في قلب العاصمة الفرنسية، تجددت موجة الجدل حول قضايا الاستيلاء الثقافي التي تطال عوالم الموضة والأزياء، حيث وجهت أصابع الاتهام هذه المرة نحو دار الأزياء العريقة "Balenciaga-بالنسياغا"، المتهمة بالإقدام على خطوة جريئة من خلال تسويقها نسخة معاصرة من البلغة المغربية، الحذاء التقليدي الذي يعبر عن غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي.
"بالنسياغا" تتعرض للاتهام بسبب البلغة المغربية
كشفت دار الأزياء الفاخرة "بالنسياغا" عن تصميم جديد للشبشب، مستوحى من البلغة المغربية الشهيرة، لكن العلامة التجارية الفاخرة قدرت سعر الشبشب بمستوى مرتفع، حيث عرضته "بالنسياغا" على موقعها الإلكتروني بنحو 995 دولاراً.
أثار ذلك جدلاً، إذ يقضي الباعة والحرفيون المغاربة وقتاً طويلاً في إنتاج شباشب مشابهة يعرضونها للبيع في الأسواق بأسعار تتراوح بين 100 و500 درهم مغربي.
والمثير للاهتمام، أن "بالنسياغا" لم تعترف بأصل الشبشب أو البلغة، على الرغم من أنها متجذرة بعمق في التراث المغربي، حيث دفع هذا التفاوت الكبير في السعر إلى إثارة مناقشات حول الاستيلاء الثقافي وتحويل التقاليد إلى سلع.
مؤخراً، نشر مستخدم مغربي على "ريديت" رسالة تسلط الضوء على بيع "بالنسياغا" للبلغة بسعر 995 دولاراً، ملاحظاً: "لم يذكروا حتى أنهم استوحوا ذلك من المغرب".
سرعان ما امتلأ قسم التعليقات بردود فعل من مستخدمين آخرين، تعكس مجموعة من الآراء والمواقف حول تسعير "بالنسياغا" والسياق الثقافي المحيط بالمنتَج.
بنبرة ساخرة، علق مستخدم بقوله: "أعتقد أنه يمكن أن تمشي على الماء به".
وصف مستخدم آخَر المنتجَ بـ"القبيح"، في حين انضم مستخدم ثالث، متهماً "بالنسياغا" بخداع العملاء ببيع ما اعتبروه "بلغة قبيحة تكلف نحو 20 دولاراً".
وفي تطور للأحداث، تبين أن Balenciaga ليست وحيدة في هذا المسار، إذ سبق أن واجهت دور أزياء عالمية أخرى مثل Céline وDolce & Gabbana وGucci، اتهامات مماثلة بالاستيلاء على عناصر من الموروثات الثقافية المختلفة دون إقرار الفضل أو تقديم الاعتراف اللازم لهذه الثقافات، مما يعيد إلى الواجهة نقاشاً متجدداً حول الخطوط الفاصلة بين الإلهام والاستيلاء الثقافي في عالم الأزياء.
ويطرح هذا الجدل الواسع تساؤلات عميقة حول كيفية التعامل مع التراث الثقافي في سياق العولمة والسوق العالمية، وإلى أي مدى يمكن للدور العالمية أن تستوحي من الثقافات المختلفة دون التعدي على حقوقها أو استغلالها بشكل غير مبرر. إنها دعوة للمجتمع الدولي وصناع القرار في عالم الموضة لإعادة النظر في ممارساتهم وسياساتهم، لضمان احترام التراث الثقافي العالمي وحمايته.