استمعت محكمة في بريطانيا إلى الممرضة لوسي ليتبي التي اعتدت على أطفال كانوا تحت رعايتها وقتلتهم، مكتشفة أنها فعلت ذلك لكسب تعاطف طبيب متزوج كانت "مفتونة" به، بحسب ما قالت صحيفة The Telegraph البريطانية السبت 19 أغسطس/آب 2023.
وأُدينت الممرضة البريطانية، بقتل سبعة أطفال حديثي الولادة، ومحاولة قتل ستة آخرين في وحدة للرعاية بمستشفى في شمال غربي إنجلترا.
وقال ممثل الادعاء إنها صارت مهووسة بالطبيب، الذي لا يمكن ذكر اسمه لأسباب قانونية، لدرجة أنها اعتدت على الأطفال في مستشفى كونتيسة تشيستر لتجعل نفسها مركز اهتمامه وتركيزه.
وأنكرت الممرضة البالغة من العمر 33 عاماً هذا التفسير "غير الاعتيادي" لسبب ارتكابها جرائمها المروعة طوال فترة المحاكمة، مؤكدة أنهما كانا مجرد صديقين مقربين، لكن الانزعاج ظهر عليها بوضوح حين دخل قاعة المحكمة للإدلاء بشهادته.
وكانت ليتبي متوترة بعد أن دخل الطبيب "بريء المظهر" لدرجة أنها حاولت مغادرة قفص الاتهام ولم توافق على البقاء إلا بعد محادثة قصيرة خافتة مع محامِيها.
وقال المدعون إن رد فعلها المبالغ فيه كان دافعه أن ليتبي "مفتونة" به، حيث سلطت مجموعة رسائل بين الاثنين، ومن ليتبي لأصدقائها، عُرضت على المحكمة، الضوء على طبيعة صداقتهما العاطفية.
ففي الساعات التي سبقت محاولة ليتبي قتل الطفل "ن" في يونيو/حزيران 2016، أخبرت صديقة لها أنها تلقت رسالة "غريبة" من زميلها، وأخبرتها صديقتها بأنه ربما يكون معجباً بها أيضاً، وتبادلا بضع رسائل ساخرة أخرى تحمل تلميحات إلى وجود علاقة بينهما.
وبعيد ذلك، سافرت ليتبي إلى مدينة إيبيزا الإسبانية لقضاء إجازة أسبوع قبل أن تعود إلى مستشفى كونتيسة تشيستر وتعتدي على الطفل "و" مرتين، في ورديتها الأولى في 23 يونيو/حزيران عام 2016.
واتهمتها النيابة بالاعتداء على الطفل عمداً لجذب انتباه الطبيب لأنها كانت "تفتقده" بعد غيابها، حيث في مساء اليوم نفسه، بعد إنعاش الطفل "و"، تبادلت مع الطبيب رسائل على الفيسبوك، وأخبرها الطبيب أن عملهما مع بعضهما ممتاز قبل أن يقول إنه "سعيد لأنها تتحدث معه".
وبعد أقل من 24 ساعة، حاولت ليتبي قتل الشقيق التوأم للطفل "و"، الطفل "ب"، وذكر طبيب آخر أنه بعد الحادث، كانت ليتبي "حريصة جداً" على استدعاء حبيبها في الحال.
وسألها ممثل الادعاء، نيك جونسون: "هل استمتعتِ بوجودك في هذه المواقف المتأزمة مع الطبيب؟ هل منحتك الفرصة للتحدث معه عن شيء مشترك يمكنك الحديث معه عنه؟".
وبعد إقالة ليتبي من جناح الرعاية في يوليو/تموز عام 2016، التقى الاثنان خمس مرات على الأقل في أواخر مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران عام 2017.
وأثناء الاستجواب، سُئلت ليتبي عن سبب محاولتها مغادرة قفص الاتهام حين دخل الطبيب إلى المحكمة، فردت بالقول: "لأنني شعرت بتوعك".
وسارع جونسون إلى القول: "لا، لم ترغبي في أن تسمعي حبيبك يدلي بشهادة تدينك، أليس كذلك؟"، فنكست رأسها وقالت: "هذا ليس عدلاً".
عقوبة سجن طويلة
وأدينت لوسي ليتبي (33 عاماً)، والتي بدأت مذكرة كتبتها بعبارة "أنا شريرة"، بقتل خمسة أولاد وبنتين في مستشفى كونتيسة تشيستر ومهاجمة أطفال آخرين من حديثي الولادة أثناء عملها في الغالب خلال نوبات ليلية في عامي 2015 و2016.
وقال المدعون لهيئة المحلفين إنها سممت بعض ضحاياها من الرضع عن طريق حقنهم بالأنسولين، والبعض الآخر عن طريق حقن الهواء أو بدس الحليب بالقوة في أفواههم، وهاجمت بعض ضحاياها عدة مرات قبل وفاتهم.
وقالت في الملاحظات المكتوبة بخط اليد، والتي عثر عليها ضباط شرطة كانوا يفتشون منزلها بعد القبض عليها: "قتلتهم عمداً، لأنني لا أتمتع بالقدر الكافي من الطيبة لرعايتهم.. أنا شريرة بشعة.. أنا شريرة وفعلت هذا".
كان ضمن من هاجمتهم توأمان قتلتهما معاً. وحاولت قتل طفلة ثلاث مرات قبل أن تنجح أخيراً في المحاولة الرابعة.
فيما قالت باسكال جونز كبيرة المدعين العموميين في دائرة الادعاء الملكية: "عُهد إلى لوسي ليتبي بحماية بعض الأطفال المساكين. لم يكن من يعملون معها يعرفون أن بينهم قاتلة".
وأضافت: "بذلت قصارى جهدها لإخفاء جرائمها، من خلال تغيير الطرق التي تكرر بها إيذاء الأطفال الذين عُهد إليها برعايتهم".
وسيصدر الحكم على ليتبي، الإثنين، وتواجه عقوبة سجن طويلة جداً قد تصل إلى السجن مدى الحياة.