حذَّرت دراسة جديدة من مخاطر الجلوس لساعات طويلة، وأظهرت أن الأشخاص الذين يقضون معظم وقت عملهم جالسين، أكثر عرضة لخطر الوفاة المبكرة بنسبة 16٪، مقارنة مع أولئك الذين لا يتطلب عملهم فترات جلوس طويلة.
صحيفة "Washington Post" الأمريكية قالت، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، إن البحث وجد أيضاً أن الأشخاص الذين يتضمن عملهم مزيجاً بين وقت الجلوس والوقوف أو التحرك، لم يواجهوا خطراً متزايداً للوفاة المبكرة، مقارنة بأولئك الذين لا يجلسون لفترات طويلة.
شملت الدراسة حول مخاطر الجلوس لساعات طويلة، التي نشرت نتائجها بمجلة "جاما نيتوورك أوبن" في تايوان، أكثر من 481 ألف عامل تبلغ أعمارهم 20 عاماً فما فوق، بمتوسط عمر يبلغ 39 عاماً.
لم يكن يعاني أي من المشاركين، الذين تم تتبعهم على مدى 13 عاماً، أمراضاً قلبية عندما بدأت الدراسة، علماً بأن البحث كشف أن ما نسبته 34٪ من الوفيات كانت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
مع ذلك، فإن أولئك الذين كانوا يجلسون في الغالب خلال العمل، تمكنوا من تقليل خطر الوفاة المبكرة إلى مستوى مشابه لأولئك الذين لا يجلسون، عن طريق زيادة نشاطهم البدني في أوقات الفراغ بمقدار 15 إلى 30 دقيقة فقط يومياً.
خلصت الدراسة إلى أن "الجلوس المهنيّ يعتبر لفترات طويلة أمراً طبيعياً، لكنه لم يحظَ بالاهتمام الواجب، على الرغم من إثبات تأثيره الضار على النتائج الصحية".
كما كتب الباحثون أن نتائج الدراسة "تساعد في تعزيز الأدلة بشكل متزايد التي تربط بين نمط الحياة الخالي من الحركة والمخاطر الصحية".
توصيات لتجنب مخاطر الجلوس لساعات طويلة
أشارت الدراسة إلى وجود حاجة لإجراء تغييرات قد تكون مفيدة في مكان العمل، بما في ذلك زيادة فترات الراحة للموظفين، وتخصيص مناطق عمل تسمح بممارسة النشاط البدني، علاوة على الأنشطة الجماعية التي ترعاها الشركات، وإمكانية منح الموظفين مزايا على شكل عضوية في صالة ألعاب رياضية.
الدراسة الجديدة جاءت لتعزز نتائج كان أعلنها باحثون في دراسات نُشرت سابقاً بشأن مخاطر الجلوس لساعات طويلة، حيث وجدت دراسة كندية نُشرت عام 2022، أن الجلوس لساعات طويلة كل يوم يمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
فقد وجد الباحثون في جامعة "سيمون فراسير" في فانكوفر بكندا، أن الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة من يومهم جالسين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الموت بسبب المرض.
كما حذَّر الباحثون من مخاطر الجلوس لساعات طويلة وقالوا إن مقدار الوقت الذي يقضيه الناس في جميع أنحاء العالم في الجلوس قد ازداد في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
كتب فريق البحث في الدراسة أن "تقليل وقت الجلوس مع زيادة النشاط البدني قد يكون استراتيجية مهمة لتخفيف العبء العالمي للوفيات المبكرة والأمراض القلبية الوعائية".
جمع الباحثون، الذين نشروا نتائجهم في مجلة "جاما كاريولوجي"، بيانات من 105000 شخص في 21 دولة على مدار 11 عاماً في المتوسط. وتتمحور البيانات حول متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص جالساً كل يوم، سواء بسبب العمل أو خيارات نمط الحياة الأخرى.
كما قارن الباحثون معدلات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب على أساس وقت الجلوس في اليوم، مع تلك التي تقضي أقل من أربع ساعات في اليوم جالسة وتستخدم كخط أساسي.