مع استمرار أيام الحرب، تواصل المقاومة الفلسطينية إبراز مفاجآتها للاحتلال الإسرائيلي في الميدان، من خلال الإعلان عن دخول أسلحة جديدة طور الخدمة لأوّل مرة في معركة طوفان الأقصى، ومن بين تلك الأسلحة صاروخ سام 18، الذي تستعمله كتائب القسام في استهداف الطائرات المروحية الإسرائيلية، التي تحلق فوق أجواء القطاع من أجل إجلاء القتلى والمصابين الإسرائيليين، أو تنفيذ عملية إسنادٍ للقوات البرية المتوغلة في محاور التقدم بقطاع غزة.
هذا السلاح الجديد المضاد للطائرات، والذي دخل ترسانة المقاومة الفلسطينية، استعملته عناصر كتائب القسام مرتين على الأقل في استهدافها مروحيتين إسرائيليتين أواخر السنة الماضية، ما يشكل إضافة نوعية لقدرات المقاومة الفلسطينية، ورعباً جديداً للجيش الإسرائيلي.
ما صاروخ سام 18؟
صاروخ سام 18، هو صاروخٌ روسي الصنع، ينتمي إلى سلسلة صواريخ تسمَّى بـ"ستريلا"، ضمن عائلة الصواريخ المحمولة على الكتف للدفاع الجوي.
يصل مداه حتى 5.2 كيلومتر، ويعمل ضد الأهداف الجوية من ارتفاع 10 أمتار وحتى ارتفاع 3.5 كيلومتر، وتتمثل أهدافه فى جميع أنواع الطائرات، سواء المروحيات أم ذات الجناح الثابت.
كما أنّ هذا الصاروخ، بحسب الخبراء العسكريين، يوجَّه بالأشعة تحت الحمراء السلبية عبر قناتين، تعملان عند طول موجي من 3.5 إلى 5 ميكرونات، ويزن الصاروخ 11 كيلوغراماً، أما رأسه المدمر فلا يتعدى وزنه 2.2 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار.
ويتم إطلاق الصاروخ من فوق الكتف لضرب الأهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات منخفضة، وتصل سرعته إلى 600 متر في الثانية،
وتصل تكلفة الصاروخ الواحد 60 ألف دولار، أي إنه واحدٌ من أكثر صواريخ المقاومة تكلفة، إذ عُرف عن صواريخ المقاومة تكلفتها البسيطة وأداؤها المنفرد.
وكانت هذه المرة الأولى، التي تعلن فيها "القسام" استخدام هذا الطراز من "صواريخ كتف" الدفاع الجوي، حيث أعلنت سابقاً استخدام صاروخَي "سام 7″، و"سام 9" الأقل مدى وتطوّراً، في اشتباكات سابقة بعملية "طوفان الأقصى".
ما مميزات صاروخ سام 18؟
لا شكّ أنّ صاروخ سام 18 الروسي الصنع يعتبر الأكثر تطوّراً من الأجيال السابقة في عائلة صواريخ "سام"، وهو الصاروخ الذي بات يحمل اسم "إيغلا" بالشرق الأوسط، ومن أبرز قدراته، وفق تقارير عسكرية، أنه يعد من الأسلحة الفتاكة المضادة للطائرات، إذ يبلغ مداه الأقصى نحو 5 كيلومترات، كما يعمل ضد الأهداف الجوية من ارتفاع 10 أمتار حتى ارتفاع 3.5 كيلومتر.
أمّا محركه الصاروخي فيعمل بالوقود الصلب، ويتألّف طاقمه من فرد واحد فقط، إذ يطلقه المقاتل من فوق الكتف.
ويستهدف صاروخ سام 18 جميع المروحيات أو الطائرات ذات الجناح الثابت، إذ يوجَّه بالأشعة تحت الحمراء ووزنه نحو 11 كيلوغراماً، ورأسه المدمّر نحو 2.2 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار، ما يجعل تدمير المروحية أمراً مؤكداً في حالة إصابتها.
ويعدّ الصاروخ من إنتاج وحدات الصناعة العسكرية السوفييتية، إذ دخل الخدمة بالجيش الروسي عام 1983، وحالياً تستعمله جيوش أكثر من 33 دولة.
تثير مميّزات هذا الصاروخ قلق العديد من دول العالم، وفق وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، التي عزت ذلك إلى أنه بمثابة الحل الأمثل للدول الفقيرة، وحتى التنظيمات الصغيرة والقبائل في مواجهة القوات الجوية بالجيوش النظامية.
لماذا يشكّل هذا السلاح نقلة نوعية كبيرة للمقاومة الفلسطينية؟
تضاريس قطاع غزة المستوية في أكثر من موقع، والتي تجبر الطائرات المروحية الإسرائيلية على الإنزال في أماكن مستوية ومنخفضة، تزيد من نسبة نجاح المقاومة في استهداف وإصابة هذه الطائرات.
إذ تشكّل زاوية التصويب وتحديد الهدف في البيئة والتضاريس السهلة فرصة للمصوّب لإصابة الهدف بدقة.
إذ تم تصميم صاروخ سام 18 للاشتباك مع أهداف تُحلق على ارتفاع منخفض في دورات مباشرة وملاحقة في بيئات الفوضى وتشويش الأشعة تحت الحمراء.
وعند تعامله مع أهداف بطيئة أو تتراجع بشكل مستقيم، يقوم المقاتل المشغل بتتبع الهدف باستخدام المشاهد الحديدية في أنبوب الإطلاق ويطبق نصف الزناد.
يقوم الرامي بعد ذلك بسحب الزناد بالكامل عند تحديده الهدف، تسمى هذه الطريقة المشاركة اليدوية.
ويسمح الوضع التلقائي، الذي يُستخدم ضد الأهداف السريعة، لمطلق النار بالضغط بشكل كامل على الزناد بسحبة واحدة متبوعة بالقيادة الفورية والارتفاع الفائق لأنبوب الإطلاق.
وفقاً لموقع army recognition المتخصص، يستخدم SA-18 نظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء باستخدام منطق التقارب النسبي. يوفر النظام حماية أفضل ضد أجهزة التشويش الكهروضوئية؛ إذ تقدر احتمالية تدميره لهدفه بنسبة تتراوح بين 30 و48%، واستخدام أجهزة تشويش IRCM يقلل هذا إلى ما بين 24 و30% فقط.
يتكون نظام سام 18 من صاروخ محفوظ في أنبوب إطلاق مع مصدر إمداد بالطاقة وآلية إطلاق ومساعدات تدريب ومرافق صيانة، وهو ما يسهّل من طريقة استخدامه من قبل عناصر المقاومة.
أنواع أخرى من صاروخ سام 18
صاروخ سام 18، الذي وصل إلى أيدي مقاتلي كتائب القسام، ليس هو السلاح الأكثر تطوراً من هذا السلاح الفتاك، إذ هناك عدة نسخ مطوّرة من هذا السلاح هي:
Igla-1: هو نسخة مبسطة للإنتاج المبكر. ويعرف باسم SA-16 Gimlet. يبلغ أقصى مدى لها 5000 متر، ويمكنها الوصول إلى أهداف على ارتفاع أقصى يبلغ 2500 متر.
Igla-1E: وهو نسخة تصديرية. وقد تم تصديرها إلى عدد من البلدان.
SA-18 Grouse: تم اعتماده في عام 1983، وهو حالياً في الخدمة مع أكثر من 33 دولة، بما في ذلك روسيا.
Igla-D: وتعدّ نسخة تم تطويرها خصيصاً للقوات السوفييتية المحمولة جواً. يمكن تفكيك أنبوب الإطلاق الخاص بهذه النسخة وحمله في قسمين منفصلين لتقليل الأبعاد.
Igla-M: هو نسخة بحرية للقوارب البحرية. تسميتها الغربية هي SA-N-10 Grouse.
Igla-V: هو نسخة جو-جو تستخدم في طائرات الهليكوبتر.
Igla-N: هو نسخة ذات رأس حربي أكبر وأكثر قوة.
Igla-S: يشار إليها أحياناً باسم Igla-Super. وتعدّ نسخة محسنة من إيغلا، التي دخلت الخدمة مع الجيش الروسي في عام 2004. وهي معروفة باسم SA-24 Grinch. وهي سلاح أكثر كفاءة ومدى أطول (يصل إلى 6 كم). تم تجهيز الصاروخ بباحث بصري جديد ثنائي القناة مزود بوحدة منطقية. يتمتع بحصانة أعلى من التشويش بسبب انتقائية الهدف الجيدة ضد تداخل الخلفية.
يحتوي Igla-S أيضاً على وزن رأس حربي متزايد، وفتيل اتصال يعتمد على الليزر، ولحظة انفجار مثالية تعتمد على الخوارزمية ودقة عالية.
يتمتع Igla-S بنفس وزن وحجم الصاروخ الأقدم، بالإضافة إلى إجراءات الإطلاق/الصيانة المماثلة. وبفضل فاعليته القتالية العالية، يمكن استخدام نظام Igla-S للاشتباك مع صواريخ كروز والطائرات بدون طيار.
تم تصدير منظومات الدفاع الجوي المحمولة هذه إلى أرمينيا وأذربيجان والبرازيل وليبيا وسلوفينيا وتايلاند وفنزويلا وفيتنام وربما بعض البلدان الأخرى.
فيربا: وهو الإصدار الأحدث.. تم تطويره كبديل للأنظمة Igla وIgla-S. يستخدم ثلاثة أجهزة استشعار، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء القريبة والأشعة تحت الحمراء المتوسطة. تمت الموافقة على إنتاج نظام الدفاع الجوي هذا في عام 2011. واعتمدت القوات المسلحة الروسية نظام فيربا في عام 2014. وهو مزود برأس حربي يزن 1.5 كغم ويمكنه الوصول إلى أهداف على مسافة 6 كيلومترات وأقصى ارتفاع 4.5 كيلومتر.
Hwasung-Chong: هو نسخة كورية شمالية من Igla.
Grom هو النسخة البولندية من Igla. ففي أوائل التسعينيات، حصلت أجهزة المخابرات البولندية على خطط تصميم صاروخ إيغلا. دخل هذا الصاروخ الخدمة مع القوات المسلحة البولندية عام 1995.