بيعت ريشة نادرة وثمينة للغاية من طائر هويا النيوزيلندي المنقرض مقابل 28 ألف دولار في نيوزيلندا، مما يجعلها أغلى ريشة في العالم تُباع في مزاد على الإطلاق، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024.
وقد تجاوز سعر الريشة التقديرات الأولية التي تراوحت بين 2000 إلى 3000 دولار، وتجاوز السعر الذي بيعت به الريشة الرقم القياسي السابق لأغلى أنواع الريش في العالم، وفق موقع بيزنس انسايدر الأمريكي.
وكان السعر القياسي السابق المسجل قد بلغت قيمته 8400 دولار مقابل بيع ريشة هويا أخرى في عام 2010 قبل أن يتم تجاوز هذا الرقم في المزاد الذي جرى أمس الإثنين.
تزن الريشة حوالي 9 غرامات، مما يجعلها أكثر قيمة من الذهب بكثير. ففي حين تبلغ قيمة غرام الذهب حوالي 130 دولاراً، فقد بلغت قيمة الغرام الواحد من الريشة حوالي 5200 دولار.
وكان طائر هويا من بين أنواع الطيور المنقرضة في نيوزيلندا، وهو من الطيور المغردة ويتميز بريشه الأسود اللامع وريش ذيله الطويل المائل إلى الأبيض. وكان أخر ظهور مؤكد لهذا النوع من الطيور في عام 1907، على الرغم من أنه يعتقد أن هذه الطيور كانت لا تزال على قيد الحياة حتى العشرينيات من القرن الماضي، حسبما ذكر موقع نيوزيلند جيوغرافيك.
كما حظي طائر هويا بمكانة لدى الماوري، وهم السكان الأصليون لنيوزيلندا، وكان اسمه حاضراً في أغانيهم وأحاديثهم، بينما كان ارتداء ريشه مخصصاً للزعماء والأشخاص ذوي الهيبة. عندما وصل الأوروبيون إلى نيوزيلندا، كانت هذه الطيور نادرة بالفعل، لكن الهوس الأوروبي اللاحق بريشها أدى إلى انقراضها.
وقالت صحيفة الغارديان إن الرغبة في امتلاك أي أثر من طائر الهويا لا تزال قوية على المستوى الدولي. في عام 2023، بيع زوج من طائر هويا المحنط في مزاد بريطاني مقابل 285 ألف دولار، على الرغم من المناشدات العامة للحكومة النيوزيلندية بالتدخل وإعادتهما إلى الوطن.
وأعربت ليا موريس، رئيسة قسم الفنون الزخرفية في دار ويب للمزادات، ومقرها أوكلاند، حيث بيعت الريشة أمس الإثنين، عن اعتقادها بالحالة الممتازة للريشة المنفردة، والجهود المبذولة لحماية الريشة بورق أرشيفي وزجاج واق.
ونقلت عنها صحيفة الغارديان قولها: "إن الهويا طائر مميز، والكثير من الناس يرتبطون به حقاً بطريقة ما".
كانت العينة واحدة من أفضل أنواع ريش الهويا الذي يتم تداوله في الأسواق.
وقالت موريس: "ليس لديها الكثير من التكتل في الريش… وستلاحظون أيضاً أنها تحتفظ بالكثير من ألوانها… بالإضافة إلى لونها البني الغني والمتقزح، ولا توجد أي علامة على تلفها من الحشرات".
تم تسجيل الريشة باعتبارها كنزاً أصيلاً لدى وزارة الثقافة والتراث في نيوزيلندا، ما يعني أنه لا يمكن السماح بمغادرة الريشة للبلاد دون إذن.
هناك القليل من التفاصيل حول مصدر الريشة ولم تتمكن موريس من الكشف عن معلومات حول البائع أو المشتري بسبب اتفاقيات السرية. لكنها قالت إنهما جامعان كنوز مسجلان ومقيمان في نيوزيلندا. ولم تكن هناك عطاءات دولية.
وحضر المزاد حوالي 30 شخصاً، ولكن جميع العطاءات تم تقديمها عبر الهاتف أو عبر الإنترنت. وقالت موريس إن الناس كانوا يراقبون ارتفاع سعر الريشة "بفارغ الصبر".