توصلت السلطات الأمريكية بولاية ماساتشوستس، الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، إلى الكشف عن قاتل امرأة عُثر على جثتها قبل خمسين عاماً دون معرفة الجاني طيلة تلك الفترة، في واحدة من أشهر القضايا الباردة في الولاية، وفق ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
حيث أعلن المدعي العام لمنطقة كيب آند آيلاند، روبرت غاليبوا، أن الضحية المعروفة باسم "سيدة الكثبان" قُتلت على يد زوجها قبل نصف قرن حينما عُثر على جثتها مشوهة في شبه جزيرة كيب كود بماساتشوستس.
"سيدة الكثبان"
وفي أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، أعلن المسؤولون أنهم تعرَّفوا على المرأة، المُلقبة بـ"سيدة الكثبان"، واسمها روث ماري تيري، من ولاية تينيسي.
حيث كانت تبلغ من العمر 37 عاماً عندما قُتِلَت في عام 1974 بفعل صدمة قوية في الجمجمة، بحسب ما خلُصت السلطات إليه.
منذ ذلك الحين، تحول التركيز إلى زوج تيري الراحل، جاي روكويل مولدفين، الذي تزوجها قبل أشهر قليلة من اختفائها، إذ كان مولدفين أيضاً الذي تُوفِّيَ في عام 2002، المشتبه به الرئيسي في وفاة إحدى زوجاته وابنة زوجته في سياتل في الستينيات.
بعد زواجهما، علمت شرطة الولاية أنهما سافرا إلى ولاية تينيسي، حيث تنحدر تيري، لزيارة عائلتها، و"عندما عاد مولدفين من تلك الرحلة، كان يقود ما يُعتَقَد أنه سيارة تيري. ولم ترَها عائلتها منذ ذلك الحين"، وفق المدعي العام الأمريكي غاليبوا.
وبناءً على التحقيق في وفاة تيري، خلصت السلطات إلى أن مولدفين هو القاتل. ولم يقدموا أي معلومات أخرى حول ما كُشِفَ عنه في التحقيق.
واحدة من أطول ألغاز القتل
كانت وفاة "سيدة الكثبان" أحد أطول ألغاز القتل مدةً وأكثرها إحباطاً في ولاية ماساتشوستس، منذ أن عثرت فتاةٌ صغيرة كانت في نزهة على الجثة في الكثبان الرملية في مدينة بروفينستاون في يوليو/تموز 1974.
وقال المسؤولون إن المرأة كانت عارية على بطانية ويداها مقطوعتان، لذلك لم يتم التعرف عليها من خلال بصمات أصابعها، بينما تحطمت جمجمتها وكاد رأسها ينفصل عن جسدها.
وُحدِّدَ سبب الوفاة على أنه ضربة في الرأس، وتعتقد السلطات أنها قُتِلَت قبل عدة أسابيع من العثور على جثتها.
من جانبه، قال جوزيف بونافولونتا، العميل الخاص المسؤول عن قسم مكتب التحقيقات الفيدرالي في بوسطن، خلال مؤتمر صحفي في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه تم التعرف على تيري باستخدام علم الأنساب الاستقصائي، الذي يجمع بين تحليل الحمض النووي وأبحاث علم الأنساب التقليدية والسجلات التاريخية.
وكانت تيري أقدم ضحية قتل مجهولة الهوية في ولاية ماساتشوستس، وحاولت السلطات لعقود من الزمن التعرف عليها وعلى قاتلها من خلال استخراج رفاتها، وإجراء إعادة بناء وجهها بنموذج من الطين، وإصدار رسومات لوجهها.