غالباً لا يرغب أي منتخب في خوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، كونها تجمع بين منتخبين خسرا طموحهما في الوصول إلى النهائي والفوز باللقب، وغالباً ما يغيب عن هذه المباراة الحافز، فتكون مباراة رسمية في ثوب الودية.
فكثيراً ما توصف هذه المباراة بالمملة، لكن طوال تاريخ كأس العالم كانت هناك بعض مباريات تحديد المركزين الثالث والرابع المثيرة، سعياً وراء حصد البرونز.
ألمانيا والأوروغواي في مونديال 2010
في مونديال جنوب إفريقيا 2010، تَواجه منتخبا ألمانيا والأوروغواي في مباراة تحديد المركز الثالث، لم تكن تلك المباراة بين البلدين على من يفوز بالمركز الثالث فقط، فقد كانت مباراة أخرى بين اللاعبين تجري على أرضية ملعب نيلسون مانديلا في جوهانسبرغ، حول من يفوز بالحذاء الذهبي.
في الدقيقة الـ19، افتتح توماس مولر باب التسجيل لألمانيا، ليعادل عدد الأهداف التي سجلها كل من دافيد فيلا وويسلي شنايدر بخمسة أهداف في سباق الفوز بالحذاء الذهبي أديداس، عاد إدينسون كافاني ليعادل النتيجة في الدقيقة الـ28، قبل أن يسجل فورلان الهدف الثاني لأوروغواي، ويعادل عدد أهداف مولر الخمسة مع بداية الشوط الثاني.
لكن النتيجة لم تظل طويلاً على حالها، حيث سجّل مارسيل يانسن وسامي خضيرة هدفين للمانشافت، ليقلبا المباراة، ويمنحا ألمانيا فرصة الوقوف على منصة التتويج بعد إحراز البرونزية.
بينما حاز مولر لقب الهداف رغم تساويه في عدد الأهداف مع كلٍّ من فورلان وشنايدر وفيلا.
مباراة كرواتيا وهولندا في مونديال 1998
يخوض منتخب كرواتيا بقيادة المدرّب زلاتكو داليتش نسخة هذه السنة من مونديال قطر 2022، لتحديد صاحب المركز الثالث، لتكرار إنجازه سنة 1998، حين فاز رجال ميروسلاف بلازيفيتش على منتخب هولندا في ملعب بارك دي برانس، بالعاصمة الفرنسية باريس، وتوّجوا بالميدالية البرونزية في أوّل مشاركة لهم.
كانت تلك المباراة، والتي انتهت بفوز كرواتيا على هولندا بنتيجة 2-1، من أجمل مباريات مونديال فرنسا 1998.
فلم تؤثر خسارة كرواتيا أمام منتخب فرنسا، ولا خسارة هولندا ضدّ منتخب البرازيل في الدور نصف النهائي، على ندّية المنتخبين وطموحهما في تحقيق المركز الثالث.
وبعد ربع ساعة من بداية المباراة افتتح روبرت بروس ينشكي باب التسجيل لكرواتيا، بعد تسديدة خدعت الحارس الهولندي إدوين فان دير سار، قبل أن يعادل بودوين زيندن النتيجة بمجهود فردي بعد 7 دقائق فقط.
ومع مرور الثلث الأوّل من المباراة، ضاعف هداف نسخة كأس العالم فرنسا 1998، دافور شوكر، النتيجة لصالح كرواتيا، حيث سدّد هداف ريال مدريد حينها تسديدة في الدقيقة 36، استقرت في شباك الطواحين الهولندية.
خلال تلك المباراة حسم دافور شوكور صراع هداف البطولة، بعد أن نال جائزة الحذاء الذهبي adidas بحصيلة ستة أهداف، وكسب الكروات مكانهم على المنصة في المركز الثالث، في أول مشاركة لهم ضمن نهائيات كأس العالم.
إيطاليا وإنجلترا في مونديال 1990
لم تؤثر حسرة الإيطاليين على ضياع التأهل إلى نهائي كأس العالم 1990، التي احتضنتها إيطاليا، بعد الخروج بركلات الترجيح أمام منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا، لتكون مواجهة إنجلترا في تلك النسخة على المركز الثالث مناسبة للطليان من أجل استعادة الأفراح.
وبعد مباراة متكافئة وندية بين المنتخبين، نجحت إيطاليا في التسجيل في الدقيقة 71 عبر نجمها روبرتو باجيو، لكن بعد 10 دقائق فقط أعاد لاعب خط الوسط الإنجليزي ديفيد بلات منتخب بلاده إلى المباراة بعد تسجيله هدف التعادل.
مع دنو سماع صافرة النهاية، أسقط المدافع الإنجليزي بول باركر المهاجم الإيطالي سكيلاتشي في مربع العمليات، ليصفّر الحكم معلناً عن ركلة جزاء لصالح إيطاليا.
تمكن سكيلاتشي من أن يُسكنها في الشباك، ليمنح إيطاليا المركز الثالث، كما نجح سكيلاتشي بعد ذلك في الفوز بجائزة الحذاء الذهبي والكرة الذهبية، كأفضل لاعب في المونديال.
البرازيل وإيطاليا في مونديال 1978
في مونديال الأرجنتين 1978، وجدت البرازيل نفسها في مواجهة إيطاليا على الميدالية البرونزية، في مباراة لم يغب فيها الحماس والندية للحظة.
تقدّمت إيطاليا في النتيجة مع الشوط الأوّل بفضل رأسية لاعبها فرانكو كاوزيو في الدقيقة 39، قبل أن يقلب نجوم السامبا النتيجة في الشوط الثاني عبر ثنائية كلٍّ من نيلينيو في الدقيقة الـ64، ولاعب الوسط يرسو في الدقيقة الـ71.
لتفوز البرازيل بالمرتبة الثالثة على الأراضي الأرجنتينية.
فرنسا وألمانيا الغربية في مونديال 1958
في نسخة مونديال 1958، بدأ نجم فرنسا في السطوع في كأس العالم، بعد أن نجحت لأوّل مرة في بلوغ المربّع الذهبي، ولتحقيق إنجاز كبير دخلت مباراة تحديد المركز الثالث أمام بطل النسخة الماضية، منتخب ألمانيا الغربية، برغبة جامحة في الفوز، بينما كان على الألمان الاستفاقة سريعاً من الإخفاق أمام مفاجأة السويد.
وكان الديوك وقتها مسلحين بالأسطورة جوست فونتين، الذي كان قد سجل تسعة أهداف كاملة قبل تلك المباراة.
حمل فونتين منتخب فرنسا فوق أكتافه في تلك المباراة، حيث سجّل 4 أهداف كاملة ضد ألمانيا، أوصل بها عداده التهديفي في كأس العالم إلى 13 هدفاً، وهو الرقم القياسي الذي لم يحطمه أي لاعب بعده في نسخة واحدة.
ليمنح فرنسا المركز الثالث بعد نهاية المباراة بنتيجة 6-3، وكانت تلك المباراة الأكثر أهدافاً في تاريخ مباريات تحديد المركز الثالث والرابع.