مدينة بريطانية اكتسبت شهرة كبيرة أواسط القرن الماضي، لكن لم يكن السبب معالمها السياحية أو أماكن طبيعية، بل حوادث غريبة والسبب حسب السكان المحليين: "أحجار هيكسهام" وهما حجران صغيران لا يعرف سرهما إلى اليوم.
في سنة 1971 انتقلت عائلة "روبسون" للعيش في منطقة هيكسهام بمقاطعة "نورثمبرلاند" أقصى شمال إنجلترا، لكن لم تكن هذه العائلة على دراية بما ينتظرها من وقائع وأحداث غريبة، لم تقتصر عليهم فقط بل طالت جيرانهم وكل سكان المنطقة.
في أحد الأيام كان أطفال عائلة روبسون يلعبون في حديقة المنزل، ليجدوا حجرين صغيرين بحجم 6 سنتيمترات، أحد هذين الحجرين على شكل صبي والآخر على شكل بنت، وذلك لوجود ملامح أنثوية وشعر طويل، ليقوم الطفلان بأخذهما إلى داخل المنزل.
حسب موقع "historic mysteries" الأمريكي، قالت العائلة إن هذه الرؤوس كانت تتحرك من تلقاء نفسها، لكن بعد عدة أيام بدأت العائلة بمشاهدة أحداث غريبة. أبواب المنزل تفتح من تلقاء نفسها، أما في الخارج دائماً ما كانوا يشاهدون مخلوقاً غريباً نصفه خروف أما النصف الآخر فكان على شكل إنسان.
لم تقتصر هذه المشاهدات على الأطفال وعائلتهم فقط، فقد قال أحد الجيران إنه رآى نفس المخلوق يخرج من الباب الأمامي لمنزل عائلة "روبسون"، إلا أن هذا المخلوق يختفي بسرعة ولا يجد له أحد أثراً.
أحجار هيكسهام.. اكتشاف غريب أرعب المدينة
هذه الحجارة لم تثر الفضول فحسب، بل كانت أيضاً علامة على الرعب، بدأت عائلة روبسون في ملاحظة أحداث عجيبة تقع في جميع أنحاء المنزل، وشوهدت ذات مرة الرؤوس تتحرك بأيد غير مرئية، وتم إلقاء الزجاج حول المنزل وفي الغرف.
ولم تقتصر هذه الأنشطة على عائلة روبسون التي تضم "أحجار هيكسهام" في منزلها، بل ارتبطت أيضاً بمنزل الجيران، الذين أبلغوا عن مشاهد غريبة ومرعبة فيما قالوا إن هناك شيئاً غامضاً قام بسحب ابنتهم الصغيرة من شعرها لكن لم يتمكنوا من ملاحقته.
بعدما كثرت هذه المشاهدات في المنطقة وصل الخبر إلى الصحف والإعلام، ليقوم متخصصون في علم الآثار القديمة بالتوجه إلى المنطقة لدراسة أحجار هيكسهام، لكن حتى الخبراء وجدوا صعوبة في تحديد الحقبة الزمنية التي تعود لها هذه الحجارة، كما كانت النتائج الخاصة بهذه الحجارة تختلف في كل مرة يعيدون دراستها.
يُعتقد عموماً أن الرؤوس مرتبطة بتقاليد القبائل السلتية – قبائل قديمة عاشت بأيسلندا وأيرلندا- فهي تشبه أشكالاً أخرى لرؤوس سلتية من العصور القديمة وغيرها من مصنوعات هذه القبيلة، لتقوم خبيرة في تحليل الآثار القديمة بمهمة البحث حول هذه الحجارة.
رجل بوجه ذئب واختفاء غامض
حسب موقع "historic mysteries" تولت الدكتورة "آن روس" وهي الخبيرة في هذا المجال مهمة البحث وتحليل أحجار هيكسهام، كما أنها لم تكن توقن بالوقائع التي حدثت لسكان المنطقة بسبب عدم توافقها مع العلم.
