لا شكّ أن جميعنا لاحظ من قبل المضيفات وهن يضعن أيديهن تحت أفخاذهن أثناء ربطهن بمقاعد القفز، وتساءلنا لماذا يجلس طاقم الطائرة بهذا الشكل أثناء الإقلاع والهبوط؟
وللإجابة عن هذا السؤال الذي يراود بال الكثير من المسافرين في رحلاتهم الجويّة، قامت هيني ليم، وهي مضيفة طيران محترفة في شركة طيران سيبو باسيفيك ومقرها الفلبين، بنشر فيديو على حسابها الخاص بمنصة "تيك توك"، تشرح فيه للمتابعين سبب جلوس طاقم الطائرة على أيديهم في الفترة التي تسبق هبوط طائراتهم، وفقاً لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
"وضعية التدعيم" تحسُّباً للطوارئ
بدأ الفيديو الذي نشرته المضيفة على حسابها بمنصة "تيك توك" بتجوّل مضيفتين حول مقصورة الطائرة قبل أن تجلسا في المقاعد المخصصة لهما، وتضعا أيديهما تحت فخذيهما، ثمّ توضّح إحداهما بصوت عالٍ سبب قيامهما بذلك، قائلة: "هل تساءلت يوماً لماذا يجلس طاقم الطائرة بهذه الطريقة في أثناء الإقلاع والهبوط؟"، ثمّ يرافق قولها تعليق صوتي يقول: "إنّها وضعية التدعيم".
وتتضمّن "وضعية التدعيم" ربط أحزمة الأمان بشكل فعّال، والحفاظ على الجسم في وضع مستقيم، والجلوس على اليدين – مع رفع الذراعين، وثني الإبهام – والذراعين مفكوكتين، والقدمين مسطحتين على الأرض.
وأشارت المضيفة إلى أنّ الهدف من هذا الوضع هو "إبقاء الجسم في وضعية صلبة حتى إذا كان هناك أي تأثير من حالة طوارئ غير مخطط لها، فإن الجسم يتضرر بشكل أقل".
"المراجعة الصامتة" قبل كل إقلاع وهبوط
ومن الضروري أن يكون المضيفون قادرين على مساعدة الركاب في حالات الطوارئ أثناء السفر بالطائرة، وبالتالي يجب الحرص على سلامتهم.
وأشارت مضيفة الطيران إلى أن الطاقم سيقوم بمهمات أخرى أثناء الاستعداد للرحلة.
وأوضحت المضيفة في المقطع المنشور على منصة "تيك توك" أيضاً أن الطاقم يخضع لـ"المراجعة الصامتة" قبل كل إقلاع وهبوط، وهذا يشمل التعرف على معدات الطوارئ في الموقع وفتح الباب والاستجابة للأوامر المعطاة وأي أدلّة مرئية خارج الطائرة.
لذا، عندما تكون مسافراً على متن أحد خطوط الطيران وتلاحظ أنّ المضيفة تجلس على يديها، فذلك يعني أنها تتبع الإجراءات الصحيحة في حالة الطوارئ، وهو ما من المفترض أن يطمئنك، كما يمكنك أيضاً اتباع نفس الوضعية للجسم لضمان سلامتك.
لماذا يستعدُّ المضيفون للطوارئ؟
ووفقاً لمذكّرة من إدارة الطيران الفيدرالية، فإن سبب الاستعداد للطوارئ من قبل المضيفين، يتمثّل في تقليل الضربات التي قد يتعرّضون لها أثناء اصطدام رؤوسهم بالسقف أثناء هبوط الطائرة؛ حيث "يمكن تقليل حدّة الضرب من خلال جعل الراكب يثني أو ينحني أو يميل إلى الأمام على ساقيه بطريقة ما".
كواليس عمل غير مألوفة لطاقم الطائرة
وفي الواقع، لا يعدّ هذا الفيديو أوّل محتوى لإحدى مضيفات الطيران ينتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على كواليس عملهن في الرحلات الجويّة.
وسبق أن كشفت ديستاني أرمسترونج، وهي مضيفة طيران تبلغ من العمر 25 عاماً وتقيم في فيلادلفيا، عن أعنف السلوكيات غير المهذبة التي لاحظتها لدى ركاب الطائرة على مدار سنوات عملها.
وبدأت بتصوير مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته ثماني دقائق بينما كانت تمشّط شعرها في مرآة الحمام قائلة: "دعونا نتحدث عن الأشياء التي لا أحبها حقاً في كوني مضيفة طيران بينما أستعد للنوم أثناء توقفي".
وفي منشور آخر، تحدثت ديستاني عن كل الأشياء التي لم تعجبها في كونها مضيفة طيران، بدءاً من الأشخاص الذين يجعلون حياتها "صعبة بدون سبب" إلى العمل مع "شخصيات قوية" في السماء.
موضّحة أنّ الشيء الأكثر إحباطاً بالنسبة لها والذي تتعرّض له في وظيفتها كمضيفة طيران هو "الصعود إلى الطائرة"، وذلك بسبب التعامل بعنف من قبل كثير من المسافرين وهم يحاولون الحصول على ترقية للمقعد.
كما أبدت المضيفة تذمّرها من المسافرين الذين يريدون أن يملؤوا الصناديق العلوية للطائرة "بستراتهم ومحافظهم والأشياء الصغيرة التي يمكن وضعها تحت المقعد أمامهم".
ومع ذلك، أصرّت ديستاني على أنّها تحبّ هذه الوظيفة، وأنّها "ممتنّة جداً لأسلوب الحياة هذا، لكن الأمر لا يقتصر على مشاهدة أقواس قزح من نوافذ الطائرة".