قال خبير عالمي في علوم الحاسب ورئيس إحدى الجامعات، إنه ينبغي اختبار الأطفال حول أفضل سبل استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات والإجابة على الأسئلة، وليس تكليفهم بفعل هذه المهام بأنفسهم، مشيراً إلى أن "المقال المدرسي التقليدي" سيصير جزءاً من الماضي.
ويدعو البروفيسور جوه ييكي، أستاذ علوم الحوسبة وعميد جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، في المقابل إلى تعليم الأطفال كيفية حث الذكاء الاصطناعي على كتابة مقالة جيدة لهم، تكون أفضل من العمل الذي ينتجه زملاؤهم في الفصل بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
وقال جوه، خبير الذكاء الاصطناعي، الذي عمل في إمبريال كوليدج لندن لمدة 34 عاماً، إنَّ الأطفال لم يعودوا بحاجة إلى حفظ الحقائق. وأضاف أنَّ الامتحانات والاختبارات التي تُقيِّم التعلُّم عن ظهر قلب تحتاج إلى مراجعة، إلى جانب الواجبات المنزلية؛ لأنَّ المهارات التي تُصقِلها لم تعُد لها فائدة.
تغييرات في طرق التعليم بسبب الذكاء الاصطناعي
كما تابع أنَّ أية مقترحات لإصلاح شهادة الثانوية العامة أو المستوى A (شهادة التفوق في مادة معينة)، التي لا تأخذ الذكاء الاصطناعي في الاعتبار ستترك التلاميذ غير مستعدين للتعامل مع عالم الأعمال أو مواصلة الدراسة الأكاديمية.
وأوضح جوه: "مع تقدم الذكاء الاصطناعي، يجب أن يتغير الغرض من التعليم. إذ تعني محركات البحث أنك لم تعُد بحاجة إلى تذكر الحقائق بعد الآن؛ لذلك لا نحتاج إلى سؤال أطفالنا واختبارهم بشأن ما يمكنهم الاحتفاظ به في ذاكرتهم".
وأشار: "سيتمحور التدريس حول تشجيع التلاميذ على مزيد من التفكير والشك وطرح الأسئلة. وأعتقد أنَّ هذا سيكون تغييراً إيجابياً".
ويرى جوه أنه لا ينبغي للمعلمين النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره صديق الغشاشين؛ "بل يجب على المعلمين بالفعل تشجيع طلابهم على التفكير في المُدخلات التي يحتاجونها لمطالبة الآلة بكتابة المقالات نيابةً عنهم. فهذا لن يساعد الطالب على تنظيم تفكيره فحسب، بل سيجهزه أيضاً للمستقبل".
ولفت جوه: "إذا طرح المعلم سؤالاً مملاً [للواجب المنزلي]، فمن المحتمل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من توليد إجابة مناسبة. ولا أعتقد أنه يمكنك إلقاء اللوم على التلاميذ الذين يستخدمون هذه التكنولوجيا. بل يحتاج المعلمون إلى التركيز أكثر على تشجيع تلاميذهم على تطوير تفكيرهم النقدي، وتثقيفهم حول قيمة الإشارات المرجعية وتقصي الحقائق".
وأشار جوه إلى أنه "لا ينبغي أن يكون الواجب المنزلي عبارة عن كتابة مقال، بل يجب تبني التفكير النقدي في كيفية التخطيط للمقال" مؤكداً على حاجة المعلمين إلى تعليم تلاميذهم، حتى الصغار منهم، كيفية التحدث إلى الآلات، حتى يحاول كل طالب إنتاج محتوى أفضل من أقرانه.
استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم
وأشارت دراسة أُجرِيَت على 1000 طالب ثانوي إلى أنَّ 42% منهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مسائل الرياضيات، بينما يستخدمه 41% للمساعدة في كتابة المقالات باللغة الإنجليزية.
ويزور جوه المملكة المتحدة حالياً لمناقشة الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم والتعاون البحثي بين مؤسسته والجامعات البريطانية.
وهذا العام، سمحت جامعة جوه -جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا- رسمياً باستخدام الطلاب لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، بما في ذلك ChatGPT. ويُشجَّع الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي للبحث والعصف الذهني، والتقييم النقدي للمعلومات التي يُولِّدها. ويمكنهم أيضاً استخدامه لتنظيم مناقشاتهم وصياغة مسودات المقالات.
وفي يونيو/حزيران، أطلقت وزارة التعليم البريطانية دعوة للحصول على أدلة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم في إنجلترا، والفرص والمخاطر التي يمثلها. ومن المقرر نشر النتائج في وقت لاحق من هذا الخريف.