لكن بعد فترة ذكرت آن في تقريرها حول رؤوس هيكسهام أنها كانت تشاهد شخصية نصف ذئب ونصف رجل يتجول في الطابق العلوي من منزلها، وقالت إنها تبعت المخلوق في الطابق السفلي إلى المطبخ، وبعد ذلك اختفى.
بعدها بوقتٍ قصير بدأت ابنتها ايضاً تشاهد شخصاً مماثلاً في المنزل، فيما كانت تشعر بشخص بارد يقف خلفها خاصةً عندما كانت تحمل هذه الحجارة في يدها وسرعان ما أصبح واضحاً للجميع في المنطقة أن أحجار هيكسهام كان لها تأثير خارق للطبيعة، لتقوم "آن روس" باصطحابها إلى جامعة "ساوثامبتون" لدراستها، الغريب أن المشاهد اختفت مباشرة بعد خروج هذه الوجوه من منزلها.
خلال هذه الفترة ادعى رجل يدعى "ديزموند كريج" أنه من صنع هذه الحجارة عندما كان يسكن في منزل عائلة روبسون سنة 1956، وأضاف أنه قام بصناعة 3 رؤوس وليس اثنين فقط إلا أن أحدها اختفى، وأضاف أنه استخدم مزيجاً من مياه محلية ورمال وحجارة لصناعة هذه الوجوه.
لكن ادعاءات هذا الرجل لم يتم قبولها على الفور بل طُلب منه إعادة صناعتها، لكن النسخة المقلدة كانت أكثر بدائية بكثير مما ادعى أنه تم إنشاؤه قبل 16 عاماً.
أمضى العديد من الباحثين وقتهم في معرفة سر رؤوس هيكسهام على مدى عدة سنوات، بعدها قام باحث باقتناء هذه الأحجار سنة 1978 وربطها بالأساطير الروحانية في القصص القديمة، ليختفي بعدها العالم والأحجار إلى يومنا الحالي.
وحش الطريق الأسطوري والفرضيات العلمية
ربطت الأبحاث الحجارة بالأساطير الاسكندنافية، وخاصة مع وجود وحش بها يعرف باسم "وولفر"، هذا الوحش حسب الأساطير كان نصفه بشراً والنصف الآخر ذئباً وهو ما كان يتوافق مع ما رأته الدكتورة روس وعائلتها خلال فترة دراستها للحجارة.
ومع ذلك، كان لدى سكان منطقة هيكسهام ما اعتقدوا أنه سبب وجيه للخوف من "وولفر"، سنة 1904 عانت المدينة من هجمات مخلوق يوصف بالذئب البري. اعتقد الكثيرون في ذلك الوقت أن هذا المخلوق خارق للطبيعة، وبالطبع تم الربط بين مشاهدات السبعينيات وهذا الوحش الذي ظهر في زمانٍ سابق.
قُتل الذئب سنة 1904 في النهاية بعد اصطدامه بقطار عابر أثناء هروبه من الحقول بعد قتله للماشية، يعتقد الكثير من الناس أن المخلوق الذي يعود إلى السبعينيات كان الذئب الذي كان أكثر من مجرد حيوان وحشي، قالوا إن قوة رؤوس هيكسهام كانت تساعد الذئب على العيش مرة أخرى.
لم يؤيد العلم هذه الفرضيات أبداً، وقد يكون جزء من هذه الأسطورة أن الأشخاص الذين اهتموا بقصة الأحجار وبحثوا فيها وقعوا في النهاية فريسةً للتفاصيل المحيطة بها. ومع اختفاء الأحجار في النهاية لم تعد هناك إمكانية للاستمرار في دراستها، رغم محاولة العديد من المهتمين البحث عنها وعن صاحبها الأخير الذي يقال إنه اختفى معها.