رفعت الجماهير التونسية علم فلسطين في الدقيقة 48 من المباراة التي جمعت منتخب بلادهم مع أستراليا، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك إحياءً لذكرى النكبة التي حدثت في العام 1948، وذلك في وقت أصبحت قضية فلسطين ورفض التطبيع مع إسرائيل واحدة من أبرز سمات مونديال قطر.
العلم الذي رفعته الجماهير التونسية كُتب عليه فلسطين حرة، وأراد الجمهور من رفع العلم في الدقيقة 48 على وجه الخصوص، التذكير بما تعرّض له الفلسطينيون من تهجير من ديارهم، إضافة إلى ارتكاب العصابات الصهيونية عشرات المجازر والفظائع في بلدات وقرى فلسطينية.
رغم أن المنتخب الفلسطيني لم يتأهل للمشاركة في كأس العالم، فإن العلم الفلسطيني بات رمزاً حاضراً في كل مكان طوال فعاليات البطولة، وحرص مشجعو منتخب تونس، وغيرهم من الجماهير العربية، على رفع الأعلام الفلسطينية وارتداء الشال الفلسطيني على أكتافهم، بحسب ما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كان لافتاً في المونديال إبداء الجماهير العربية قدراً بارزاً من التضامن مع فلسطين، وظهر مشجعون عرب وهم يتحدثون لمراسلين إسرائيليين ذهبوا إلى قطر لتغطية المونديال، وأكدوا على عدم شرعية الاحتلال، ورفضهم للتطبيع مع إسرائيل.
كذلك انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمشجعين عرب يمتنعون عن الحديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، أو يُنادون من خلالها بحرية فلسطين، بعد أن أدركوا أن قنوات ومحطات إسرائيلية تحاول استغلال المونديال لإجراء لقاءات معهم.
كانت الدوحة قد شهدت قبيل انطلاق المونديال احتشاد مئات من المشجعين القطريين والعرب، الذين رفعوا أعلام فلسطين والشارات المساندة للنضال الفلسطيني، وذكرت تقارير أن الفعالية كانت من تنظيم مجموعة "شباب قطر ضد التطبيع".
كان مسؤولون إسرائيليون قد أعربوا عن أملهم في أن تحفز "اتفاقات إبراهيم" (اتفاقيات التطبيع) المزيد من صور التطبيع، بما في ذلك مع السعودية، وكانت هذه الاتفاقيات قد توسطت فيها الولايات المتحدة مع الإمارات والبحرين في عام 2020، وفيما بعد السودان والمغرب.
لكن رغم ذلك باءت محاولات مراسلي الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) لإجراء مقابلات مع مشجعين عرب بالفشل، وقال مراسلو القناة 12 التلفزيونية، الأبرز في إسرائيل، في تصريح لوكالة رويترز، إن من قابلوهم كانوا يبتعدون عنهم.
مراسلون إسرائيلون كانوا قد اعترفوا أيضاً بعدم تقبُّل العرب لهم، ورفضهم التسليم باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وقال مراسل القناة 13 الإسرائيلية في تقرير على الهواء، إن مشجعين فلسطينيين نظّموا احتجاجاً بالقرب منه، ملوّحين بأعلامهم، قائلين "ارحل"، وانتشر مقطع فيديو على تويتر يُظهر مراسلاً إسرائيلياً يقف وحيداً، فيما يلوّح مِن حوله مشجعون يحملون الأعلام الفلسطينية.
ولا تعترف قطر رسمياً بإسرائيل، وتضع إقامة الدولة الفلسطينية شرطاً لذلك، لكنها سمحت برحلات جوية مباشرة من تل أبيب لحضور كأس العالم، وكذلك لوفد من الدبلوماسيين الإسرائيليين للتعامل مع الخدمات اللوجستية.
المتحدث باسم الوفد قال إنه لم ترد تقارير عن إساءة معاملة ما يُقدر بـ10 إلى 20 ألف مشجع إسرائيلي، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
يُذكر أن إسرائيل وقَّعت اتفاقيات تطبيع مع الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب، خلال العام 2020، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.