إضافةً إلى اليوم العالمي لصغار القطط، واليوم العالمي للقطط، واليوم العالمي لعناق القطط؛ استُحدث منذ سنواتٍ يومٌ عالمي للقطط السوداء، يهدف إلى التخلُّص من كل المفاهيم الخاطئة المتعلقة بها.
بعض الناس يعتبرها نذير شؤمٍ، والبعض الآخر ينظر إليها على أنها شريرة ومؤذية. وهناك من يعتبر أنه، في حال ظهرت لك القطة السوداء في المنام، فهذه إشارة إلى أنك محسودٌ من شخصٍ ما سيسبّب لك كثيراً من الأزمات.
حقائق عن القطط السوداء
خلافاً لكلّ تلك الأساطير، قرر مواطنٌ أمريكي -يُدعى واين موريس– تقدير هذا النوع من الحيوانات الأليفة في العام 2011؛ تكريماً لشقيقته وقطّها "سندباد" الأسود، الذي عاش معها 20 سنة وتوفيا في العام نفسه.
وبالفعل، نجح موريس بتخصيص يومٍ عالمي لتكريم القطط السوداء في 27 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، على أمل تبديد جميع الخرافات التي لطالما ارتبطت بها. ولمساعدته في ذلك، هذه بعض الحقائق عن القطط السوداء:
1- رمزٌ للحظ السعيد
كثيرةٌ هي الأماكن التي لا يتم فيها وصم القطة السوداء بالحظ السيئ. في اليابان مثلاً، وإذا كنتِ امرأة عزباء، يعتقد الناس أن امتلاك قطة سوداء يزيد من عدد "العرسان". وفي ألمانيا، فإن مرور قطة سوداء أمامك من اليسار إلى اليمين، هو فأل حسن.
وفي حال ظهرت قطة سوداء لا تعرفها على شرفتك في اسكتلندا، يُقال إن ذلك يُنبئ بالرخاء الوشيك. وفي فرنسا، اعتقد الناس منذ فترة طويلة أنه إذا واجهتم قطة سوداء عند مفترق طرق تتقاطع فيه 5 طرق، فإن ذلك سيقودك مباشرةً إلى كنز.
2- قطط بومباي الشهيرة من صنع الإنسان
وفقاً لموقع Mental Floss الأمريكي، توجد 22 سلالة مختلفة من القطط السوداء، مثل: قط الغابة النرويجي، وقط البوبتيل الياباني، والطية الاسكتلندية. لكن سلالة بومباي هي الأكثر شهرة بين الناس (قطة سوداء مع عيون نحاسية وفراء قصير).
وليس صدفة أن تتشابه القطط السوداء مع الفهد الأسود، بل إن سلالة بومباي من القطط وُلدت على يد الإنسان.
ففي خمسينيات القرن العشرين، قامت سيدة أمريكية تُدعى نيكي هورنر بتربية القطط البورمية والأمريكية قصيرة الشعر منذ العام 1945. وفي عام 1958، قررت تجربة التهجين في محاولة لإنشاء فهدٍ أسود صغير.
بدأت بتهجين قطٍ أمريكي أسود قصير الشعر مع قط بورمي سمور، على أمل أن يكون فهدها الصغير على شكل قطة بورمية، إلا أن محاولتها باءت بالفشل.
وبعد مرور عامين فقط، وبعد العديد من الاختبارات، نجحت في الحصول على القطة السوداء التي طالما حلمت بها: ذات مظهر مهيب، وفراء أسود بالكامل، مع عينين نحاسيتين لامعتين.
وهكذا وُلدت قطة بومباي، التي لا تعود أصولها إلى الهند -كما قد يظنّ البعض- بل إن الاسم يأتي من مدينة بومباي (مومباي حالياً)، نظراً لاحتوائها على الفهود السوداء.
3- هي أفضل صديق للبحارة
لم يتم الترحيب بالقطط السوداء على متن السفن البريطانية، لاصطياد الفئران وحسب، بل اعتقد البحارة عموماً أن هذه القطط على وجه الخصوص من شأنها أن تجلب الحظ السعيد، وتضمن العودة الآمنة إلى الوطن.
كانت هناك العديد من هذه القطط في التاريخ البحري. تيدلز (Tiddles) مثلاً، وهو قط أسود كبير الحجم، سافر أكثر من 30 ألف ميل مع البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد كانت هوايته المفضلة اللعب بحبل الجرس على متن السفينة.
4- اللون الأسود قد "يصدأ"
هناك لونان أساسيان للقطط، الأسود والأحمر، ويُطلق على هذين اللونين اسم "الألوان المهيمنة". وبطريقةٍ ما، يرتبط لون جميع القطط بهذين اللونين، إن كان من خلال تغيير اللون أو عبر تغطيته. هناك أيضاً لون "مخفف" من كل لون.
انطلاقاً من هنا، فإن التعرض الشديد للشمس يمكن أن يؤدي إلى تحلل الصبغة السوداء في فراء بعض القطط، لتكشف عن خطوطٍ كانت غير مرئية في السابق. ويمكن لنقص التغذية أن يؤدي إلى النتيجة نفسها، فيتحول لون القطط السوداء إلى البني الصدئ.
5- اللون الأسود يحميها من الأمراض
رغم أن لونها هو ما يمنحها السمعة السيئة، فقد تكون القطط السوداء محمية بسبب هذا اللون. فقد وجد فريق من المعهد الوطني للسرطان وجامعة ميريلاند أن بعض الطفرات الجينية المسؤولة عن منح القطة اللون الأسود، موجودة لدى البشر في جينات مرتبطة بمقاومة أمراض، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
يعتقد بعض العلماء أن لون هذه القطط قد يكون مرتبطاً بمقاومة الأمراض، ويأملون بإيجاد علاجٍ نهائي للإيدز مع رسم المزيد من جينومات القطط.
6- هناك مقهى مخصص للقطط السوداء
القطط السوداء هي أبرز وأهم ما يميّز مقهى Nekobiyaka في مدينة هيميجي اليابانية، وزواره مدعوون لمداعبة هذه القطط واللعب معها، من دون تبنيها.
واللافت أن أصحاب المقهى يضعون سواراً ملوناً مختلفاً حول رقبة كل قطة سوداء، من أجل تمييز الواحدة عن الأخرى، انطلاقاً من فكرة أن القطط ليست متشابهة. فلكلّ قطة شخصية خاصة بها، ومختلفة عن الأخرى.