ألغت شركة تكنولوجية تجربتها بتكثيف أسبوع العمل في أربعة أيام بعدما وجدت أنَّ هذا المخطط يزيد من إجهاد الموظفين ويجعلهم غير سعداء ولم يحسّن الإنتاجية.
كانت شركة Krystal، وهي شركة خدمات إنترنت في لندن، تبنّت نظام 4 أيام عمل أسبوعياً في يونيو/حزيران الماضي، قائلة إنها ستطبق التجربة لمدة ستة أشهر، وكان الهدف هو تحسين رفاهية الموظفين، وبالتالي تقديم خدمة أفضل للعملاء.
واستشهدت الشركة ببحث يقول إنَّ العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع يرفع الإنتاجية بنسبة 40%، وفق صحيفة The Times البريطانية.
وقت الراحة الإضافي لم يزِد الإنتاجية
ومع ذلك، اعترف سيمون بلاكلر، مؤسس الشركة، بأنَّ التجربة فشلت، وقال إنَّ الموظفين صاروا أكثر توتراً عندما حاولوا إكمال نفس القدر من العمل في وقت أقل، وساءت خدمة العملاء عبر خط المساعدة الخاص بالشركة.
وكتب بلاكلر في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى العملاء: "بينما استفاد أعضاء الفريق من يوم إجازة إضافي، اكتشفنا أنَّ وقت الراحة الإضافي لم يزِد الإنتاجية بنسبة الـ20% اللازمة لتعويض ما الوقت المفقود".
وأضاف: "بينما كافح الفريق بقوة مثيرة للإعجاب لإنجاز العمل والرد على العملاء بأسرع ما يمكن، إلا أنَّ ذلك كان له تكلفة، فقد صار وقت العمل الآن أكثر إرهاقاً من ذي قبل.. وهو عكس ما كنا نحاول تحقيقه".
كما أشار إلى أنه "أثناء الفترة التجريبية، ربما واجه عملاؤنا دعماً أبطأ مما اعتادوا عليه أو لم يكن بالجودة المعتادة. لذا نود الاعتذار عن ذلك ونؤكد لكم أنَّ الأمور ستعود إلى طبيعتها الأسبوع المقبل".
ولم تكن التجربة فاشلة تماماً
وأشار إلى أنَّ العودة إلى أسبوع عمل مدته خمسة أيام تبدأ اليوم الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول، مضيفاً: "على الرغم من أنَّ النتيجة لم تكن كما توقعنا، لكنني سعيد بالمحاولة. كانت نوايانا طيبة، ولم تكن التجربة فاشلة تماماً. وبعد الاستماع إلى التقييم، أجرينا تعديلاً كبيراً، وآمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين التوازن بين العمل والحياة الخاصة بالموظفين مع عدد أقل من التضحيات من أجل تحقيق هذا التوازن؛ ويمكن للموظفين الآن إنهاء العمل في الساعة 5 مساءً بدلاً من 6 مساءً والحصول على المزيد من الوقت في المساء".
وفي وقت سابق من هذا العام، كُشِفَت نتائج أكبر برنامج تجريبي لأسبوع عمل مدته أربعة أيام في العالم، وأشاد الأكاديميون والشركات المشاركة في المشروع به ووصفوه بأنه "نجاح باهر".
وأفادت التجربة، التي أجرتها جامعة كامبريدج وحملة "أسبوع عمل من 4 أيام عالمياً"، بأنَّ التحول إلى هذا النظام أدى إلى زيادة الإيرادات مع تحسين سعادة الموظفين وتقليل الإرهاق، ومع ذلك، يُقال إنَّ ليز واتس، الرئيس التنفيذي لمجلس مقاطعة جنوب كامبريدجشير، الذي شارك في الدراسة، عدّلت التقرير حول التجربة لتظهره بمظهر أكثر إيجابية.
وقد اتُهِمَت ليز واتس بـ"التستر" على النتائج الحقيقية بعدما طلبت إزالة اقتباس من أحد المديرين، الذي قال إنهم في بداية التجربة كانوا ينجزون العمل غير المُكتمِل في أيام إجازتهم، وكان لذلك تأثير سلبي في رفاههم.
وواجه الأكاديميون في جامعة كامبريدج أيضاً تساؤلات حول استقلالية تقييمهم اللامع للتجربة بعدما تبيَّن أنهم سمحوا للمجلس بتعديل تقريرهم.