في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تتفاخر بامتلاكها "قبة حديدية" متطورة لا يمكن اختراقها، استطاعت المقاومة الفلسطينية تحطيم هذه الأسطورة واختراق الدفاعات الإسرائيلية والتوغل إلى داخل المناطق المحتلة، من خلال طريقة بسيطة وذكية جداً، وهي "الطيران المظلي"، فكيف حصل ذلك؟
الطيران المظلي الذي استخدمته المقاومة الفلسطينية لاختراق القبة الحديدية
بداية، فإن نظام القبة الحديدية هو نظام دفاع جوي أرض-جو قصير المدى نشرته إسرائيل في الكثير من المواقع لمواجهة أي هجمات صاروخية وقذائف هاون وقذائف مدفعية والمركبات الجوية.
يصل مدى نظام الدفاع الجوي إلى حوالي 70 كم، وتعمل من خلال تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها.
وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
كيف تعمل القبة الحديدية؟
عندما يتم إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل، يكتشف رادار الكشف والتتبع المسار القادم وينقل المعلومات إلى نظام التحكم في الأسلحة، الذي يقوم بإجراء حسابات سريعة ومعقدة للكشف عن المسار والسرعة والهدف المتوقع للصاروخ.
ومن ثم تقوم منصة الإطلاق بإطلاق صاروخ "تامير" تلقائياً لتدمير الصاروخ في الجو لتحييد التهديد.
وتتكون البطارية الواحدة من ثلاث إلى أربع قاذفات، وتمتلك إسرائيل ما لا يقل عن 10 قاذفات.
وتدعي الشركة المصنّعة لنظام القبة الحديدية – نظام رافائيل للدفاع المتقدم، أنها حققت معدل نجاح يصل إلى 90%.
وبحسب تقديرات مختلفة، فإن سعر صاروخ "تامير" الواحد يتراوح بين 20 ألف دولار و100 ألف دولار، وفقاً لما ذكرته شبكة NDTV.
ومن بين الأمور التي ساعدت هذه الطائرات على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية صغر حجم ما يسمى بـ"المقطع العرضي للرادار" أو ما يطلق عليها أيضاً "البصمة الرادارية" التي كلما زاد حجمها كان كشف الطائرة أسهل.
المقاومة الفلسطينية اخترقت القبة الحديدية بأقل التكاليف
في صباح يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجد نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي نفسه عاجزاً بعد وابل من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في فترة زمنية قصيرة، مما جعل من الصعب على نظام التحكم اعتراض جميع الأهداف.
المقاومة الفلسطينية كانت تتوقع حصول هذا التشتت في منظمة القبة الحديدية، فكانت قد جهزت أيضاً "الطيران المظلي" لنقل المقاتلين من غزة إلى مستوطنات غلاف غزة.
السر في تشتت منظمة القبة الحديدية هو ما يدعى "البصمة الرادارية"، أو كما يطلق عليها أيضاً "المقطع العرضي للرادار".
البصمة الرادارية للمقاتلات وفقاً لما ذكره موقع Defense Arabia المتخصص بالأخبار العسكرية هي مدى ظهور المقاتلة على شاشة الرادار.
مبدأ عمل الرادار هو إرساله لموجات رادارية، وعند اصطدام هذه الموجات بأي جسم في الهواء، فإن بعضاً من هذه الموجات يرتد ويعود إلى المستقبل (receiver)؛ حيث يظهر الهدف الذي تم كشفه على الشاشة.
في حين تعتمد هذه البصمة على عدة عوامل منها:
- شكل الطائرة الهندسي
- المواد المستخدمة في صنع الطائرة
- نوع الطلاء الممتص لموجات الرادار
- والعديد من الأمور الأخرى
وبالتالي، فإن لكل جسم متحرك بصمة رادارية مختلفة، على سبيل المثال، فإن القاذفة الاستراتيجية الأمريكية "Boeing B-52 Stratofortress"، لديها بصمة رادارية تتجاوز 100 متر مربع.
في حين أنّ البصمة الرادارية لمقاتلة F-16 تقدر بــ5 أمتار فقط، وهو ما يمكن وصفه بأنه بصمة رادارية منخفضة، في حين أنّ بصمة F-35 الرادارية تقدر بحجم كرة الغولف فقط.
أما الطيران المظلي الذي استخدمه مقاتلو المقاومة الفلسطينية، فتقدر بصمته بــ5 أمتار فقط، أي مثله مثل بصمة مقاتلات F-15.
وعلى الرغم من أنّ القبة الحديدية بإمكانها رصد "الطائرات المظلية" الفلسطينية، فإن المقاومة كانت تعلم تماماً أنّ الرادار مطالب أيضاً في حال نجاحه باكتشاف "الطيران المظلي" بتحديد ماهية الجسم عبر قياس سرعته.
ولذلك قامت طائرات المقاومة الفلسطينية المظلية بالطيران بسرعة بطيئة جداً، تماثل سرعة "الطيور" كما حلقت على ارتفاعات منخفضة، تزامن ذلك مع قيام المقاومة أيضاً برشق قوات الاحتلال بوابل من الصواريخ في فترة زمنية قصيرة، ما جعل من الصعب على نظام التحكم اعتراض جميع الأهداف، كما أصابه الارتباك عند تحديد الأهداف التي يجب التعامل معها أولاً.
البصمة الرادارية لأشهر الطائرات الحربية في العالم
طائرة Su-27: 15 متر مربع
طائرة Su-30 الهندية: 4 متر مربع
قاذفة B1: 10 متر مربع
قاذفة B52: 100 متر مربع
طائرة MiG-21: 3 متر مربع
طائرة F-16 النسخة الأولية: 5 متر مربع
طائرة F-16 النسخة الحديثة من فئة C/D: متر مربع
طائرة F-35: 0.005 متر مربع
طائرة F-117: 0.003 متر مربع
طائرة F-22 الحديثة: 0.0001 متر مربع