ساعد قرار حظر بيع الكحول حول الملاعب في بطولة كأس العالم 2022 بقطر، المشجعات البريطانيات على الاستمتاع بالمباريات في هذه النسخة دون مضايقات، بل خلق بيئة أقل عدائية، وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ قالت إيلي مولوسون، التي كانت تنظم حملات لتحسين تجارب المباريات لمشجعات كرة القدم، إنها قلقة للغاية بشأن زيارة قطر؛ لذا يقوم والدها بدور المرافق لها.
لكن تبيّن أنه لا داعي لإزعاج نفسه، فتوضح إيلي والعديد من مشجعات إنجلترا الأخريات أنَّ كأس العالم هذه يمكن أن تخلق نموذجاً للعبة في بلدهم.
تقول إيلي (19 عاماً)، التي تدير حملة HerGameToo: "يجب أن أقول إنَّ المجيء إلى هنا كان بمثابة صدمة حقيقية لنظامي. لم تكن هناك أية معاكسات لفظية أو بالتصفير، أو تمييز جنسي من أي نوع".
خلال بيئة كأس العالم المُنسَّقة بعناية، وجد العديد من المشجعين أنَّ الملاعب أكثر ترحيباً مما هي عليه في بلدهم الأم.
كيف استطاع القطريون تحقيق ذلك؟
وأضافت إيلي، طالبة من نوتنغهام أنها كانت لديها العديد من الأفكار المسبقة حول ما ستواجهه في الدوحة، لكن الواقع كان معاكساً تماماً، مؤكدة أنها لم تتعرض لأي من المضايقات التي تعرضت لها في إنجلترا، متعجبة من استطاعة القطريين تحقيق ذلك، لكنها بيئة رائعة تستحق التجربة.
فيما قال والدها آدم، مدرس (49 عاماً)، إنه جاء في المقام الأول إلى قطر لرعاية إيلي، لكنه أكد أنه لم يكن بحاجة إلى أن يشغل باله بابنته للتنظيم الرائع.
أما جو غلوفر (47 عاماً)، مشجعة لنادي تشيلسي من ميلتون كينز، وتحضر نهائيات كأس العالم منذ جنوب إفريقيا عام ، فقالت إن الجو في الدولة أقل قابلية، والجميع يرتدون ألوان [فريقهم] ولا يوجد أي متاعب.
بيئة أقل عدائية
من جانبهن، قالت العديد من النساء إنَّ القرار المفاجئ للعائلة الملكية في قطر بعدم السماح بييع الكحول حول الملاعب ساعد في خلق بيئة أقل عدائية.
يتذكر البعض المشاغبين السكارى الذين تسببوا في الفوضى في ويمبلي، عندما وصلت إنجلترا إلى نهائي بطولة أوروبا 2020 في يوليو/تموز.
كما أضافت جو: "لم تكن الأجواء النهائية لليورو ممتعة، بل كانت متوترة. لا يهم إذا كنت لا تستطيع تناول مشروب في الملعب، فلا يجب أن تتمحور كرة القدم حول شرب الكحول".
وقبل بدء المونديال، تلقت المعجبات تحذيرات من القواعد الثقافية في قطر فيما يتعلق بالملابس. لكن أوضحت جو: "بصفتي امرأة، لم أجد الوضع غريباً هنا. فلديّ وشاح في حقيبتي في حال طُلب مني تغطية كتفي، لكن لم يُطلب مني استخدامها حتى الآن".
الثلاثاء، 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت هيئة BBC أنَّ 18.7 مليون شخص شاهدوا تغطيتها للمباراة التي فازت فيها إنجلترا 3-0 على ويلز.
كانت الأجواء بين الجماهير في ملعب أحمد بن علي بالدوحة أقل صخباً لدرجة ملحوظة من المعتاد.
الأجواء بقطر "حماسية.. لكنها ودّية"
ويستخدم ضابط شرطة بريطاني كبير غياب أعمال الشغب في قطر للاستدلال على أنه لا ينبغي للحكومة تخفيف القيود المفروضة على الكحول في ملاعب كرة القدم.
إذ قال قائد الشرطة مارك روبرتس، المسؤول عن شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة، إنَّ الأجواء في قطر كانت "حماسية.. لكنها ودّية"، على غرار نهائيات كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2022 التي أقيمت في الصيف.
ولا يقتصر الأمر على المدرجات، حيث تلاحظ النساء الاختلاف. إذ ستصبح ستيفاني فرابارت (38 عاماً) أول امرأة تحكم في كأس العالم للرجال في المباراة بين ألمانيا وكوستاريكا. وسيكون هناك حكمتان مساعدتان؛ هما ساليما موكانسانغا ويوشيمي ياماشيتا.
وقبل انطلاق كأس العالم، أعربت ستيفاني عن أملها في أن يؤدي ضم حكمات إناث في قطر إلى "تحقيق ذلك على مستوى أوسع". وقالت: "إنَّ وجود حكمات سيدات في ذلك البلد بمثابة إشارة قوية تبعثها الفيفا والسلطات القطرية".