قال موقع Business Insider الأمريكي في تقرير نشره الأحد 6 أغسطس/آب 2023، إنه في شهر يونيو/حزيران، انهارت القمة الرئيسية في جبل فلوشثورن، على الحدود بين النمسا وسويسرا، دون سابق إنذار؛ ما تسبب في سقوط ما يقرب من 3.5 مليون قدم مكعب من الصخور في الوادي أسفل الجبل لتملأه بما يعادل 40 حمام سباحة أوليمبي من الصخور والطين والرمال.
وأفاد موقع LiveScience أنه كان لجبل فلوشثورن ثلاث قمم، والقمة الجنوبية الرئيسية كانت أطولها. وبعد انهيار القمة الجنوبية، تصبح القمة الوسطى هي القمة الأطول الجديدة بارتفاع 11145 قدماً (3396.996 متراً)، وهي ثاني أعلى قمة في جبال الألب سيلفريتا.
تداعيات انهيار قمة جبلية سويسرية على المناخ
بشكل عام، تناقص طول جبل فلوشثورن بمقدار 60 قدماً (18 متراً) عما كان عليه مطلع هذا العام، وفقاً لموقع LiveScience.
مثل جبال كثيرة في أقصى الشمال، كان فلوشثورن يحوي الكثير من التربة الصقيعية، وهي طبقة دائمة من الجليد والرمال تحت سطح الجبل.
حيث يقول جاسبر نايت، عالم الجيولوجيا بجامعة ويتواترسراند في جنوب إفريقيا: "التربة الصقيعية مهمة لأن الماء المتجمد داخل الأرض يثبّت سطح الأرض ويمنعه من الحركة. ولكن حين يذوب هذا الجليد، فالماء السائل سيتدفق بعيداً. ويصبح سطح الأرض أقل استقراراً وقد يتحرك، بسرعة كبيرة في كثير من الأحيان".
انهيار طيني لجبل سويسري
حين يتحرك جزء كبير من الجبل بسرعة، مثلما حدث مع الانهيار الطيني في فلوشثورن، فهذا يطلق عليه التحرك الكتلي Mass Movement.
وقال جاسبر نايت، عالم الجيولوجيا بجامعة ويتواترسراند في جنوب إفريقيا: "الاحتباس الحراري يتسبب في ذوبان التربة الصقيعية، وهو ما يتسبب في حدوث هذه التحركات الكتلية".
من جهتها، أفادت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن الجبال التي تذوب تربتها الصقيعية تحدث بها انهيارات أكبر وأكثر تواتراً. وتشير الأبحاث التي أجريت على تساقط الصخور في جبال الألب إلى أن موجات الحرارة الصيفية هي سبب شائع لذوبان التربة الصقيعية.
فيضانات وانهيارات أرضية
ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ له تأثير أكبر من التربة الصقيعية. فقد تذوب الطبقة السطحية من الجليد والثلج أيضاً، وتتسبب في حدوث فيضانات وانهيارات طينية. وذوبان الكتل الجليدية قد يتسبب أيضاً في تحركات كتلية، حين تفقد الجبال الجليد الذي يدعم جوانبها لسنوات متتالية، وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
ويواجه العلماء صعوبة في التنبؤ بموعد حدوث انهيار أرضي أو صخري لجبل معين. ولكن يمكنهم تتبع الأنماط العالمية وتحديد سلاسل الجبال الأكثر عرضة لهذا الخطر.
يقول نايت إن التحركات الكتلية أكثر شيوعاً في الجبال شديدة الانحدار التي تتهاوى فيها الكتل الجليدية بسرعة. وأضاف أن الجبال التي تحمل هذه الصفات شائعة بشكل خاص في جبال الألب الأوروبية وجبال الألب الجنوبية في نيوزيلندا.
ويعيش أكثر من 670 مليون شخص في المناطق الجبلية العالية على مستوى العالم، وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. ويعرّض تغير المناخ حياتهم للخطر جراء الانهيارات الطينية والأرضية والصخرية وغير ذلك.
والتحركات الكتلية قد تزيد أيضاً من مخاطر انسداد الطرق وتلف الأراضي الزراعية والتلوث بالزئبق في المسطحات المائية المحلية. وتؤثر هذه الأخطار على مجتمعات السكان الأصليين أكثر من غيرهم.
ويقول أليخاندرو أرغوميدو من منظمة Asociación ANDES (بيرو)، التي تنادي بالحفاظ على التنوع البيولوجي في جبال الأنديز وتدعم حقوق السكان الأصليين، إن التعدين وبناء الطرق زاد من اضطراب البيئات الجبلية أيضاً.