كشف تقرير لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 31 يوليو/تموز 2023، أن الموجات "فوق الصوتية" قد تصبح الوسيلة الأنجع لإيصال العلاجات إلى أماكن في جسم الإنسان يصعب الوصول إليها لعلاج أمراض مثل الزهايمر والسرطان.
وتساعد هذه الطريقة التي تجمع الموجات فوق الصوتية مع فقاعات صغيرة من الغاز الخامل المحقون بمجرى الدم، في تمكين الأدوية من اختراق "الحاجز الدموي الدماغي"، الذي يعد أحد أكثر الحدود صعوبة في جسم الإنسان.
وتقول الصحيفة الأمريكية أن فاعلية الأدوية في علاج أمراض مثل السرطان والزهايمر وباركنسون في العادة محدودة، بسبب صعوبة اختراق الأنسجة، سواء في الدماغ أو بأجزاء أخرى من جسم الإنسان.
فيما يقول أستاذ الأشعة ومدير فيزياء الموجات فوق الصوتية في جامعة توماس جيفرسون، في فيلادلفيا، فليمنج فورسبيرج: "هناك مجموعة متنوعة للغاية من الأماكن التي يمكن أن يأخذنا إليها هذا النوع من توصيل الأدوية، أو التعزيز باستخدام الموجات فوق الصوتية والفقاعات".
وتُسبب الموجات فوق الصوتية اهتزازات في فقاعات صغيرة يتم حقنها في مجرى الدم، ما يؤدي مؤقتاً إلى خلق فجوات مجهرية ثبت أنها تسهل مرور الأدوية داخل جسم الإنسان، ويتم الإجراء أثناء تناول جرعات الدواء أو بعد ذلك بفترة وجيزة، فيما تتم العملية على مرضى السرطان بعد حوالي ساعة من بدء العلاج الكيميائي، بحيث يكون الدواء بتركيز عالٍ في الدم وقت الإجراء.
بينما تتدفق الفقاعات الدقيقة في مجرى الدم، فإن التمزق في الأنسجة يحدث فقط في جزء الجسم المعرض للموجات فوق الصوتية، ويكون التأثير "مؤقتاً"، ويستمر لمدة لا تقل عن ساعة، وتبقى الفقاعات الدقيقة في الدم لمدة خمس دقائق فقط.
وتعطي التجارب البشرية المبكرة نتائج مشجعة، حيث وجد علماء في دراسة صغيرة أجريت على مرضى الورم الأرومي الدبقي- وهو نوع من سرطان الدماغ- أن استخدام التكنولوجيا في العلاج بالاعتماد على كاربوبلاتين، وهو علاج كيميائي قوي، أدى إلى ستة أضعاف كمية الدواء في أنسجة المخ التي تعرضت للموجات فوق الصوتية المستهدفة مقارنة مع أنسجة دماغية غير مكشوفة.
في المرضى الذين عولجوا باستخدام عقار "باكليتاكسيل"، وهو دواء آخر للسرطان، كانت المستويات أعلى بمقدار 3.7 مرة، حيث تم تطبيق الإجراء في ظل الظروف العادية.