توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص محبي السهر في الليل يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مقارنة بمن يستيقظون في الصباح الباكر، بحسب شبكة فوكس نيوز الأمريكية، السبت 22 سبتمبر/أيلول 2023.
ووجدت الدراسة، أن الأشخاص الذين يقضون الليل مستيقظين، أكثر عرضة بنسبة 54% لتطوير "عادات نمط حياة غير صحية".
ونتيجة لذلك، فإن الأشخاص الذين يفضلون البقاء مستيقظين في وقت متأخر من الليل والاستيقاظ في وقت متأخر من الصباح، هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة 19%، وفقاً لموقع Medical News Today.
السكري من النوع الثاني
والسكري من النوع الثاني أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الأنسولين أو عدم كفاية كمية الأنسولين المنتجة في البنكرياس، وذلك نتيجة لعدة عوامل، أهمها زيادة الوزن وقلة النشاط البدني. ويطلق عليه أيضاً اسم السكري غير المعتمد على الأنسولين وسكري البالغين.
الدراسة الصادرة عن مستشفى بريغهام والنساء في ماساتشوستس، بحثت في الأنماط الزمنية- أو الوقت من اليوم الذي يميل الناس إلى الانجذاب إليه- بين 63676 ممرضة تتراوح أعمارهن بين 45 و62 عاماً.
ومن بين جميع المشاركات، عرّف 11% عن أنفسهن بأنهن يمتلكن نمطاً زمنياً "مسائياً محدداً"، بينما قال 35% إن لديهن نمطاً زمنياً "صباحياً محدداً".
وقامت الممرضات المشاركات بملء "استبيان الصباح والمساء" كل عامين، من عام 2009 إلى عام 2017، وقام الاستبيان بقياس سلوكيات نمط الحياة لديهن، مثل جودة النظام الغذائي، والنشاط البدني، وتناول الكحول، و"مؤشر كتلة الجسم"، والتدخين، ومدة النوم، ولم يكن لدى أي من المشاركات تاريخ من السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري في بداية الدراسة.
الأنماط الزمنية
إلى ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن الممرضات في منتصف العمر اللاتي لديهن "نمط زمني مسائي"، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن سلوكيات غير صحية، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري، مقارنة بـ"الأنماط الزمنية الصباحية"، والتي شملت التدخين، وعدم كفاية النوم، وقلة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي منخفض الجودة.
وقبل الأخذ في الاعتبار عوامل أسلوب الحياة، كانت الممرضات اللاتي لديهن "نمط زمني مسائي" أكثر عرضة بنسبة 72% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
لكن كانت مفاجأة الدراسة أنه بعد مراعاة عوامل أسلوب الحياة، ارتبطت النساء اللاتي يسهرن الليل بزيادةٍ نسبتها 19% في خطر الإصابة بالمرض، وهذا يثير احتمال أن يؤدي عدم التوافق بين النمط الزمني وجدول العمل إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
في السياق، أوضحت الدراسة أن الأنماط الزمنية متشابكة مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، الذي يحكم العمليات الفسيولوجية الحرجة مثل إفراز الهرمونات، أي إن اختلالاً في هذه الهرمونات يمكن أن يعطل استقلاب الغلوكوز.
كما أشارت الدراسة إلى أن ما يضيف طبقة أخرى من التعقيد هو دور الميلاتونين، المعروف باسم هرمون النوم، والذي ثبت أنه يؤثر على إفراز الأنسولين، وقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من تأخر إفراز الميلاتونين صعوبات في تحمّل الغلوكوز، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري.