مع استمرار الاعتداء الإسرائيلي على سكان مدن الضفة الغربية، بالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرضت مدينة يطا للاقتحام كذلك، لتُضاف إلى قائمة المدن الأخرى التي تم اقتحامها في الفترة الأخيرة.
وقد قامت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص على شابين فلسطينيين من مدينة يطا، إلا أن إصابتهما التي كانت على مستوى الأرجل وصفت بالبسيطة.
وتقع مدينة يطا على بعد 12 كم جنوباً بالقرب من الخليل، وعن القدس المحتلة حوالي 60 كم، وقد كانت تعتبر سابقاً قرية قبل توسيع مساحتها، التي أصبحت أكبر مقارنة بالسابق.
كل ما تريد معرفته عن مدينة يطا الفلسطينية
تعتبر مدينة يطا من المدن التابعة لمحافظة الخليل، وحسب "موسوعة القرى الفلسطينية"، فقد سميت بهذا الاسم، ومعناه الأرض المنبسطة أو المسطحة، نسبة إلى شكل الأرض التي تأسست بها.
وقد كانت تسمى في البداية، خلال العهد الروماني باسم "Ietaem"، لكنه تغير بعد ذلك، ليصبح يطا ويستمر إلى يومنا هذا.
وتعتبر المدينة من بين أكبر مدن الضفة الغربية، فيما تحتل المرتبة الثالثة على مستوى المدن الفلسطينية من حيث عدد السكان، إذ يصل عدد سكانها، حسب إحصائيات سنة 2018 إلى 167,424 نسمة.
يوجد جنوبَ مدينة يطا كلٌّ من بلدة تل السبع وبلدة السموع، ومن الجهة الشرقية البحر الميت، أمّا من الجهة الغربية فتوجد مدينة دورا.
وتمتاز المدينة بكونها تحتوي على العديد من المباني الأثرية القديمة، التي تعود إلى العهد الكنعاني، وحسب المصدر نفسه، هناك روايات تقول إن سيدنا زكريا عليه السلام سكنها، وفيها ولد له ابنه يحيى عليه السلام.
كما تقول الرواية نفسها إنه قد زارتها مريم العذراء أم المسيح عليه السلام، خلال زيارتها لقريبتها أم يحيى عليه السلام.
مدينة يطا.. الجغرافيا والمناخ
تم تأسيس مدينة يطا بشكل فعلي خلال فترة الحكم العثماني لفلسطين، وقد كانت عبارة عن قرية تابعة للخليل، إلا أن لها تاريخاً قديماً يعود إلى العهد الكنعاني، حيث سكن الكنعانيون القدماء فلسطين في العصور السابقة.
وصلت مساحة مدينة يطا، التي توسعت في ظل السلطة الفلسطينية سنة 2004، إلى ما يزيد عن 25 كيلومتراً مربعاً، إذ تمتد أراضيها حتى البحر الميت.
فيما تحتل الكتلة العمرانية المبنية للمدينة مع التجمعات السكانية القريبة منها ما يعادل مساحة تصل إلى 32 كيلومتراً مربعاً.
توجد وسط المدينة هضبة معدل ارتفاعها 820 متراً فوق سطح البحر (750-850 متراً) وتصنف المنطقة ضمن المناخ الدافئ.
إذ غالباً ما تشهد المدينة مناخاً حاراً وجافاً في فصل الصيف، والبرد والمطر في فصل الشتاء، أما شهرا يوليو/تموز وأغسطس/آب فيعتبران أحرّ شهور السنة، أما أكثر الأشهر برودة فهو يناير/كانون الثاني.
أماكن تاريخية في مدينة يطا
هناك العديد من المواقع الأثرية في مدينة يطا الفلسطينية في الضفة الغربية، من أبرزها نجد مقام الخضر في منطقة بيت عمرا، ومقام سطيح في وسط البلد.
كما يوجد في المدينة كذلك بقايا قصر الكرمل الذي يعود تاريخه إلى العصر الروماني الثاني، وإلى جانبه جامع وكنيسة في منطقة سوسيه، حيث وجدت بها النقوش والكتابات القديمة ورصفت أرضيتها بأحجار الفسيفساء الملونة، التي تم وصفها بأنها نادرة الوجود.