أدى تزايد الشعور بالتعاسة بين الشباب إلى تراجع تصنيف الولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى في غرب أوروبا على مؤشر عالمي للرفاهية، بينما احتفظت دول منطقة الشمال بالمراكز الأولى في مؤشر السعادة العالمي، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، الأربعاء 20 مارس/آذار 2024.
وفق مؤشر السعادة العالمي فقد جاءت فنلندا في المركز الأول، ثم كل من الدنمارك وأيسلندا والسويد وإسرائيل وهولندا والنرويج ولوكسمبورغ وسويسرا، بينما حلت أفغانستان في ذيل القائمة، يسبقها لبنان وليسوتو وسيراليون.
على المستوى العربي، حلّت الكويت في المركز الـ13 عالمياً، ثم ظهرت بعدها الإمارات في المركز الـ22، ثم السعودية 28 والبحرين 62 وليبيا 66 ثم الجزائر 85 والعراق 92 والأراضي الفلسطينية 103.
فيما جاءت بعد ذلك دول المغرب في الترتيب 107 وموريتانيا 111 وتونس 115 والأردن 125 ومصر 127 وجزر القمر 132 واليمن 133 ثم لبنان 142، حسب الترتيب في قائمة مؤشر السعادة العالمي.
ويستند تقرير مؤشر السعادة العالمي السنوي، الذي تم إطلاقه في عام 2012 لدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إلى بيانات من شركة أبحاث السوق الأمريكي غالوب، والتي قام بتحليلها فريق عالمي بقيادة جامعة أكسفورد.
حيث يُطلب من أشخاص في 143 دولة وإقليم تقييم حياتهم على مقياس من صفر إلى عشرة، إذ يمثل الرقم عشرة أفضل حياة ممكنة لهم. ويجري حساب متوسط النتائج من السنوات الثلاث الماضية لتحديد الترتيب.
بشكل عام، ترتبط التصنيفات بشكل فضفاض بازدهار البلدان، ولكن يبدو أن عوامل أخرى مثل متوسط العمر المتوقع والروابط الاجتماعية والحرية الشخصية والفساد تؤثر على تقييمات الأفراد أيضاً.
تراجع أمريكي في مؤشر السعادة العالمي
أظهر مؤشر السعادة العالمي أن الولايات المتحدة خرجت من قائمة الدول العشرين الأوائل للمرة الأولى، إذ تراجعت إلى المركز 23 بعدما كانت في المركز الـ15 العام الماضي، وذلك بسبب الانخفاض الكبير في الشعور بالرفاهية لدى الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
وفي حين أن التصنيف العالمي لسعادة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق، من شأنه أن يضع الولايات المتحدة في المرتبة العاشرة، فإن تقييمات الحياة لمن هم دون الثلاثينيات وحدها تضع الولايات المتحدة في المرتبة الـ62.
تتعارض هذه النتائج مع الكثير من الأبحاث السابقة حول الرفاهية، والتي وجدت أن السعادة تبلغ أعلى مستوياتها في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة، قبل أن تنخفض إلى أدنى مستوياتها في منتصف العمر، ثم ترتفع عند التقاعد.
إذ قال يان إيمانويل دي نيف، أستاذ الاقتصاد بجامعة أكسفورد وأحد معدي التقرير "الشباب، وخاصةً في أمريكا الشمالية، يعانون من أزمة منتصف العمر اليوم"، وفق ما صرح به لوكالة رويترز.
كان جيل الألفية والفئات العمرية الأصغر سناً في أمريكا الشمالية أكثر حديثاً عن الشعور بالوحدة من الفئات العمرية الأكبر سناً.
لكن دي نيف قال إن مجموعة من العوامل من المرجح أن تقلل من سعادة الشباب، مثل زيادة الاستقطاب حول القضايا الاجتماعية، والجوانب السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، وعدم المساواة الاقتصادية، التي جعلت من الصعب على الشباب شراء منازلهم الخاصة مقارنة بالماضي.
ورغم أن هذه الظاهرة أكثر وضوحاً في الولايات المتحدة، فإن الفجوة العمرية في الرفاهية كبيرة أيضاً في كندا واليابان، وبدرجة متناقصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي تراجعت جميعها في تصنيفات هذا العام.
على النقيض من ذلك، فإن العديد من البلدان التي شهدت أكبر تحسن في الرفاهية هي دول شيوعية سابقة في وسط وشرق أوروبا. وهناك، خلافاً للبلدان الأكثر ثراءً، يعيش الشباب نوعية حياة أفضل كثيراً من حياة كبار السن، وغالباً ما تكون على قدم المساواة أو أفضل مما هي عليه في غرب أوروبا.