بعد قرابة الشهر من متابعة الأخبار المتعلقة بالحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام المختلفة، يصبح من المحتمل إصابة عدد من الأشخاص بعدة اضطرابات نفسية، من بينها الاكتئاب، أو القلق المفرط، أو الحزن الشديد، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
إذ إن التعرض لقدر كبير من الصور الصادمة والأخبار المحزنة يمكن بشكل كبير أن يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والعقلية للفرد.
تأثير الأخبار على الصحة النفسية
حسب ما نشرته جريدة "cnbc"، يقول أستاذ الطب النفسي إليان إيفانوف، في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه عند التعرض للأخبار والصور العنيفة، فإنه لا شيء جيداً يحدث في دماغ الإنسان، بل إنه يدخل في دوامة من الحزن الشديد، الشيء الذي يدفعه لاستهلاك المزيد من الأخبار دون توقف.
فيما يمكن أن تكون التأثيرات أكثر حدة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بشكل مسبق من بعض المشكلات النفسية، أو اضطرابات المزاج.
إذ إن هناك دائماً شعوراً بالريبة والخوف حول ما سيحصل في المستقبل، وما تطورات الحرب، وكل ما يمكن أن يحدث في الساعات والأيام المقبلة، الشيء الذي يزيد حالة القلق، والإصابة بعدة أمراض نفسية مختلفة.
ومن أجل الحد من هذه الأعراض كاملة، مع الاستمرار في متابعة الأخبار، وعدم الانقطاع عنها بشكل كامل، يمكن اتباع هذه النصائح، التي يحددها أطباء نفسيون.
1- التقليل من مصادر متابعة الأخبار
أليسون هولمان، أستاذة العلوم النفسية بجامعة كاليفورنيا في إيرفين الأمريكية، تقول إنه من الجيد تحديد مصادر متابعة الأخبار، التي لا يجب أن تتعدى مصدرين أو 3 على الأكثر.
إذ يمكن اعتماد مصادر الأخبار هذه التي تكون موثوقة، والاكتفاء بها فقط، دون الاطلاع على مصادر أخرى، ما يقلل من التعرض الزائد للأخبار بشكل يومي.
وعند تطبيق هذه الطريقة، يكون من الجيد كذلك تقليل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الصفحات التي تنقل أخباراً بشكل دوري، أو تنشر صوراً جد مؤلمة أو دامية.
2- تحديد زمن للتصفح
لا تحتاج متابعة الأخبار استهلاك ساعات طويلة من اليوم لمعرفة كل ما يدور من مستجدات حول الموضوع الذي تتم متابعته.
إذ تقول أليسون هولمان إنه من الجيد تحديد وقت محدد للتصفح كل يوم، يمكن أن لا يزيد عن 20 دقيقة صباحاً للقراءة.
فيما يمكن تخصيص نفس الفترة الزمنية في المساء بعد العودة من العمل، أو الانتهاء من الأنشطة والمهام النهارية، التي لا يجب التوقف عنها مهما حصل.
3- ركز على القراءة وتجنُّب مشاهدة الصور
تزيد الصور ومقاطع الفيديو المصورة في التأثير على الصحة النفسية والعقلية للفرد بشكل سلبي، وذلك لأن 80% من المعلومات التي يتلقاها الدماغ تأتي من إشارات بصرية.
ومن أجل تفادي التعرض لأي أضرار على المدى البعيد خلال متابعة الأخبار، يكون من الجيد الاكتفاء بالقراءة فقط، والابتعاد قدر الإمكان عن مشاهدة الصور والفيديوهات.
وفي هذه الحالة يمكن استثناء منصات مواقع التواصل الاجتماعي من مصادر الأخبار الخاصة بالحرب، للتقليل من التعرض للصور التي يمكن أن تشرحها الكلمات، وتبين مدى فظاعة ما يقوم به الاحتلال.
4- الاهتمام بالجسم وعدم إهماله
عند الانغماس في متابعة الأخبار والشعور بألم الآخرين، يصبح الشخص غير مهتم بنفسه، وجسمه، وغير مبالٍ بنظافته الشخصية، وصحته البدنية، وتغذيته، وطريقة تعامله مع ذاته.
إلا أن هذا التصرف يعتبر خاطئاً، بل يجب محاولة إعطاء وقت كافٍ للنفس والجسم، من خلال الاهتمام به كما هو الحال في الأوقات العادية.
لذلك يجب تحديد وقت الاستحمام، والاستمتاع بهذه اللحظات، ثم تناول وجبات صحية، وممارسة الرياضة قدر الإمكان، ثم القيام ببعض الأنشطة المسلية مثل التسوق، او مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تحبها.
5- اشحن طاقتك من جديد
من الضروري في هذه الفترة الشعور بالطاقة الإيجابية، من خلال التواجد في فضاءات اجتماعية محببة، مثل التجمعات العائلية، أو مع الأصدقاء، ومشاركة التجارب والمشاعر اليومية معهم.
يمكنك كذلك الانخراط في أنشطة جديدة تمنعك من العزلة والانغماس في الأخبار المحزنة بمفردك، والقيام بالرياضة، والانخراط في ورشات أنشطة فنية مختلفة، مثل الرسم أو النحت أو الموسيقى.
كما يمكن القيام ببعض أنشطة الاسترخاء والتأمل، أو الانغماس في القيام ببعض الوصفات في المطبخ ومشاركتها مع أفراد العائلة.