منذ العصور القديمة، كان المقاتلون يستعملون الخوذة الفولاذية من أجل حماية رؤوسهم أثناء الحروب، والوقاية من أي اصطدامات عنيفة خلال المعركة.
مع مرور الزمن، أصبحت الخوذة العسكرية تعرف بشكلها الفولاذي الصلب الشبيه بشكل الرأس، إذ بالرغم من اختلاف تصميمها من دولة لأخرى، إلا أن الشكل كان واحداً، والفرق في التفاصيل الصغيرة فقط.
إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر بخوذة مختلفة، البعض شبهها بقبعة الطاهي، وذلك كونها منفوخة، وبها قماش كثير، لتكون بذلك مختلفة عما عرفت به الجيوش حول العالم.
فما سر هذه الخوذة الغريبة الذي يرتديها جنود الاحتلال؟ وما أسباب تصميمها بهذا الشكل؟ وما الدول الأخرى التي ارتدت مثلها خلال الحروب؟
ما هي خوذة جيش الاحتلال؟
منذ النكبة وإلى غاية الآن، عرفت فلسطين عدة حروب من طرف الاحتلال، الذي كان يوجه جنوده من اجل اغتصاب أراضي السكان الأصليين، وكان يحاول جاهداً في كل مرة الخروج بطريقة ماكرة جديدة لتحقيقه مساعيه على أرض الواقع.
ومن بين الطرق الماكرة التي استعملها هي تطويره خوذة جديدة، إذ فكر خلال سنة 1975 العمل على شكل جديد غير الذي كانت يستورده من الخارج، لتكون أكثر ملاءمة للظروف المناخية في الخارج.
لكن ابتداء من سنة 1994، تم تصميم هذه الخوذة التي تتشكل بطرق مختلفة، خلال حركة الجندي كي لا يكون مرئياً أمام الآخرين.
إذ، حسب ما حاولت دولة الاحتلال فعله، هو حماية جنودها من أي الاستهداف، الشيء الذي لم يتحقق فعلاً على أرض الواقع، وهو ما أثبتته العديد من الحروب السابقة.
لماذا خوذة المتزنفيت؟
خوذة "المتزنفيت" التي يرتديها الجنود الإسرائيليون، هي نفسها التي كان يرتديها رئيس كهنة إسرائيل في فترة الهيكل الثاني، وقد تمت تسميتها انطلاقاً من نفس الاسم، والذي يقصد به "يلتف".
وهي في الأساس أكبر حجماً من الخوذة العادية، وذلك لكي تخفي شكل رأس الجندي وهو يرتديها، إضافة إلى لونها الذي يصبح خفياً وسط الغابات والصحراء وينصهر بين الأماكن الطبيعية.
كما أن هذه الخوذة غير عاكسة للضوء مثل بقية الخوذ الأخرى، كون طبقتها العلوية مصنوعة من القماش، الشيء الذي يساعد كذلك على الحماية من الإصابة بالضربات الشمسية.
إذ تمت صناعة خوذة المتزنفيت في البداية من نسيج شبكي، وقد تم تغييرها لاحقاً لتشمل مادة تمويه ذات وجهين يمكن عكسها.
تصدير الخوذة
يتم استخدام هذه الخوذة من قبل جنود الاحتياط والقوات النظامية والقوات الخاصة، كما أنه تم استخدامها من طرف بعض الجنود خارج حدود الأراضي المحتلة.
إذ بالرغم من أن هناك قيود تصدير على هذه الخوذ التي يعتمدها المحتل في الحروب، إلا أنه سمح لجنود أوكرانيا باستعمالها خلال إحدى فترات الحرب التي نشبت بينها وبين روسيا سنة 2022.
كما أن أحد أنواع هذه الخوذ والتي تسمى "Agilite MultiCam mitznefet"، متوفر للشراء التجاري، خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية.