قالت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2023، إن الحكومة تنوي حظر السجائر الإلكترونية "التي تستخدم لمرة واحدة"، في سياق الخطة الوطنية لمكافحة التدخين، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي مقابلة مع إذاعة RTL، أوضحت إليزابيث أن الحكومة "ستقدم قريباً خطة وطنية جديدة لمكافحة التدخين، تتضمن حظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، المعروفة باسم (سجائر النفخ) Puffs، والتي صارت تنشر عادة التدخين السيئة بين الشباب".
آلاف الوفيات
يأتي الإعلان عن ذلك في وقت تضع فيه الحكومة الفرنسية اللمسات الأخيرة على ميزانية عام 2024، والتي اشتملت على خطة أوسع نطاقاً لمكافحة التدخين، الذي قالت رئيسة الوزراء إنه يتسبب في وفاة 75 ألف شخص من سكان البلاد كل سنة.
في السياق، قالت رئيسة الحكومة إن الخطة التي تتضمن زيادة ضريبية أخرى على السجائر، "لكن هذا لا يعني أننا لسنا منتبهين إلى مخاطر استهلاك التبغ"، مشيرة إلى أن الخطة تسعى إلى الحدِّ من استعمال السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، لأنها بوابة لنشر التدخين.
كما أبدت إليزابيث تخوفها من استهداف المراهقين بالسجائر ذات النكهات المحببة، مثل حلوى الثلج والخطمي والعلكة التي تذكرنا بحلويات الطفولة، والتي يتراوح سعرها بين 8 يورو (8.6 دولار) إلى 12 يورو (13 دولاراً) في مقابل 500 "نفخة" للسيجارة.
من جهته، قال فرانسوا براون، وزير الصحة الفرنسي، إن حكومة إيمانويل ماكرون وإن لم تكن تحظى بأغلبية النواب في البرلمان، إلا أن وزراءها "عازمون على التعاون مع المشرعين من الأحزاب الأخرى" للاتفاق على مشروع قانون الحظر. وصرح بأن القانون قد يصدر "قبيل نهاية هذا العام".
تطلع دول أوروبية
لا يقتصر الأمر على فرنسا، فكثير من الدول الأوروبية تتطلع إلى حظر هذه السجائر. وقد حظرت بلجيكا بيعها عبر الإنترنت، وتُجري أيرلندا مشاورات وطنية لحظرها، كما حظرت الحكومة الألمانية السجائر الإلكترونية ذات النكهات، ونبَّه مسؤول مكافحة المخدرات بالبلاد إلى أن هذه الخطوة ليست سوى بداية.
أما أكثر الإجراء حزماً، فجاء من أستراليا، التي حظرت بيع السجائر الإلكترونية إلا بوصفةٍ طبية، وخفضت محتواها من النيكوتين، وقيَّدت نكهاتها.
كما اتخذت نيوزيلندا خطوات مماثلة، ففرضت حظراً على معظم أنواع السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، وأقرت قيوداً على تسويقها للأطفال، منها حظر متاجر السجائر الإلكترونية بالقرب من المدارس، وإصدار لوائح تلزم الشركات الإفصاحَ عن أوصاف النكهات. وصيغت هذه اللوائح، التي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس/آب، للسماح ببيع السجائر التي تستخدم لمرة واحدة لمن يستعملونها بغرض أن تكون مرحلة انتقالية للإقلاع عن التدخين.
تُظهر الأبحاث التي أجرتها أيرلندا أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بخمس مرات للشروع في عادة التدخين بالقياس إلى نظرائهم الذين لا يستعملونها.