اخترع علماء جهازاً يمكن ارتداؤه "ينقر" على معصمك بصمت وبشكل غير مرئي ليخبرك بالاتجاه الذي يجب أن تسير فيه، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وأراد الباحثون في جامعة رايس بولاية تكساس الأمريكية تطوير جهاز صامت وسري، يكون خفيف الوزن بما يكفي لارتدائه ويمكنه توجيه الأشخاص إلى وجهتهم دون الحاجة إلى النظر إلى خريطة أو سماع إشارات؛ مثل تلك الصادرة عن نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس).
يمكن أن يساعد ذلك الأشخاص على التنقل أثناء الجري أو ركوب الدراجات الهوائية أو الدراجات البخارية ويمكن أن يساعدهم على تجنب سرقتهم بينما يتجولون ويركزون أنظارهم على هواتفهم لمعرفة الاتجاهات.
تفاصيل الجهاز الجديد
كان أحد النماذج الأولية يحتوي على أكمام من القماش مع وسادات ضغط قابلة للنفخ مدمجة في القميص بحيث تتماشى مع الجانب السفلي من معصميّ وساعديّ مرتديها.
وكانت هذه الأجهزة متصلة بجهاز يُرتَدى على حزامٍ حول الخصر ويحتوي على علبة صغيرة من الهواء المضغوط.
واستُخدِمَ هذا الهواء لتضخيم النقاط الرئيسية على الكم للتحكم في "الضغط الهوائي"، الذي وصفه الباحثون بأنه "نقرات" تخبر مرتدي الجهاز بالتحرك يساراً أو يميناً، أو للأمام أو للخلف.
استُخدِمَ لتوجيه المشاركين في الدراسة للعثور على سكوتر موجود في مكان ما في المدينة ومن ثم ركوب السكوتر إلى وجهة أخرى. وكان الجهاز ينقر المشاركين على بعد حوالي خمسة أمتار قبل الوصول إلى كل تقاطع، مع النقر للخلف للإشارة إلى وقت وصولهم.
كما استُخدِمَ الجهاز أيضاً لتوجيه المشاركين في حقل مفتوح لاستخدام مسار المشي الخاص بهم لرسم الخطوط العريضة للأشكال الكبيرة المشابهة لتلك التي تظهر في لعبة الفيديو تتريس.
ووجد الباحثون أن المستخدمين تمكنوا من التمييز بنجاح بين النقرات المختلفة للتوجه في الاتجاه الصحيح، مشيرين إلى أن "المشاركين حددوا الإشارات بمتوسط دقة 87%".
تكلفة الخريطة
وقالت الدراسة إن تكلفة إنتاج الجهاز حوالي 300 دولار. وقالت مارسيا أومالي، رئيسة قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة رايس: "نتصور أن هذا الجهاز سوف يستخدمه الأفراد الذين يحتاجون أو يرغبون في نقل المعلومات إليهم بشكل خاص وبطريقة يمكن دمجها بسلاسة في الملابس أو غيرها من الأجهزة القابلة للارتداء".
وقال دانييل بريستون، أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة، إن الاختبار العملي حقق نتائج مثالية، وأضاف: "لقد تأثرنا بقدرة المستخدم على التنقل في شوارع هيوستن في حقل مفتوح بنسبة 100% من الدقة في تلقي وتفسير إشارات النقر".
وأضاف: "سيسعى المزيد من التطوير إلى تحسين القدرة على نقل إشارات أكثر تعقيداً يمكن للمستخدم تمييزها بسهولة وبشكل طبيعي".
ووجدت الدراسة أيضاً أنه "بعد 25 غسلة، يظل الجهاز يعمل بكامل طاقته"، ووجدت أن الثقوب في وسادات الضغط القابلة للنفخ يمكن إصلاحها بسهولة باستخدام رقع حديدية.