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخها، بعد الفوز 4-2 بركلات الترجيح على فرنسا في المباراة النهائية، عقب انتهاء الوقت الأصلي ثم الإضافي بالتعادل 3-3 في اللقاء الذي جرى بينهما على استاد لوسيل اليوم الأحد.
وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، ثم تقدمت الأرجنتين، قبل أن تدرك فرنسا التعادل ويتم اللجوء إلى ركلات الترجيح.
المنتخب الأرجنتيني كان الأكثر مبادرة في الشوط الأول، وحاول بشتى الطرق الوصول إلى مرمى الحارس الفرنسي هوغو لوريس، فسدد أليكسيس ماك أليستير في الدقيقة الخامسة كرة قوية تصدى لها هوغو لوريس، وتبعه بعدها بدقائق رودريغو دي بول بتسديدة قوية ارتطمت بالمدافع فاران وتحولت إلى ركلة ركنية.
وفي الدقيقة 17 مرر ميسي تمريرة سحرية إلى دي بول الذي فشل في إعادتها إليه، فوصلت إلى دي ماريا الذي سددها عالياً فوق المرمى.
وفي الدقيقة 22 حصل دي ماريا على ركلة جزاء بعد عرقلته من قبل عثمان ديمبيلي، ارتقى لها ليونيل ميسي وسددها بنجاح على يسار الحارس لوريس، مُعلناً تسجيل أول أهداف التانغو في اللقاء.
ورغم تسجيل الهدف، لم يتراجع لاعبو الأرجنتين، وواصلوا محاولاتهم لتسجيل هدف ثان من خلال عدة ثنائيات جميلة بين ميسي ودي ماريا، وكان لهم ما أرادوا في الدقيقة 36 عندما بدأ ميسي هجمة مرتدة سريعة، فوصلت الكرة إلى أليكسيس ماك أليستر الذي مررها إلى دي ماريا في الجانب الأيسر ليسدد من وضع انفراد في مرمى الحارس هوغو لوريس معلناً تسجيل ثاني أهداف الأرجنتين.
وقبل الاستراحة بقليل، أجرى ديدييه ديشامب مدرب فرنسا تغييرين مفاجئين بخروج أوليفييه جيرو وديمبلي، وأشرك راندال كولو مواني وماركوس تورام، بينما انتقل كيليان مبابي إلى مركز رأس الحربة.
وعلى الرغم من تلقي هدفين لم يبدِ الفرنسيون أي رد فعل، لينتهي الشوط الأول الذي كان من طرف واحد بشكل كامل من قبل الأرجنتين.
وفي الشوط الثاني، لم يختلف الأمر كثيراً، واصل الأرجنتينيون الضغط على مرمى هوغو لوريس، فيما اكتفى الفرنسيون بعدة هجمات خجولة.
وفي الـ10 دقائق الأخيرة من المباراة، وفي الوقت الذي ظنت فيه الأرجنتين أنها في طريقها للظفر بكأس العالم، سجل كيليان مبابي هدفين متتاليين في ظرف دقيقتين أعاد فيهما المباراة إلى نقطة البداية.
الأول سجله في الدقيقة 80 من ركلة جزاء احتسبها الحكم البولندي سيمون مارسينياك بعد عرقلة تعرض لها راندال كولو مواني من قبل أوتاميندي، والثاني بعده بدقيقتين، بعد أن تلقى نجم باريس سان جيرمان، تمريرة من ماركوس تورام سددها قوية على يسار الحارس إيميليانو مارتينيز.
الدقائق الأخيرة من المباراة شهدت إثارة كبيرة، من خلال تبادل الهجمات بين المنتخبين، وكاد ليونيل ميسي أن يفعلها وينهي المباراة بهدف قاتل في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، بعد تسديدة قوية، أبعدها لوريس بصعوبة إلى خارج المرمى.
وتفرد هوغو لوريس خلال هذه المباراة برقم قياسي بعدد المشاركات في مباريات كأس العالم بالنسبة لحراس المرمى برصيد 20 مباراة متجاوزاً الألماني مانويل نوير 19 مباراة.
وفي الوقتين الإضافيين بدأ المنتخبان بحذر كبير، حتى نهاية الشوط الإضافي الأول، عندما أضاع مارتينيز، فرصة تسجيل هدف التقدم، بعد أن انفرد بالحارس هوغو لوريس، لكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيسر للمرمى.
ومع بداية الشوط الإضافي الثاني، وتحديداً في الدقيقة 109، سجل ليونيل ميسي هدفاً قاتلاً للأرجنتين، بعد سلسلة تمريرات رائعة بينه وبين إنزو فيرنانديز ولاوتارو مارتينيز.
لكن الفرنسيين وكعادتهم لم يستسلموا، فعند اقتراب الشوط من نهايته، احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء للفرنسيين، بعد ارتطام الكرة بيد أحد مدافعي الأرجنتين، سجل من خلالها كيليان مبابي هدف التعادل.
وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب وقتاً بدلاً من ضائع، أضاع الفرنسي راندال كولو فرصة قتل المباراة عندما انفرد بالحارس مارتينيز الذي أنقذ مرماه من الكرة ببراعة، لتنتهي المباراة بالتعادل، ليحتكم المنتخبان لركلات الترجيح.
وفي الركلات الترجيحية، سجل لمنتخب الأرجنتين كل من ليونيل ميسي وباولو ديبالا ولياندرو باريديس وغونزالو مونتييل.
أما منتخب فرنسا، فسجل كيليان مبابي، وراندال كولو، بينما أضاع كينغسلي كومان وأوريلين تشواميني ركلتين ترجيحيتين.
وبهذا الانتصار حققت الأرجنتين ثالث لقب لها عبر تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، بعد أن حققت اللقب للمرة الأولى في مونديال 1978 عندما فازوا على هولندا في المباراة النهائية 3-1، والمرة الثانية في مونديال المكسيك عام 1986 عندما تغلبوا في النهائي على ألمانيا الغربية 3-2.
في حين لم تستطع فرنسا الاحتفاظ باللقب الذي أحرزته قبل أربع سنوات في روسيا 2018، لتخسر ثاني نهائي لها بعد نهائي 2006 أمام إيطاليا، ليتبقى برصيدها مونديالان فقط.