بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 ودعمه لنائبته كامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي يوم الأحد 21 يوليو/تموز، وسط ضغوط متزايدة للانسحاب بسبب مخاوف بشأن صحته وعمره، أصبحت كامالا هاريس محط الأنظار.
وشارك عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من مسلسل "عائلة سيمبسون"، مشيرين إلى أنها تنبأت بترشح كامالا هاريس للرئاسة الأميركية، وقد جاء ذلك ضمن سلسلة التوقعات المثيرة للجدل التي يشتهر بها المسلسل.
وتعود لقطات المسلسل التي تحمل عنوان "Bart to the Future" إلى حلقة الموسم 11، والتي ظهرت فيها شخصية ليزا سيمبسون بعد توليها منصب رئاسة الولايات المتحدة.
فهل تنبأ مسلسل "عائلة سيمبسون" بالفعل بترشح كامالا هاريس للرئاسة الأميركية؟ وهل هناك أي تفسير منطقي لظهور هذا التنبؤ في المسلسل؟
هل تنبأ مسلسل "عائلة سيمبسون" بترشح كامالا هاريس للرئاسة الأميركية؟
وفقًا لصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، تعود اللقطات التي يُزعم أنها تنبأت بصعود كامالا هاريس إلى حلقة من الموسم 11 عُرضت في عام 2000 بعنوان "بارت إلى المستقبل" (Bart to the Future).
في هذه الحلقة، تظهر شخصية ليزا سيمبسون بعد توليها منصب رئاسة الولايات المتحدة، وتظهر مرتدية ملابس تشبه بشكل كبير تلك التي ارتدتها كامالا هاريس خلال حفل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن في عام 2021. في كلتا الحالتين، كانت ترتدي أقراطاً وقلادة من اللؤلؤ وسترة بنفسجية.
ردود فعل روّاد مواقع التواصل على تنبؤ المسلسل
واستحضر المدوّنون أوجه تشابه بين مراسم التنصيب والمشاهد القديمة من الحلقة التي حملت عنوان "بارت إلى المستقبل"، وفيها جلست ليزا في المكتب البيضاوي، وقالت إن رئاستها "ورثت أزمة ميزانية كبيرة من الرئيس ترامب".
واستعرض المدون جيف برويك مقطعاً من المسلسل بجانب صورة نائبة الرئيس، وعلق قائلاً: "لقد فعلها سمبسون مرة أخرى. إليكم مشهد من الحلقة السابعة عشرة من الموسم الحادي عشر عام 2000 التي تظهر فيها ليزا سيمبسون كأول رئيسة للولايات المتحدة وهي تتحدث عن كيفية تجاوز البلاد للأزمات بعد الرئيس ترامب. وهنا، كامالا هاريس ترتدي نفس الزي الذي ارتدته ليزا في حفل تنصيب بايدن".
في حين علّق أحد كتاب المسلسل، آل جان: "أنا فخور بأن أكون جزءاً منه"، وشارك صورا جنبا إلى جنب لليزا وهاريس مرتدين الملابس المتشابهة بشكل لافت للنظر.
و أشار العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أحدث تشابه، حيث كتب أحد الأشخاص: "لقد أصبحت عائلة سمبسون واحدة من أكثر الألغاز ديمومة في عصرنا".
وهذه ليست المرة الأولى التي يبدو فيها مسلسل الرسوم المتحركة وكأنه تنبأ بأحداث سياسية مهمة، لطالما اعتقد محبو مسلسل The Simpsons أن المسلسل قام بتوقّع أحداث تاريخية مستقبلية، بما في ذلك انتخاب ترامب عام 2016، وأعمال الشغب في 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول الأمريكي، ووفاة الملكة إليزابيث الثانية.
قال بيل أوكلي، مخرج المسلسل السابق، في مقابلة مع رويترز عام 2020: "بصفة عامة، عندما يقول الناس إن مسلسل The Simpsons تنبأ بشيء ما، فإننا كنا نهدف إلى السخرية من أحداث الحياة الواقعية التي حدثت في سنوات سابقة لأن التاريخ يستمر، قد يبدو ذلك وكأننا كنا نتنبأ بالأشياء"، وفقاً لموقع USA TODAY .
تنبؤات أخرى لمسلسل "عائلة سيمبسون"
أحداث 11 سبتمبر/أيلول: في حلقة "مدينة نيويورك ضد هومر سيمبسون" (The City of New York vs. Homer Simpson) التي بُثت عام 1997، يظهر مشهد لهومر سيمبسون وهو يحمل كتيباً بجوار صور لبرجي التجارة العالميين، وقد اعتبر البعض هذا تلميحاً لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
فيروس كوفيد-19 (كورونا): في حلقة "مارج إن تشينز" (Marge in Chains) التي بُثت عام 1993، يُذكر فيروس يُطلق عليه "أوساكا فلو" (Osaka Flu) ينتشر من اليابان إلى الولايات المتحدة، ما جعل البعض يعتقد أن المسلسل تنبأ بجائحة كورونا.
شراء ديزني لشركة فوكس: في حلقة بُثت عام 1998، تظهر صورة توضح أن شركة ديزني اشترت شركة "فوكس" (20th Century Fox). وقد تحقق ذلك فعلياً عندما اشترت ديزني الشركة في عام 2019.
الأجهزة الذكية: في عدة حلقات، تظهر أجهزة تشبه الهواتف الذكية والساعات الذكية قبل أن تصبح شائعة في الواقع.
فيسبوك: في حلقة "زفاف ليزا" (Lisa's Wedding) التي بُثت عام 1995، يظهر استخدام أجهزة الحاسوب للتواصل الاجتماعي قبل ظهور فيسبوك في عام 2004.
أزمة لحوم الخيول: في الحلقة التاسعة عشرة من الموسم الخامس التي بُثت عام 1994، تُظهر الحلقة طهي لحوم الخيول في طعام المدرسة. وفي عام 2013، تم اكتشاف لحوم الخيول في بعض المنتجات الغذائية في أوروبا.
التنبؤ الوحيد الدقيق لمسلسل "عائلة سيمبسون"
في حديث مع موقع Motherboard، أكد بيل أوكلي، أحد كتاب مسلسل The Simpsons، أن التنبؤ الوحيد الذي تحقق بدقة كان انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وأوضح أوكلي أن المسلسل الساخر لم يكن يقصد التنبؤ بالمستقبل، بل كان يحاول توقع أسوأ السيناريوهات الممكنة للولايات المتحدة. فهو في النهاية هجاء للحياة الأمريكية والسياسات التي قد تجر البلاد نحو الهاوية وفق تعبيره. وعلى الرغم من أن انتخاب شخص مثل ترامب لرئاسة الولايات المتحدة كان يبدو غير معقول في ذلك الوقت، إلا أنه كان يمثل أسوأ حالة محتملة يمكن أن تصل إليها البلاد.
بعد فوز ترامب في الانتخابات وانتشار خبر نبوءة المسلسل، علق أوكلي قائلاً: "كنا فقط نتوقع الأسوأ، وها نحن قد وصلنا إلى الحضيض."
ويعتبر مسلسل "عائلة سيمبسون" أكثر من مجرد مسلسل كوميدي، فهو يشتهر بقدرته الغريبة على "التنبؤ" بالمستقبل. يبدو أن المسلسل يقدم أحياناً أحداثاً تنطوي على تطابق مع أحداث واقعية لاحقة، ما يجعله محط اهتمام ودراسة من قبل المشاهدين.
ومع ذلك، فإن معظم هذه التنبؤات تُعتبر في الواقع مجرد صدفة أو نتيجة لتحليل خاطئ من قبل الجمهور. فعلى الرغم من أن بعض المشاهدين يرون تطابقات مثيرة، فإن المسلسل، في جوهره، يعكس الواقع بطريقة ساخرة ونقدية، وغالباً ما تكون التنبؤات التي تُعتبر "دقيقة" مجرد تجسيد للاتجاهات الاجتماعية والسياسية التي كانت موجودة في وقت الإنتاج.