خلال حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة، والمستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، استخدم جيش الاحتلال على الأقل 8 أنواع من الطائرات غير المأهولة بالأفراد، وكانت طائرة "هيرمز 900" من بين أكثر الطائرات المسيّرة استعمالاً في الحرب التي تصل إلى يومها الـ 117.
وتطلق تل أبيب اسم "كوخاف"، أي "النجم"، على طائرات الاستطلاع "hermes 900″، التي يتم تشغيلها حصراً من خلال وحدة في الجيش تُدعى "السرب 166 – سرب الطيور النارية"، والذي يتمركز في قاعدة بالمحاميم الجوية.
هذه الطائرة التي صنّفت على أنها من أفضل الطائرات دون طيار بالعالم خلال السنوات الأخيرة وفقاً لتحقيق قامت به قناة "الجزيرة"، سقطت بيد المقاومة الفلسطينية أكثر من مرة، كما أنها لم تفلح في رصد وجلب معلومات عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، فلماذا لا يزال جيش الاحتلال يفتخر بهذه الطائرة؟
أنتجت من قِبل شركة "إلبيت" الإسرائيلية
قامت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية "إلبيت" بإنتاج الطائرة المسيّرة "hermes 900"، التي أتمت رحلتها الأولى في 14 ديسمبر/كانون الأوّل 2009، قبل أن تسلمها لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد الانتهاء من مرحلة التجارب، حيث استخدمها جيش الاحتلال في حربه على قطاع غزة عام 2014، وأعلن دخولها الخدمة رسمياً عام 2017. وتعرف هذه المسيّرة في سلاح الجو بـ"كوخاف"، وهي كلمة عبرية تعني النجم.
تم تجهيز Hermes 900 بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار عالية الأداء، مما يسمح لها باكتشاف الأهداف الأرضية أو البحرية، عبر نطاق طيفي واسع.
تشتمل صناعات شركة "إلبيت" -المسجلة في إسرائيل وأمريكا- على المسيّرات والطائرات العسكرية وأنظمة الطائرات المروحية وأنظمة الطيران والهياكل الجوية وأنظمة الطائرات بدون طيار، والأنظمة الكهربائية الضوئية.
ووفقاً لموقع شركة "إلبيت سيستيمز" بخصوص طائرة "كوخاف" أو "هيرمز 900" التي يديرها السرب 166، فإن هذه طائرة من دون طيار جديدة، وهي متعددة المهام، تزن حمولتها 350 كغ، ولديها معدات تسمح بجمع المعلومات الاستخبارية، واكتساب الأهداف، والاستطلاع والمراقبة، وقدرات الحرب الإلكترونية، ومزودة بالليزر، وتحلق على ارتفاع 30000 قدم، وتبقى بالجو 36 ساعة، وذات قدرة على مسح مساحات كبيرة.
وتقوم طائرات Hermes 900 بالعديد من المهام والواجبات، بما في ذلك العمليات الاستخباراتية، ومساعدة القوات البرية، وتصوير استخباراتي للبنية التحتية.
ويتكون طاقم الطائرة "هيرمز" من ضابطين وهما قائد ومشغل وتقلع من مدرج مبني مثل أي طائرة كبيرة تقلع من مدرج في مطار، حيث يقوم المشغل بتنشيط الكاميرا وقيادتها، ويقوم بمراقبة مسار الرحلة، وإجراء محادثة هاتفية مع مستهلك المعلومات والاستخبارات، أو قائد ميداني أو ضابط قائد.
تستخدم بكثافة في الحرب على غزة
أوضح قائد السرب 166 في حديث سابق لموقع "إسرائيل ديفنس" عن عمليات الوحدة التي تشغل طائرات "هيرميس 900″، وأهميتها في الحرب ضد المقاومة من خلال جمع المعلومات وتأمين القوات في المناورة.
وقال إن 80% من ساعات الطيران العملياتية للقوات الجوية يتم تنفيذها حالياً بواسطة الطائرات من دون طيار وهذا العدد من الساعات يتزايد مع ازدياد تطور الطائرات من دون طيار وتقدمها في التكنولوجيا، وذلك ليس لأن ما تفعله هذه الطائرات يعد معجزة مقارنة بالطائرات المقاتلة والمروحيات المأهولة، لكن بما أن الطائرات من دون طيار أرخص من الطائرات المقاتلة والمروحيات، فإن طيرانها ينقذ الأرواح والمال وتتحسن النتائج بشكل كبير.
وأضاف أن طائرات Hermes 900 من صنع شركة "إلبيت" الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها يمكن أن تبقى في الجو لساعات طويلة، ولا تحتاج إلى الهبوط أو الراحة أو التزود بالوقود.
وصرح بأنه لا يوجد أي هجوم للجيش على قطاع غزة دون أن ترافقه طائرة من دون طيار في السماء للتأكد من الهدف ومحيطه، ولهذا السبب تحلق طائرات "هيرمز 900" ليلاً ونهاراً في جميع الظروف الجوية.
جدير بالذكر أن طائرة "هيرمز 900" هي ثاني أكبر طائرة استطلاع من دون طيار في سلاح الجو بعد طائرة "هيرون تي بي"، التي تطلق عليها تل أبيب أيضاً اسم "إيتان".
المقاومة الفلسطينية أسقطتها أكثر من مرة خلال الحرب الحالية
هذه المسيّرة هي واحدة من مجموعة متنوعة من الطائرات المسيّرة لدى الجيش الإسرائيلي بأحجام مختلفة، والتي بدأ باستخدامها ضد المقاومة الفلسطينية عقب الانتفاضة الثانية عام 2000. وكانت العمليات العسكرية على قطاع غزة فرصة متجددة لشركات الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية لتجربة هذه المسيّرات واختبارها في زمن الحرب وتطوير قدراتها، لكنّ هذه التجربة يبدو أنّها واجهت صعوباتٍ جمة، فقد أسقط المقاومة الفلسطينية أحدث المسيرات الإسرائيلية في أكثر من مناسبة.
ففي الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، أعلنت كتائب القسام وكتائب المجاهدين عن إسقاط طائرة مسيّرة من طراز هيرمز 900 شرق مدينة غزة، وذلك بعد استهدافها بصاروخ مضاد للطائرات.
وفي 14 يناير/كانون الثاني 2024، نجحت كتائب المجاهدين مرة آخرى في استهداف طائرة من طراز Hermes 900 فوق أجواء مدينة غزة بصاروخ أرض جو.
كما أنّ هذه الطائرة وغيرها من مسيّرات الاستطلاع التي يبلغ عدد أنواعها 14 طائرة من دون طيار، والتي يستخدمها جيش الاحتلال في حربه على قطاع غزة، فشلت حتى الآن في الحصول على أية معلوماتٍ عن الأسرى الإسرائيلين في غزة، على الرغم من تحليقها المكثف فوق أرجاء القطاع منذ بداية الحرب.
جيوش تستعمل طائرة "هيرمز 900"
لم تعد مسيّرة هيرمز 900 حكراً على الجيش الإسرائيلي، فقد اقتنت كلٌ من سويسرا وكندا والبرازيل وتشيلي والمكسيك وسويسرا والفلبين وتايلند الطائرة الإسرائيلية من دون طيار، كما أن هناك 20 طلباً لشرائها، وفق تقرير للشركة المصنعة.