تجلى "الخروف الأسود" وسط صفوف من الخراف البيضاء بصورةٍ بارزة على سترة الأميرة ديانا الحمراء الزاهية في عام 1981، والآن بعد عقود من وفاتها، بيعت السترة الشهيرة بمبلغ 1.14 مليون دولار في نيويورك الأسبوع الماضي، محطمة بذلك الأرقام القياسية للمزادات، بحسب ما قالت صحيفة Washington Post الأمريكية 16 سبتمبر/أيلول 2023.
كانت الأميرة، التي حملت آنذاك اسم الليدي ديانا سبنسر، تتمتع بشعبية واسعة بين عامة الناس، لكن وسائل الإعلام الشعبية البريطانية كانت تلاحقها بانتظام خلال حياتها. لقد أثارت ضجة عندما ارتدت القطعة الصوفية المميزة لأول مرة قبل زواجها من الأمير تشارلز -الملك تشارلز الثالث الآن.
بيعت السترة، المعروفة الآن في الصحافة البريطانية باسم "سترة الخروف الأسود"، لمزايد مجهول مقابل 1.14 مليون دولار في دار سوثبي للمزادات في نيويورك، خلال مزاد أيقونات الموضة الافتتاحي في وقت متأخر من يوم الخميس، 14 سبتمبر/أيلول، متجاوزة بشكل كبير تقديرات ما قبل المزاد البالغة 80 ألف دولار.
وقالت دار سوثبي في بيان إن المزاد سجل "رقماً قياسياً جديداً لأي قطعة من الملابس ارتدتها الأميرة الراحلة، فضلاً عن كون تلك أغلى سترة بيعت في مزاد على الإطلاق". حطمت سترة الخروف الأسود الرقم القياسي السابق لسترةٍ خضراء ترجع إلى الموسيقي كورت كوبين، بيعت مقابل 334 ألف دولار في عام 2019.
وقالت دار المزادات إن سترة ديانا حصلت على 44 عرضاً من 12 دولة، وبلغت ذروتها في جولة أخيرة بعد معركة مزايدة استمرت 15 دقيقة. وقد ارتدته أثناء حضورها إحدى مباريات البولو التي أقامها تشارلز، عندما كان عمرها 19 عاماً.
تضمّنت مجموعة المزاد رسالتين رسميتين مرسلتين من قصر باكنغهام في عام 1981 إلى شركة التصميم الصغيرة في لندن Warm & Wonderful يشرحان بأدبٍ جم أن السترة بها سوار تالف ويطلبان إصلاحها أو استبدالها.
أرسل مؤسسا الشركة، جوانا أوزبورن وسالي موير، سترة بديلة جديدة ارتدتها ديانا مرة أخرى في عام 1983 لحضور مباراة بولو أخرى. وقالت دار سوثبي إن أوزبورن عثرت على النسخة الأصلية التالفة في صندوق نبيذ صغير هذا العام. وأكدتا بعد ذلك أنها سترة الأغنام الأصلية التي ارتدتها الأميرة ديانا منذ أكثر من 40 عاماً وطُرِحَت للبيع.
وقالت المؤسِّستان في بيان: "منذ أن عثرنا على السترة في مارس/آذار 2023، ونحن نستعيد الذكريات الجميلة للأميرة ديانا"، وأضافتا: "نحن مدينتان لها إلى الأبد" لتأثيرها على شركتهما الصغيرة.
إحدى أكثر السمات الجذابة لديانا هي أسلوبها في الموضة، الذي اختلف بشكل كبير عن أسلوب أسلافها وتحدى التوقعات المجتمعية، وفقاً لما ذكرته دار سوثبي للمزادات. لم تخجل ديانا من الإدلاء بتصريحات بشأن اختياراتها في الملابس، والتي فسرها كثيرون على أنها مختلفة حقاً.
كان من المعروف أن ديانا تخرق البروتوكولات الملكية. لقد تصدرت عناوين الصحف العالمية عندما عانقت طفلاً مصاباً بالإيدز في هارلم عام 1989، وهو الوقت الذي اعتقد فيه كثيرون بشكل خاطئ أن المرض يمكن أن ينتقل عن طريق العناق.
وتصدّرت عناوين الأخبار كذلك عندما سارت عبر حقل ألغام مميت في أنغولا لرفع مستوى الوعي حول الألغام الأرضية. أدى عملها الخيري إلى تلقيبها بـ"أميرة الشعب".
قبل ديانا، كان بروتوكول العائلة المالكة في كثير من الأحيان يفترض ارتداء "الملابس المحافظة والرسمية والتقليدية"، كما تشير سوثبي. لكن خيارات الموضة في بريطانيا في الثمانينيات كانت تميل إلى الألوان الجريئة والمطبوعات.
تشمل قطع الأزياء الأخرى، التي لا تُنسَى لديانا، الفستان الأسود القصير الذي ارتدته عام 1994، والذي أطلق عليه اسم "فستان الانتقام" وصممته المصممة اليونانية كريستينا ستامبوليان.