بدأت مع نيلسون مانديلا ومستمرة إلى اليوم.. لماذا تدعم جنوب أفريقيا فلسطين وتقف أمام إسرائيل قانونياً؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/11 الساعة 10:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/14 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
مظاهرات في جنوب أفريقيا داعمه لفلسطين/ shutterstock

سيشهد العالم في 11 و12 يناير/كانون الثاني القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا على الاحتلال الإسرائيلي أمام "محكمة العدل الدولية" في لاهاي على مرأى العالم، بتهمة ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين في غزة.

إذ تقول جنوب أفريقيا إن ما يحصل في قطاع غزة منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هو إبادة جماعية فعلية، لتقوم برفع القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023.

فيما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تتصرف بـ"أخلاقية لا مثيل لها" في حملتها العسكرية داخل غزة، بينما قارن متحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية القضية الجنوب أفريقية بـ"فرية الدم"، ويقصد بذلك المزاعم المغلوطة بأن اليهود قتلوا مسيحيين لاستخدام دمهم في طقوس قديمة.

فيما قدمت جنوب أفريقيا ملفاً قانونياً يتألف من 84 صفحة يتضمن أن الأفعال التي تقوم بها إسرائيل في غزة تحمل طابع الإبادة لأنها تهدف إلى الدمار بجزء كبير من الفلسطينيين في غزة، وبالاستناد إلى الحجج المُقدّمة في هذا الملف، فإن أعمال الإبادة المذكورة تشمل قتل الفلسطينيين، والتسبُّب بضرر جسدي ونفسي خطير، وتعمُّد خلق ظروف تهدف إلى "تحقيق تدميرهم الجسدي كمجموعة". 

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الاجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الاجتماعي

بالإضافة إلى ذلك يرد في الملف تصريحات علنية لمسؤولين إسرائيليين تعّبر عن نية بالإبادة، لكن ما سبب دعم جنوب أفريقيا لفلسطين؟ وما هو سبب تقديم جنوب أفريقيا هذه الدعوة ضد إسرائيل؟ ومتى بدأ دعمها لفلسطين؟ 

فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل 

تاريخ جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري كان مرتبطاً بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، حيث شهدت هذه العلاقات تقارباً بارزاً. قبل نهاية نظام الفصل العنصري في أوائل تسعينيات القرن الماضي، كانت هناك علاقة استراتيجية وسياسية بين البلدين.

في سياق حكم الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، أظهرت بريتوريا تأييدها لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، الذي قسّم فلسطين لصالح إقامة دولة إسرائيل. تطورت العلاقات بين البلدين بسرعة، وشملت دعم بريتوريا لإسرائيل في حرب 1973.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ shutterstock
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ shutterstock

في إطار هذه العلاقات، قام شيمون بيريز بزيارة سرية لبريتوريا، ما أدى في النهاية إلى رفع مستوى العلاقات إلى مستوى السفارات في عام 1974. وفي عام 1975، تم التوقيع على اتفاق أمني سري، يشمل بيع إسرائيل للعتاد العسكري لجنوب أفريقيا، بما في ذلك دبابات وطائرات مقاتلة وصواريخ طويلة المدى.

تداولت الشائعات حينها عن احتمال بيع رؤوس نووية، بينما قامت إسرائيل بوساطة توريد أسلحة لجنوب أفريقيا من دول رفضت التعامل معها.

بداية دعم جنوب أفريقيا لفلسطين

بعد انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تغيرت العديد من العلاقات في البلد، فبعد أسبوعين فقط من إطلاق سراح نيلسون مانديلا من السجن سنة 1990 سافر إلى زامبيا للقاء القادة الأفارقة الذين دعموا كفاحه ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا للفصل العنصري القسري.

وبرزت شخصية بين الرجال الذين يرتدون بدلات داكنة وينتظرون بفارغ الصبر لاستقبال مانديلا على مدرج المطار من بينهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان يرتدي الكوفية ذات المربعات السوداء والبيضاء، الذي سافر لرؤية مانديلا المفرج عنه حديثاً.

بعدها تصافح كل من ياسر عرفات ومانديلا، وكان ذلك تأكيداً على التضامن بين رجلين اعتبروا أن نضال شعبيهما من أجل الحرية هو نفسه، من ذلك الوقت يتواصل دعم جنوب أفريقيا لفلسطين، وقد اتخذت البلاد خطوة نادرة تتمثل في رفع قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب حربها في غزة.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الاجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الاجتماعي

رغم أن جنوب أفريقا لا تتمتع بثقل دبلوماسي، لكن المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، الذي قاده مانديلا من حركة تحرير مناهضة للفصل العنصري إلى حزب سياسي في الحكومة، احتفظ بموقفه القوي المؤيد للفلسطينيين حتى بعد وفاة مانديلا في عام 2013.

وقال حفيد مانديلا "ماندلا مانديلا" لموقع "apnews" الجنوب أفريقي، في تجمع مؤيد للفلسطينيين في كيب تاون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أيام من هجوم حماس في جنوب إسرائيل، الذي أدى إلى إثارة الاحتجاجات: "لقد وقفنا إلى جانب الفلسطينيين، وسنواصل الوقوف مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين". 

فيما لبس ماندلا مانديلا، النائب في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الكوفية الفلسطينية باللونين الأبيض والأسود على رقبته أثناء خطابه أمام الحشود في إحدى الخرجات الاحتجاجية الداعمة لفلسطين في جنوب أفريقيا.

جنوب أفريقيا وفلسطين والصراع المشترك 

في سياق استمرار نضال الفلسطينيين، أثار الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا قضية فلسطين بانتظام. فبعد 3 سنوات من تحقيق التقدم في تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وانتخابه رئيساً في انتخابات تاريخية متعددة الأعراق في عام 1994، أعرب مانديلا عن امتنانه للمجتمع الدولي على دعمه. ومع ذلك، أكد أن حرية بلاده ليست كاملة دون حرية الفلسطينيين.

قارن مانديلا وقادة جنوب أفريقيا الحاليين بين القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وبين المعاناة التي عاشها السود في جنوب أفريقيا خلال حكم الفصل العنصري. وركزوا على أن هاتين القضيتين تتعلقان بشكل أساسي بحقوق الأشخاص المظلومين في أوطانهم.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الاجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الاجتماعي

يُشير التاريخ إلى أن إسرائيل كانت قد قدمت أنظمة أسلحة لحكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأبقت على علاقات عسكرية سرية حتى منتصف الثمانينيات، رغم إدانتها العلنية للفصل العنصري.

تجدر الإشارة إلى أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي اتخذ موقفاً حاداً تجاه إسرائيل، ووصفها بأنها "دولة فصل عنصري"، وهو الموقف الذي انعكس على الحركة الحالية. يُؤكد محامو حقوق الإنسان الدوليون على اتهام إسرائيل بارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، ما يجعل هذا الاتهام يلقى صدى قوياً في جنوب أفريقيا.

على الرغم من جهود مانديلا في التواصل مع إسرائيل لتعزيز الحل السلمي، إلا أن المعارضة للاحتلال الإسرائيلي تعززت في جنوب أفريقيا. يظهر ذلك في التأثير الذي يمارسه الخطاب الإسرائيلي في الحياة اليومية، حيث فرضت جماعات شبابية ضغطاً على متاجر البقالة للتخلي عن المنتجات الإسرائيلية.

يظهر دعم جنوب أفريقيا لفلسطين من قبل شخصية بارزة مثل نيلسون مانديلا كتأكيد على التضامن الدولي وضرورة مواصلة النضال من أجل الحرية والعدالة.

جنوب أفريقيا والسفارة في إسرائيل  

في خطوة غير مسبوقة، خفضت جنوب أفريقيا تصنيف سفارتها في تل أبيب إلى مكتب اتصال سنة 2019، وذلك رداً على مقتل أكثر من 220 متظاهراً فلسطينياً، معظمهم من المدنيين العزل، خلال احتجاجات استمرت لعدة أشهر. وصف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحكومة والجيش الإسرائيليين بأنهما "منبوذان وآفة على الإنسانية".

ومع تصاعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، استدعت جنوب أفريقيا دبلوماسييها من إسرائيل، وقرر البرلمان في العاصمة كيب تاون تقديم قرار يدعو إلى إغلاق السفارة الإسرائيلية، وتعليق العلاقات الدبلوماسية بالكامل، حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والتزام إسرائيل بالتفاوض على "تسوية عادلة" وسلام مستدام.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الإجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الإجتماعي

جنوب أفريقيا أيضاً دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وآخرين بسبب "تصريحات بنية الإبادة الجماعية" وجرائم حرب. 

أدى اختيار جنوب أفريقيا لجون دوجارد لرئاسة فريقها القانوني في المحكمة إلى استمرار التوتر، حيث اتهمت إسرائيل المقرر السابق لحقوق الإنسان في فلسطين بتقديم تقارير مشبوهة.

في ظل هذا التطور الدبلوماسي، يظهر تأثير هذه الأحداث على العلاقات الإقليمية، حيث قد تقوض قرارات محكمة العدل الدولية الاحترام بين جنوب أفريقيا وحلفائها. في المقابل، يعبر بعض ممثلي الطائفة اليهودية عن قلقهم إزاء دعم جنوب أفريقيا لقرارات مناهضة لإسرائيل، في حين يعتبر آخرون أن هذه الخطوات تعزز مكانة جنوب أفريقيا في المجتمع الدولي.

دعم كبير لغزة في كيب تاون 

شهدت جنوب أفريقيا تجدداً للتضامن مع القضية الفلسطينية بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، حيث خرج الآلاف في مظاهرات داعمة في كيب تاون وجوهانسبرغ، وتزينت المباني في حي بو كاب في كيب تاون بكتابات مؤيدة لفلسطين، لتعبر عن استنكار الأحداث الدامية في الأسابيع الأخيرة.

رئيس جنوب أفريقيا، سيريل راما فوسا، الزعيم الحالي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، أدان بشدة الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل في النزاع الأخير. وعلى الرغم من تلك الانتقادات، أظهر راما فوسا تضامنه العلني مع الفلسطينيين، حيث ارتدى الكوفية وحمل علم فلسطين.

تعتبر زيارة مسؤولي حماس إلى جنوب أفريقيا، بما في ذلك ماندلا مانديلا، إشارة إلى ربط تاريخي بين البلدين في سبيل دعم جنوب أفريقيا لفلسطين. ورغم ترحيب بعض الشرائح بالزيارة، إلا أن حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا اعتبر حماس منظمة إرهابية.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الإجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الإجتماعي

تحمل حكومة المؤتمر الوطني الأفريقي موقفاً قوياً في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، مطالبة بوقف الهجمات في غزة. ورغم اتهامات بالنفاق، إلا أن دعم جنوب أفريقيا لفلسطين الواضح قد أدى إلى تعقيد الدلالات العنصرية في المجتمع.

فيما تقول حكومة جنوب أفريقيا التي يقودها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إنها تتخذ موقفاً معنوياً في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، وتسعى أولاً إلى إصدار أمر لإسرائيل بوقف الهجمات في غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، ثلثهم من النساء والأطفال.

كما يظهر هذا التضامن تأثيراً على العلاقات الدولية لجنوب أفريقيا، حيث يعارض بعض الأشخاص في الأقلية البيضاء تلك الدعوات لصالح الفلسطينيين، في حين يعتبر السود وذوو العرق المختلط هم الداعمين الرئيسيين لفلسطين في ظل تاريخهم مع الاضطهاد، وذلك يعود إلى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا الذي انتهى نهاية القرن الماضي.

ما هو نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا

توفي الأسقف ديسموند توتو، أحد رموز مكافحة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، عن عمر ناهز 90 عاماً. وكان توتو قد شهد على معاناة الغالبية السوداء تحت نظام سياسي قائم على التمييز العنصري استمر حوالي نصف قرن قبل أن يسقط رسمياً في عام 1991.

في هذا النظام، الذي أنشأه الحزب الوطني الذي حكم البلاد من عام 1948 حتى 1994، كان السكان مصنفين إلى أربع فئات: بيض، سود، خلاسيين وهنود. وكانت الحياة اليومية مفصولة بين الأعراق، وحظر الزواج المختلط والعلاقات الجنسية بينها. وكان السود يعانون من تهميش وفقر وقمع.

وحجزت معظم الأراضي للبيض، وأجلي الملايين من السود قسراً إلى مناطق محددة. وحتى عام 1986، كان على السود التنقل حاملين وثيقة هوية تحدد المكان الذي يسمح لهم بالذهاب إليه.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الاجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الاجتماعي

قاوم السود هذا النظام بالإضرابات والمقاطعات والعصيان المدني والكفاح المسلح. وفي عام 1960، قتلت الشرطة 69 متظاهراً في شاربفيل. وفي عام 1964، حكم على زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة. وفي عام 1976، قتلت الشرطة مئات من تلاميذ المدارس في احتجاجات سويتو. وفي عام 1977، توفي ستيف بيكو، مؤسس حركة الوعي الأسود، في السجن.

وأثارت هذه الأحداث استنكار العالم، وفرضت على جنوب أفريقيا عقوبات دولية. وفي عام 1990، أفرج الرئيس فريدريك دو كليرك عن مانديلا وألغى نظام الفصل العنصري. وفي عام 1994، أجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، وفاز مانديلا برئاسة جنوب أفريقيا.

وكان الأسقف توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام، داعماً لمانديلا ومناهضاً للفصل العنصري. وقال توتو في إحدى خطبه: "نحن نريد أن نعيش كأسرة واحدة في منزل واحد".

من هو نيلسون مانديلا؟

نيلسون روليهلاهلا مانديلا، السياسي البارز والثائر الذي قاد المعارك ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وُلد في 18 يوليو/تموز 1918، وتوفي في 5 ديسمبر/كانون الأول سنة 2013. خلال رئاسته لجنوب أفريقيا من 1994 إلى 1999، أصبح أول رئيس من ذوي البشرة السمراء في فترة انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. حكومته ركزت على محاربة العنصرية والفقر، وتعزيز المصالحة العرقية.

شغل مانديلا مناصب بارزة في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتم اعتقاله بسبب نشاطاته المناوئة للفصل العنصري. قضى 27 عاماً في السجن، لكن الضغط الدولي أدى إلى إطلاق سراحه في عام 1990. بعد ذلك، قاد جهوداً لإلغاء الفصل العنصري وتحقيق المصالحة الوطنية.

<strong>دعم جنوب أفريقيا لفلسطين</strong>/ التواصل الإجتماعي
دعم جنوب أفريقيا لفلسطين/ التواصل الإجتماعي

أسس مانديلا دستوراً جديداً ولجنة للحقيقة والمصالحة. سار على خطى سياسة اقتصادية ليبرالية، وشارك في قضايا دولية مثل قضية تفجير رحلة بان إم 103 والتدخل العسكري في ليسوتو.

ترك بصمة قوية في التاريخ، حيث نال مانديلا أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام في عام 1993. رغم الجدل الذي أثارته حياته، يُعتبر مناهضاً للاستعمار والفصل العنصري، ويحظى بالاحترام العميق داخل وخارج جنوب أفريقيا.

تحميل المزيد