مع وصول كأس العالم إلى مرحلة الجد وخروج المغلوب، وجد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الحائز على خمس بطولات لدوري أبطال أوروبا وخمس كرات ذهبية، بالإضافة إلى تسجيله لأكثر من 800 هدف في مسيرته، نفسه في موقف صعب، بعد أن قرّر المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس عدم الاعتماد عليه في التشكيل الأساسية لأوّل مرة في مشاركاته الخمس في كأس العالم، حين تم استبعاده من التشكيلة الأساسية لمواجهة سويسرا في دور الـ16 من كأس العالم قطر 2022، ونجح بديله غونسالو راموس في تسجيل ثلاثية كاملة ساهم بها في فوز البرتغال في تلك المباراة بنتيجة 6-1، والتأهل إلى دور الثمانية.
برّر المدرب فرناندو سانتوس أن الاختيار كان على أساس خطته في اللعب، وليس ردة فعل عن غضب رونالدو على استبداله في المباراة الأخيرة للبرتغال في دوري المجموعات ضد منتخب كوريا الجنوبية، على الرغم من أن سانتوس صرّح بعد نهاية تلك المباراة عن غضب قائده: "لم يعجبني ذلك، ولا أحب ذلك على الإطلاق".
وبعد المباراة أمام سويسرا، انتشرت تقارير صحفية تفيد أنّ غضب الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو عن عدم إشراكه ضد سويسرا بلغ مستوى التهديد من مغادرة المنتخب، وهي التقارير التي نفاها الاتحاد البرتغالي لكرة القدم الذي قال في بيان له: "يوضح الاتحاد أنّ قائد البرتغال لم يهدّد أبداً بالرحيل عن المنتخب خلال الإقامة في قطر"، وتابع: "كل يوم، يعمل رونالدو على تعزيز سجله الاستثنائي في خدمة المنتخب والبلاد، وهذا أمر يجب أن يُحترم".
لكنها لم تكن المرة الأولى التي يختلف فيها المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع مدربٍ أو ناد أو زميل في الفريق خلال مسيرته الكروية المثيرة والمستمرة لمدة 20 عاماً، فقد كان للبرتغالي سوابقٌ عديدة من المشاجرات والصراعات من قبل.
رونالدو يصف رفض اليونايتد رحيله إلى مدريد بالاستعباد
في صيف موسم 2008، كان رونالدو يريد بقوة الانتقال إلى صفوف نادي ريال مدريد، لكن إدارة مانشستر يونايتد التي كان يلعب رونالدو لصالحها في ذلك الوقت، لم تكن مستعدةً بعد للتخلي عن نجمها البرتغالي، لذلك وقع صراعٌ كبيرٌ بين الطرفين.
في 10 يوليو/تموز 2008، وصل ذلك الصراع بين الطرفين إلى حدّ وصف رونالدو بما يجري معه بالعبودية، وذلك من خلال ترديد رونالدو لتعليقات من رئيس الفيفا آنذاك سيب بلاتر بأن إبقاء لاعب في نادٍ ضد إرادته يشبه "العبودية الحديثة".
وقال رونالدو في تصريحات لقناة TV1 البرتغالية حينها: "هذا صحيح، أتفق مع ما قاله رئيس الفيفا، أعرف ما أريد وماذا أريد. علينا أن نرى ما سيحدث. لا أعرف من أين سأبدأ الموسم المقبل".
بعد ذلك التصريح، كان رونالدو على موعد مع انتظار لموسمٍ كاملٍ قبل أن يحقق حلمه في الانتقال إلى النادي الملكي في مدريد.
رونالدو ترك اليونايتد يلعب وخرج من الملعب
مع استمرار رونالدو في اللعب لليونايتد عنوة، كانت الأمور تنذر بأنّ اللاعب البرتغالي سينفجر في أي لحظة من شدة الغضب، ولم يطل ذلك كثيراً، ففي 6 ديسمبر /كانون الأول 2008 وخلال مباراة مانشستر يونايتد وسندرلاند في الدوري الإنجليزي الممتاز، خرج رونالدو فجأة من الملعب وتوجه مباشرة عبر النفق إلى غرفة تغيير الملابس، تاركاً فريقه يلعب بعشرة لاعبين، حيث سارع طاقم التدريب في يونايتد لإجراء تبديل غير متوقع!
مع ذلك دافع السير أليكس فيرجسون مدرّب مانشستر يونايتد حينها عن رونالدو، قائلاً إن نجمه الشاب تلقى "إصابة في الفخذ"، وأضاف فيرغسون أنه "لم تكن هناك حاجة لكريستيانو رونالدو ليجلس على مقاعد البدلاء عندما احتاج إلى علاج فوري".
حدث ذلك في الأسبوع الذي فاز به رونالدو بكرته الذهبية الأولى.
غضب من فيرغسون على تغييره
وفي آخر أيّام رونالدو مع مانشستر يونايتد في عهدته الأولى، كان رد فعل رونالدو على تبديل السير ألكس فيرغسون له لم يتبدل، هذه المرة في ديربي مانشستر، والذي أحدث علامة فارقة في علاقة القطيعة بينه وبين النادي.
وعلى الرغم من تسجيله لهدف السبق لليونايتد في تلك المباراة التي جرت في 10 مايو/أيار 2009، بضربة حرة في الدقيقة 18، إلّا أنّ فيرجسون اختار استبداله ببول سكولز في الدقيقة الـ60، كان رد فعل رونالدو عن التغيير غاضباً، إذ أمضى عدة دقائق وهو يهز رأسه في إحباط على مقعد البدلاء، وكان ذلك الهدف الذي سجّله في تلك المباراة الأخير له مع اليونايتد في مرحلته الأولى.
رونالدو لا يحتفل بأهدافه مع مدريد لأنه ليس سعيداً
بعد ثلاث سنوات من انتقاله إلى ريال مدريد الفريق الذي يعشقه، ظهرت علامات استياء جديدة على وجه الأسطورة المدريدية الجديدة كريستيانو رونالدو.
ففي 2 سبتمبر/أيلول 2012، سجل رونالدو هدفين في مباراة ريال مدريد وغرناطة، والتي انتهت بثلاثية كاملة، لكن رونالدو المتعطش للأهداف لم يحتفل بالهدفين على غير عادته، وتصريحاته الغامضة بعد المباراة جعلت أجراس الإنذار تدق حول مستقبل اللاعب.
كشف رونالدو حينها بشكل غامض أنّه "حزين بسبب مشكلة احترافية، والنادي يعرف ذلك، لهذا السبب لا أحتفل بأهدافي، لأنني لست سعيداً. الناس هنا يعرفون السبب".
رفض رونالدو حينها الخوض في التفاصيل، ونفى لاحقاً أن الأموال كانت هي المشكلة، لكن عقداً جديداً باهظ الثمن تم توقيعه في النهاية جعل رونالدو يصرّح أنّه سعيد في بيته.
قال عنه مورينيو بأنه الوحيد الذي يعرف كل شيء
كانت علاقة رونالدو والمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في أحسن حال حين أشرف المدرب البرتغالي على ريال مدريد، لكن تلك العلاقة تدهورت بنهاية موسم 2013، والذي كان آخر موسم لمورينيو في البرنابيو.
كان انهيار العلاقة بين الرجلين بعد مباراة في كأس الملك مع فالنسيا في يناير/كانون الثاني 2013، وفي 5 يونيو/حزيران أخبر مورينيو البرنامج التلفزيوني بونتو بيلوتا: "كريستيانو رونالدو يعتقد أنه يعرف كل شيء".
رونالدو يفضل أنشيلوتي على بينيتيز!
كان رافا بينيتيز مسؤولاً في ريال مدريد لمدة ستة أشهر فقط بعد استبدال كارلو أنشيلوتي في يونيو/حزيران 2015، وإقالته في يناير/كانون الثاني التالي، لكن لا يزال هناك وقت لعلاقته مع رونالدو لكي تخضع للتدقيق.
كانت هناك تكهنات بأن اللاعب لم يكن سعيداً بالنهج التكتيكي لبينتيز، وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2015، بينما كان بينتيز يقود غرفة ملابس المرينغي، كان رونالدو يشيد بسلفه أنشيلوتي ويصفه بأنه "شخص لا يصدق" و"مدرب رائع"، وأنه "يرغب في العمل معه مرة أخرى".
رغم ذلك أصرّ بينيتيز على أنه ورونالدو لا تزال علاقتهما جيّدة، لكن بعد شهر، رحل بينيتيز عن مدريد.
رونالدو يرفض اللعب في إحدى مباريات يوفنتوس!
ليست هذه هي المرة الأولى التي كان فيها مستقبل رونالدو غير واضح المعالم، فقبل أيام قليلة من نهائي دوري أبطال أوروبا لسنة 2018، تم الإعلان عن انتقال النجم البرتغالي إلى نادي يوفنتوس بعد 9 سنوات كاملة قضاها في نادي ريال مدريد، لكن بعد ثلاث سنوات في تورينو، كان رونالدو يرغب في الرحيل مرة أخرى.
تم استبعاده من التشكيلة الأساسية في المباراة الافتتاحية للدوري الإيطالي والتي جرت في 22 أغسطس/آب 2021، والتي انتهت بالتعادل 2-2 مع أودينيزي، بعد أن طلب عدم بدء المباراة.
كان يوفنتوس يصرّ على الاحتفاظ بنجمه، وكان رونالدو نفسه قد وصف في وقت سابق التقارير التي تربطه بالعودة إلى ريال مدريد بأنها "غير محترمة"، ورغم ذلك، بعد أسبوع، كان في طريق عودته إلى مانشستر يونايتد.
رونالدو يغضب من استبداله من قبل رالف رانجنيك
بعودته إلى مانشستر يونايتد لم تنته مشكلة رونالدو مع الاستبدالات، رغم أنّ هذه المرة كان تغييره من قبل المدرب رالف رانجنيك، المدير الفني المؤقت لمانشستر يونايتد من أجل الحفاظ على تقدم الفريق في النتيجة، وإدخال هاري ماجواير مكانه والتحول إلى ثلاثة في الخلف.
لكن رونالدو عبّر عن سخطه برمي معطفه على الأرض أثناء مغادرته، قبل أن يتكلم مع رانجنيك عن سبب تغييره.
قال رانجنيك بعدها إن رد فعل رونالدو عن تغييره كان "طبيعياً"، مضيفًا: "قلت له إنه ربما عندما تكون مدرباً رئيسياً بنفسك، نأمل أن تتخذ القرار نفسه".
صراع رونالدو وتين هاغ ينهي علاقة البرتغالي بمانشستر يونايتد
بعد بداية موسم سيئة لرونالدو تهديفياً، والتي تسببت في خسارة مكانته الأساسية في الفريق الإنجليزي من قبل المدرب الجديد إريك تن هاج، وصل إحباط رونالدو الواضح من مدربه الهولندي إلى ذروته في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما رفض المشاركة بديلاً أمام توتنهام هوتسبير.
في تلك المباراة خرج رونالدو من النفق وغادر أولد ترافورد قبل صافرة النهاية، وهو ما فعله أيضاً خلال مباراة ودية مع رايو فاليكانو ليعلن عن نهاية مسيرة رونالدو مع اليونايتد خلال الشهر الماضي، على خلفية مقابلة صحفية أجراها النجم البرتغالي مع الصحفي بيرس مورغان.
انتقد رونالدو الجميع في أولد ترافورد، وقال إنه "لا يحترم" تين هاج، وشعر بأنه "تعرّض للخيانة" من مسؤولي النادي.